مابين "سوء الفهم".. في احسن الاحوال، "وسوء النية" غالبا.عانت البحرين كثيرا من التناول السياسي والاعلامي، لازمة الاحتجاجات التي اندلعت في المملكة منذ 41 فبراير الماضي، واستمرت عدة اسابيع. قبل عودة الاستقرار من جديد. بعد دخول قوات درع الجزيرة. لقد تعامل البعض مع الاحداث .علي انها امتداد لربيع الثورات العربية. رغم الاختلاف الكبير والتباين الواضح بين ما جري في مصر وتونس، ومااعقبها في اليمن وليبيا وسوريا .وبين احداث البحرين. صحيح ان البداية ارتبطت بطرح مطالب جماهيرية. وحظيت بدعم كبير من الشارع البحريني، بكل طوائفه من السنة والشيعة. وهي في الاغلب تتعلق بايجاد حلول لمشكلة البطالة، والدعوة الي تحسين ظروف المعيشة ,خاصة ان البحرين هي الاقل من حيث الدخول .مقارنة ببقية دول الخليج ،ولكن سرعان ما اخذت الامور منحني آخر. بعد اللعب بالورقة الطائفية. ودخول ايران علي الخط ،خاصة وان هناك توترا في العلاقات بين ايران والبحرين ،التي تتعامل دوما علي ان المملكة جزء لايتجزأ من الدولة الايرانية .وهو ما يسود ادبيات السياسة الايرانية .وما يظهرمن تصريحات كثير من السياسيين في قمة السلطة في طهران .والخطير أن النخبة الحاكمة في ايران ،تتعامل علي انها المسئولة عن الشيعة في البحرين. واخذت الاحداث في البحرين شكل الازمة الاقليمية. خاصة بعد سيطرة الشيعة علي الشارع .ودعوة المرجعيات الدينية للموظفين بالتوقف عن العمل ،في المصالح الحكومية وشركات القطاع الخاص. ووصل الامر الي تقديم الوزراء الشيعة الاربعة استقالتهم من الحكومة وهو ما فعله ايضا 81 عضوا في البرلمان. ناهيك عن رفع سقف المطالب. وعدم الموافقة علي الدعوة الي الحوار، التي اقترحها ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد. ودخلت اطراف أخري علي الازمة .وكلها من لون طائفي واحد سواء الحكومة العراقية، والمرجع الشيعي آية الله السيستاني، وحسن نصر الله .والغريب في الأمر هذا "التوافق المريب" في المواقف. الذي جمع "الاخوة الاعداء" ،ولو في الظاهر بين ايران ودول الغرب .وفي المقدمة واشنطن ولندن وباريس التي زادت من ضغوطها علي الحكومة البحرانية ،رغم المصالح الاستراتيجية للغرب في منطقة الخليج. وكان رد الفعل طبيعيا داخل البحرين، وفي المحيط الاقليمي .وتحركت الاغلبية الصامته خاصة السنة . بعد ان كادت الامور تخرج عن السيطرة ،وتعرض استقرار البلد للخطر. وتشكل تجمع الوحدة الوطنية .وخرجت تظاهرة بمشاركة الالاف منهم .بعد سيطرة الشيعة علي ميدان اللؤلوة ،ٍ اطلقوا عليه " ابولؤلؤة المجوس " .قاتل سيدنا عمر بن الخطاب .واصبح هذا هو اسمه الجديد .وكان الحدث الاهم ، هو دخول عناصر من قوات درع الجزيرة الي البحرين .خاصة ان الوضع في البحرين لايخص اهلها فقط. بل يتعلق بالحفاظ علي موازين القوي الدقيق في منطقة الخليج .والحرص علي مصالح دوله خاصة السعودية .والتي لن تقبل تغيير قواعد اللعبة. مع تأثيرها علي الوضع في المنطقة الشرقية. وهي مركز وجود الاقلية الشيعية في المملكة .يومها لم تهتم السعودية بوجهة نظر واشنطن. ولم تأبه لموقف طهران، والاجراء تم في اطار اتفاقية التعاون المشترك بين دول الخليج. وفي ظل قناعة القيادة في البحرين ،بان معارك ابناء الوطن الواحد. لايوجد فيها "منتصر او مهزوم ".فلم تتوقف عند ظاهرة عودة الاستقرار الامني. وسعت الي فتح حوار واسع بمشاركة الجميع ،سواء الجمعيات السياسية او منظمات المجتمع واعضاء مجلس النواب والشوري. وعدد محدود من الوزراء المعنيين بالملفات الرئيسة المطروحة علي الاجندة للوصول الي صيغة واحدة للمستقبل في البحرين .والمهم هو ان يدرك الجميع .ان الوطن مظلة الجميع بعيدا عن الطائفة او المذهب !