مجلس الأمن يجتمع لبحث فشل الهدنة.. والأممالمتحدة تصف الوضع »بالجحيم» عزز الجيش السوري تقدمه في أنحاء الغوطة الشرقية مع بدء عملية برية أطلقها أمس للسيطرة علي بلدة مسرابا التي تتيح للجيش شطر المنطقة الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة إلي قسمين، بين حمورية شمالا ودوما جنوبا. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الحكومة السورية أرسلت أمس تعزيزات قوامها 700 مقاتل للغوطة الشرقية آخر معقل رئيسي للمعارضة قرب دمشق. وتقترب قوات الجيش السوري من السيطرة علي نصف أراضي المنطقة المحاصرة. وأشار المرصد إلي أن تلك القوات باتت علي مشارف عدة بلدات بينها مسرابا وبيت سوي وجسرين وحمورية ويحاول الجيش التقدم باتجاه مدينة دوما أكبر مدن الغوطة. ونقل التليفزيون الرسمي عن عقيد بالجيش قوله إن سكان الغوطة الشرقية سيعودون إلي »حضن الدولة قريبا جدا»، مشيرا إلي تعليمات »بفك الحصار قريبا عن أهلنا». في سياق متصل، أعلن الجيش الروسي أنه ساعد علي إجلاء 13 مدنيا من منطقة الغوطة الشرقية في شاحنات إغاثة دخلت الإثنين الماضي وغادرت بعد تسع ساعات بسبب القصف المستمر. وقال الجيش الروسي في بيان »تمكنا من إجلاء 13 مدنيا بينهم خمسة أطفال مع القافلة العائدة.. وكنا مستعدين أيضا لإجلاء نحو ألف من المرضي والمصابين لكن المعارضة لم تتح لنا الفرصة». وفي موسكو قالت وزارة الدفاع أمس إن بعض مقاتلي الفصائل المتحصنين في المنطقة »مستعدون لقبول عرض روسي بمغادرة المنطقة مع أسرهم». وكانت موسكو عرضت خروجا آمنا لمقاتلي الفصائل المناوئة للحكومة مع أسرهم وأسلحتهم مقابل منحهم حصانة. لكن »جيش الإسلام» أحد أبرز الجماعات المسلحة في المنطقة أكد أمس لرويترز أنهم »سيدافعون عن الغوطة ولا مفاوضات علي الخروج منها». وفي جنيف، اعتبر مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير »زيد رعد بن الحسين» في كلمة أمس إن الغوطة الشرقية باتت »جحيما علي الأرض»، مضيفا أن النزاع في سوريا دخل »مرحلة رعب» جديدة. واتهم المسئول دمشق بعمل ما يشبه »نهاية العالم» في بلاده، في إشارة إلي الدمار المطلق، داعيا إلي إحالة الملف بالكامل إلي المحكمة الجنائية الدولية. وجاء ذلك قبل ساعات من اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث أسباب فشل تطبيق قراره السابق بفرض »هدنة عاجلة» في سوريا مدتها ثلاثون يوما. وكان السكرتير العام للأمم المتحدة »أنطونيو جوتيريش» قد دعا في وقت سابق أطراف النزاع في سوريا بالسماح »فورا» بوصول قوافل المساعدات الإنسانية إلي المناطق المنكوبة. من ناحية أخري، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي »فلاديمير بوتين» ونظيريه الإيراني »حسن روحاني» والتركي »رجب طيب إردوغان» سيجتمعون لإجراء محادثات في أبريل القادم. وأعلنت أنقرة أن البلاد تبذل مساعي لإطالة الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية لتصبح 24 ساعة بدلا من خمس ساعات يوميا. وفي أنقرة أيضا، دعا المتحدث باسم الرئاسة التركية - الولاياتالمتحدة أن تمنع المقاتلين الأكراد من الانتقال من أي منطقة بسوريا إلي عفرين للتصدي لحملة عسكرية تشنها تركيا، في وقت تواصل فيها عملياتها العسكرية بالمنطقة.