الجدل الذي أثير حول تصريحات الامين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي، بعد زيارته لدمشق، ولقائه مع الرئيس بشار الاسد . "ازمة من غير لازمة ".ونموذج صارخ "لسوء النية " "والتصيد السياسي". ولا أعتقد في وجود اسباب موضوعية لتلك الحملة، التي تعرض لها الرجل. سواء من الداخل السوري ،او من بعض الجهات خارجها .ودعونا منذ البداية نتفق علي حقيقة مهمة .وهي ان الرجل طوال تاريخه الدبلوماسي. في الخارجية المصرية أو في محكمة العدل الدولية .يتسم بالوضوح الشديد، والانحياز الي الحق،والمصالح القومية العليا لمصر والامة العربية ،وهذا ما أهله لتولي الخارجية المصرية ،في مرحلة مابعد ثورة 25 يناير، وقبوله علي مضض بالتكليف بالمهمة الجديدة في الامانة العامة للجامعة العربية .ولن يبيع هذا التاريخ مقابل مجاملة نظام .مهما كان او رئيس ايا كان، ويمكن فهم التصريح الازمة من خلال اكثر من مستوي: الاول: ان الرجل هو من قرر الذهاب الي دمشق. وكان امام احد خيارين، اما ان يجلس في مكتبه ويدعي وله كل الحق بأنه في مرحلة دراسة الملفات التي سيعمل عليها .طوال فترة وجوده في الجامعة .او المبادرة وخوض غمار القضايا العربية الشائكة .وانحاز الي الخيار الثاني وذهب الي سوريا، وهو امر يحسب له وهناك تصادف وجوده، صدور تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون .عن سحب الشرعية عن الرئيس بشار الاسد. وعندما تم سؤاله عن الامر، استنكره تماما .فواشنطن هي آخر جهة، تملك صكوك شرعية الانظمة. كما ان موقفها من الثورات العربية يتسم بانتهازية مفرطة. الثاني :ان هناك اشكالية ستواجه الجامعة العربية، وبدأت ملامحها في الظهور، مع بدايات ربيع الديمقراطية في العالم العربي. فالجامعة تمثل دولا وانظمة وليس الشعوب .وهي ليست استثناء، مثلها مثل الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الاسلامي. و هناك آلية لاتخاذ القرارات داخلها، سمحت بصدور قرار بتعليق عضوية ليبيا في الامانة العامة .ودعوة مجلس الامن الي التدخل، ومازالت نفس الآلية هي توفر شبكة امان للنظام السوري . دون ان يكون للامين العام دور في الحالتين .فهو وفقا لميثاق الجامعة منفذا لسياسات الدول الاعضاء. واعتقد ان نجاح ربيع الثورات العربية .وانتشار الديمقراطية في المنطقة. واختيار حكومات منتخبة من الشعب، وتعبيرا عنه. هو الكفيل بوضع حد لاشكالية، هل الجامعة منظمة للحكومات أم للشعوب؟ الثالث :ان د.نبيل العربي .استخدم الهامش المتاح له ،والثقة التي يتمتع بها. بحكم منصبه الجديد . و التاريخ المشرف، والتجربة التي عاشها عن قرب في مصر مابعد 25 يناير. لينقل الي الرئيس السوري نصائحه ورؤياه للخروج بالبلد الي بر الامان. والسعي الي الاصلاح السياسي والدستوري. وعلي المرء المحاولة دون ان نحاسبه علي النجاح من عدمه. وهو ماقام به دون ان يعني ذلك. تخليه عن الشعب السوري، اوخيانة لتطلعاته في التغيير. او انحيازا الي النظام القائم في سوريا. وبعد اذا كان لكل منا جزء من اسمه ،فالامين العام للجامعة نبيل وعربي. وكل المؤشرات تؤكد ان الجامعة تدخل به ومعه مرحلة جديدة .الانحياز فيها للمصالح القومية العليا. بعيدا عن سياسات المحاور. ويكفي الطرح الذي يسعي الي تحقيقه خاصة علي صعيد الأزمة الليبية . والذي بدأت ملامحه من خلال مشاركته، في اجتماعات مجموعة الاتصال الدولية مؤخرا في تركيا.والذي يعيد الامور الي نصابها .بالبحث عن الحل السلمي. الذي يحفظ الشعب أمنه واستقراره والدولة الليبية كيانها دون تقسيم.