اتفقت القوى الدينية الاسلامية فى مصر على قبول وثيقة الأزهر التى أعلن عنها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ورحبت بها القوى السياسية المختلفة كما رحبت بها التيارات الاسلامية مثل الاخوان المسلمين، والجماعة الاسلامية والسلفيين وأكدت أنها ستحارب الفتنة الطائفية وترسى مبادىء الدولة المدنية وتعمل على المساواة بين المواطنين. وقال الدكتور عصام العريان مسئول المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين: إن الجماعة توافق على جميع بنود الوثيقة،موضحا أنها لا تطالب بالدولة الدينية، وأن برنامج حزب العدالة والحرية يتضمن ما جاء فى الوثيقة التى تضمنت مبادئ الاسلام الصحيح، والحرية الكاملة والمواطنة والمساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات، ويحترم الحقوق والمواثيق، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان تدعو الجميع إلى الاتفاق مع هذة الوثيقة مشيرا إلى أن منهج الإخوان يتفق مع منهج الأزهر الشريف، كما أن الوثيقة تجعل السياسين والمفكرين العقلاء يتفقون حولها لأنها تضع مبادى عامة لشكل الدولة المدنية الحديثة. وأضاف أن الوثيقة خطوة جيدة لوقف التعصب الدينى الذى تزايد فى الفترة الأخيرة بشكل خطير، مشيرا إلى ضرورة أن تلتزم القوى السياسية بما جاء فى هذة الوثيقة التى وضعت مبادئ الدولة المدنية. التعدد والمواطنة وقال إن أهم بنود الوثيقة تلك التى تؤكد صيغة الدولة المدنية الديمقراطية التي تعترف بالتعدد وتقوم على المواطنة، وتحترم حرية العقيدة وترعى كل أبنائها على قدم المساواة وتسعى للتعبير عن المنجز الحضاري لأمتها والتمسك بأصول العدالة الاجتماعية والتسامح واحترام المواثيق الدولية. وقال الدكتور محمد البلتاجى أمين عام حزب الحرية والعدالة إن الجماعة نظرت بصورة توافقية تجاه الوثيقة التى تعبر عن الدولة المدنية الحديثة بكل معطياتها وتعبر عن الهوية الحضارية الجديدة بالإضافة إلى إرساء مبادىء المواطنة. مؤكدا توافق جميع القوى السياسية التى التقت فى لقاء تحالف الأحزاب والتحالف الديمقراطى مع تلك الوثيقة، لافتا إلى أن كل القوى السياسية الآن أصبحت متقاربة بشكل كبير، وأصبحت قادرة على صناعة المستقبل، ويتوقع البلتاجى ألا تستقبل قوى المجتمع الوثيقة بالرفض، ولكن يمكن لبعض الأطراف أن يلتفوا عليها لأنهم لا يستطيعون رفضها وهي من أكبر مؤسسة دينية. الجماعة الاسلامية تؤيد وقال الدكتور صفوت عبد الغنى عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية إنه يتفق مع ماجاء فى الوثيقة ووصفها بأنها "خطوة رائدة نتمنى أن تكتمل"، وأضاف "نحن مع وثيقة الأزهر جملة وتفصيلا، نؤيدها وندعمها فهى مبادرة واضحة وناضجة ولن تلقى رفضا من أى قوة سياسية أو دينية ولن يحدث حولها أى خلاف . وقال إن الوثيقة تعبر عن متطلبات الدولة المصرية فى المرحلة الحالية ولا يوجد تعارض بين الدولة الاسلامية والدولة المدنية ، لأن الدولة الاسلامية فى أصلها دولة مدنية، موضحا أن الوثيقة تعد مبادرة فاعلة وأن الجماعة الاسلامية مع الوثيقة، قائلا "نحن ندعم ونؤيد الوثيقة وهى خطوة رائدة نتمنى أن تكتمل " وأنها ستكون مثياقا يلتزم به كل فرد فى الوطن، وأشار إلى أن الجماعة الاسلامية على استعداد لدعوة القوى السياسية والمجتمعية إلى الاتفاق حول هذة الوثيقة ودعمها خاصة أن شيخ الأزهر الشريف عقد اجتماعا مع كل من الشيخين ناجح ابراهيم، وكرم زهدى القياديين فى الجماعة قبل شهر لاستطلاع رائهما فى الوصول إلى صياغة لمبادئ الدولة المدنية. وأكد أن الجماعة الإسلامية تنادي بالدولة المدنية؛ باعتبارها دولة المؤسسات التي تعطي الحقوق في إطار من العدالة، والتي يختار فيها الناس الحاكم الذي يمثلهم، والتي تكون فيها الأمة هي مصدر السلطات"وأن هذا لا يمنع أن يكون لها خلفية، وهي في حالة مصر الحضارة الإسلامية"، مشددا على "أن الإسلاميين لا يخشون الحرية، لأنه في ظلها ينتعش الفكر الإسلامي". السلفيون يرحبون بالوثيقة ومن جانبه قال الدكتور محمد يسرى المتحدث الاعلامى باسم حزب"النور"السلفى أن الوثيقة تعبر عن وجود اقتناع داخل الأزهر على ممارسة دوره فى نشر الإسلام المعتدل، مشيرا إلى أن برنامج حزبه يتضمن ضرورة استقلال الأزهر من جميع النواحى بما فيها الجوانب المادية . وأضاف أن استقلالية الأزهر ُتعلى من قدره ومكانته العالمية وتساهم كثيرا فى نشر رسالة الأزهر على مستوى العالم، مؤكدا أنها مبادرة ممتازة حيث تضع خطوط عامة ينبغى أن يتفق عليها كافة المصريين، مشيرا إلى أن الوثيقة تضمنت بنود جيدة للغاية ولكن أفضل ماجاء فى الوثيقة حظر استخدام الدين فى العمل السياسى وتجريم الحث على الفتنه الطائفية ويضيف أن الوثيقة ستعمل على توضيح علاقة الدين بالدولة وهو ماسيكون ملزما للأطراف الأخرى. كما أشار إلى أن الوثيقة تعد خطوة هامة لوضع المبادئ التى تسمى بالمواد فوق الدستورية، مطالبا بضرورة أن تتضمن الوثيقة احترام المدراس الفقهية . أوضح أن حزبه يطالب بضرورة فصل الأزهر والمساجد عن الحكومة وأن يكون للأزهر ميزانية خاصة ويكون هناك جهاز خاص لمراقبة ميزانية. الأزهر وفقا للقوانين كان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد أكد في مؤتمر صحفي للإعلان عن"وثيقة الأزهر"التي سترسم ملامح الفترة المقبلة في مصر- أكد على اتفاق عدد من المثقفين المصريين مع عدد من كبار مفكري الأزهر، على خطوط عريضة لمستقبل مصر وصاغوها في"وثيقة الأزهر"وقال الطيب، في بيان ألقاه بمشيخة الأزهر، إنه يجب دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية التي تعمل على دستور يرتضيه الجميع. موضحًا أنه يجب اعتماد النظام الديمقراطي القائم على الانتخاب الحر المباشر لتحقيق مبادئ الشورى الإسلامية ومحاسبة المسؤولين. وأضاف شيخ الأزهر، أن الوثيقة تنص على الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي مع احترام حريات جميع طوائف الشعب، مشددا على الاحترام التام لآداب الاختلاف ومراعاة أخلاقيات الحوار وتجنب التكفير والتخوين والعداء الديني لأي طائفة. كما أكد على التزام مصر بالمواثيق والقرارات الدولية والتمسك بالإنجازات الحضارية مع الحرص التام على صيانة كرامة الأمة المصرية والحفاظ على هويتها وصيانة حريات التعبير والإبداع الفني.