»باب زويلة» أو »بوابة المتولي».. ليس مجرد بوابة أثرية وإنما شاهد رئيسي يروي تاريخ مصر كمقبرة للغزاة وذلك حين قطع » قطز» رؤوس رسل التتار ووضعها أمام بوابة زويلة بعد أن جاءوا للمطالبة بتسليم مصر دون مقاومة, ورغم تاريخ الباب العريق إلا ان الإهمال أصابه وأصبح مرتعاً للعربجية والنصابين.. شيد باب زويلة في عام 1092م, وهو عبارة عن كتلة بنائية ضخمة عمقها 25 مترا وعرضها 25 مترا وارتفاعها 24 مترا عن مستوي الشارع ويتكون الباب من برجين مستديرين ويتوسطهما ممر مكشوف يؤدي إلي باب المدخل ويرتفع البرجان إلي ثلثي الارتفاع في بناء مصمت ويأتي في الثلث العلوي من كل منهما حجرة دفاع يغطيها قبو طولي يتقاطع مع قبو عرضي.. كما قام مصممو باب زويلة بوضع سفينتين كبار علي مدخل الباب يضعون فيها الحبوب لكي تأكل منها اسراب الطيور. حضارة باب زويلة لم تسلم من يد الاهمال التي مدت عنوة لتسرق محتوياته التراثية التي لا تقدر بثمن الامر الذي أدي إلي تآكل البوابتين بفعل الاهمال..فمعالمه الذهبية قد اختفت.. قطع العاج الملصقة عليه سرق ما سرق منها والباقي ظل كما هو يشهد علي فوضي تركناها تهين عظمة.. فأسواق الباعة فرشت بضائعها وعلقت منتجاتها علي الباب الذي كان يعلق عليه رؤوس الغزاة.. وحاصرته المحال التجارية التي أقيمت حوله.. وأصبح مرتعا » للعربجية » الذين حولوا جدرانه » موقفاً للحمير تأكل وترتاح أمام ذلك الصرح التاريخي.. أما السفينتان اللتان كانتا يطعمان الطيور, سرق أحداهما واحدة وبقيت أخري أكل »السوس» هيكلها.. وانتشر أمام الباب من الناحية الأخري عدد من الأكشاك يقف أمامها »الخرتيه» الذين يستوقفون السياح في محاولة لاستقطابهم بحجج وهمية انهم سيجعلونهم يرون آثارا سرية وذلك ليحصلون منهم علي أموال باهظة بتلك الحيلة التي تضرب ما تبقي من السياحة.