ساعات قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك.. شهر الرحمة والمغفرة.. شهر القلوب العامرة بالإيمان والنفوس المخلصة المطمئنة.. شهر الصيام والعبادات.. الذي أنزل الله سبحانه وتعالي فيه القرآن الكريم علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان. فاللهم بلغنا هذا الشهر الكريم الذي أوله رحمة. وأوسطه مغفرة. وآخره عتق من النار.. الشهر العظيم الذي تعلو فيه التكبيرات لصلاة التراويح في المساجد. كما تكثر فيه الصدقات وصلة الأرحام وتبادل الزيارات بين الأقارب. والأصدقاء. والجيران. يقول الله سبحانه وتعالي في محكم التنزيل: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه" "البقرة: 185".. فخلال هذا الشهر العظيم تكثر قراءة القرآن الكريم. إذ يضاعف الله سبحانه وتعالي في هذا الشهر أجر قراءته. فيصبح كل حرف منه بعشر حسنات. والله يضاعف لمن يشاء. في الشهر الكريم يتنافس الصائمون علي الاجتهاد في أداء العبادات. وإقامة فرائض الصلاة جماعة في المساجد.. مع الترفع عن الغيبة والنميمة. والفحش في القول والفعل. وتجنب اللعن. والسباب. والشتم.. بجانب تطهير النفس بكثرة تقديم الصدقات إلي الفقراء والمساكين وإقامة الموائد وإظهار صفة الكرم. وتوزيع طعام الإفطار علي الفقراء والمحتاجين. ويعتبر الاعتكاف في العشر الأواخر من العلامات المضيئة في الشهر الكريم المبارك. إذ أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعتكف فيهن.. بالإضافة إلي إقامة ليلة القدر. وهي ليلة خير من ألف شهر. يتقبل الله سبحانه وتعالي فيها الطاعات. ويستجيب الدعوات. وهي تكون في ليلة من ليالي العشر الأواخر من الشهر. في شهر رمضان يعيش الصائمون أعظم اختبار للصبر وذلك بالامتناع عن الطعام والشراب. وغيرها من شهوات الحياة الدنيا التي نهي الله عنها خلال فترة الصيام. مثل الصبر علي الشهوات واللذات. ويتجلي مفهوم الصبر هنا أيضا في الصبر علي الإساءة والمحن. ومن صبر علي ذلك فجزاؤه جنات الخلد.. كما تفتح أبواب التوبة في شهر رمضان الكريم. وذلك من خلال الإكثار من الاستغفار والدعاء وتجنب السيئات والكبائر والإقبال علي عمل الخير. أيضا فإن أجر العمرة في رمضان يساوي أجر الحج. وذلك لما يتحمله المسلم من مشقة وصعاب خلال تأديته لفرائض الله تعالي وهو صائم. كما أن الطاعات وأعمال الخير في ليلة القدر تساوي أعمال ألف شهر. وقيام الليل في رمضان والتهجد فيه يمحي ما سلف من ذنوب المسلم. وثوابه عند الله أضعاف مضاعفة. لقد حث الإسلام المسلمين علي إكرام الفقراء والمساكين والأقرباء خلال هذا الشهر من خلال زكاة الفطر التي تفرض علي صغيرهم قبل كبيرهم في آخر أيام هذا الشهر. التي تشيع فيه المحبة والرحمة ما بين المسلمين فيتصدق أغنياؤهم علي فقرائهم ويرحم أقوياؤهم ضعفاءهم. ويصلون أرحامهم طمعا في الحصول علي مرضاة الله عز وجل ودخول الجنة. ** كلمة هامة: اللهم بلغنا رمضان وارزقنا الخير فيه وارحمنا يا أرحم الراحمين.