تحية من القلب نقدمها لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الازهر الدكتور أحمد الطيب عن الوثيقة التي أعلنتها مؤسسة الأزهر الشريف برئاسته التي بني رؤيته الدينية علي أساس الاستنارة والعقلانية ورفض التفسيرات السلفية المتشددة لمنع المزايدات في هذا التوقيت الراهن من قبل التيارات الاسلامية المتشددة. انها تطالب بأفكار رجعية لا تتناسب مع مجتمعنا المصري، بمبادرة منه لإقامة الحوار بين كبار علماء الازهر ونخبة من المثقفين المصريين من مختلف الطوائف والمدارس الفكرية، وكان الحوار مثمرا للغاية وتضمنت الوثيقة أحد عشر محوراً مؤكدة دعم وتأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديموقراطية الحديثة لخلق اجواء أكثر مودة ومحبة وسلاماً وحرصا علي وحدة الشعب المصري في إطار من الاحترام الكامل للمقدسات الدينية »دور العبادة والرموز الدينية« وعدم الاقتراب منها بأي صورة تمس مشاعر المؤمنين بها، واحترام كامل لحقوق الانسان والمرأة والطفل وعدم التمييز واحترام شرائع جميع العقائد الدينية السماوية والتأكيد علي أن المباديء الكلية للشريعة الإسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع بما يضمن لاتباع الديانات السماوية »الاحتكام إلي شرائعهم الدينية« وضمان الممارسة الحرة لجميع الشعائر الدينية ومظاهر العبادة بمختلف اشكالها والتأكيد علي تفعيل دور المواطنة »الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية« بين الشعب المصري، والحوار بين الاديان في شئون الحياة وليس في الدين أو العقيدة أو المذهب، وتطوير التعليم وحرية الفكر والابداع الفني والأدبي في إطار منظومة قيمنا الحضارية الثابتة مع عدم مصادرة حق الجميع في ابداء الرأي حينما تتوافر له الشروط اللازمة والتزام بآداب الحوار والتأييد الكامل علي استقلال الازهر الشريف ويعتبر الازهر الشريف هو المرجع الوحيد المختص في الشئون الاسلامية والاجتهادات الفكرية الاسلامية، وأنا أعي تماماً أن قيمة هذه المؤسسة الدينية العريقة ومكانتها الثقافية والاجتماعية ولها كل الاحترام والتقدير لدي جميع الطوائف الدينية الاخري وكذلك من كل أطياف الشعب المصري والعالم العربي نظراً لما تبثه من فكر اسلامي وسطي معتدل غير متشدد، وأعتبر الأزهر هو صمام أمان لمصر والعالم العربي في مواجهة عنف الخطاب الديني والفتاوي والرؤي وانتشار الفكر المتشدد البعيد عن الفكرالاسلامي المستنير، وأتمني أن يكون لمؤسسة الازهر الشريف قناة فضائية لنشر صحيح الإسلام وفكره الوسطي المعتدل ومقاومة انتاج الفتاوي والرؤي المغلقة التي تسود الفتن والصراعات داخل المجتمع المصري والعربي.