مصر اليوم .. فوق الجميع .. مصر اليوم قبل أي شيء وكل شيء.. مصر اليوم أمانة في رقبة الجميع .. وينبغي أن تكون مصر كذلك في ضمير الجميع .. لايعنيني اليوم إلا البحث عن سلامتها .. وعن أمانها .. وعن استقرارها .. لايهمني اليوم الراضين أو الغاضبين .. لاأبالي اليوم بمسمي الأحزاب .. أو صراعات الائتلافات .. لن تخيفني اليوم الفزاعات أو تبادل الاتهامات .. لن أجزع من البلطجة .. أو هشاشة التبريرات .. لن يضللني اليوم خداع الإعلام .. أو أتوه وسط جدليات كلمات لاتحمل صدق النوايا .. لن انخدع من حكاوي تفضح الخفايا التافهة.. أو تقيس درجة حرارة أجساد ميتة! انتهي وقت اللعب بالمشاعر .. والتقوت علي دماء الشهداء .. والالتفاف حول المنافع السياسية ، والتخفي وراء المصطلحات اللئيمة أو إقحام الأديان في تنابذات سقيمة . مصر اليوم فوق الجميع .. فأعيدوا لها ثورتها المخطوفة .. وثروتها المنهوبة ..وحقوق شعبها المسلوبة ! أعيدوا لشبابها حقهم في إدارة ثورتهم .. وفي الإبحار بسفينة مستقبلهم .. وفي الانتصار لإرادتهم .. فبعد ان انتشلوكم »ياقوم مصر« من طوفان القهر والفساد والظلم .. وبعد أن منحوكم الأمان علي ظهر سفينة نجاتهم .. إذا ببعضكم يزاحمونهم كي يستولوا علي شراع سفينة نجاتهم .. وإذا ببعضكم الآخر يستولون علي عجلة القيادة لسفينتهم .. وإذا ببعضكم يستولون علي مخزون مؤنهم .. وإذا ببعضكم يدّعون امتلاك بوصلة طريقهم .. وإذا بالبعض يتنكر في ثوب قبطانهم .. والبعض يعتلي قمة الساري مصرا علي أنه دليلهم .. وإذا بجميع الفرقاء يغتصبون في النهاية سفينتهم، ويستبيحون الإلقاء بأصحاب السفينة الشباب أحياء في عرض البحر.. والإلقاء بباقيهم مقيدين سجناء جوعي لوعي في قاع السفينة.. ثم يعتلون متوافقين متكاتفين سطح سفينة »نجاة مصر« يحتفلون بالنصر علي أصحاب السفينة .. يتبادلون أنخاب الخيانة.. ينتصرون لمبادئ القرصنة.. ينشغلون عن توجيه دفة السفينة لمسارها الآمن.. عاجزين عن التعرف علي الثقوب التي خرقت القاع وبدأت تتسلل إليه دون حذر .. بعد أن أسكرتهم نشوة القرصنة الوطنية .. وأذهبت عقولهم سطوة سلطان البحار الجائر.. وألهبت خيالهم حماسة اعتلاء قمة البحار! هذا هو حال " سفينة إبحار مصر " السفينة التي أطلت علي قوم مصر ممن كانوا غارقين في ظلمة ليل بحر غدار عميق.. قوم اكتفي أغلبه بالصبر علي المكروه ، وبالانتظار حتي يأتي الغوث ، وبالتحايل للتشبث بالبقاء مجمدا مهزوما علي سطح المياه حتي لايجرفه التيار.. أو اكتفي بعضهم بارتداء أطواق النجاة.. دون البحث عن أمل نجاة.. او حتي إطلاق صرخة استغاثة! حتي جاء شباب القوم الشجعان معتلين سفينتهم .. فألقوا بأجسادهم في عمق قهر البحر .. لم يخشوا موتا .. أو تهديدا .. أو ظلاما.. لم يترددوا في الانتصار لسلامة الغرقي .. خلعوا رداء الخوف ، وارتدوا رداء الشهادة ،عرفوا طريقهم وسط الظُلمة بفضل الدعاء .. فمنحهم الله الأمل والأمان .. وأحاطهم بالرعاية والإلهام .. وباركتهم المآذن .. وهونت التضحية عليهم ترنيمات الكنائس .. وحمتهم إرادة الله .. واستقبلت شهداءهم الملائكة .. وفتح الله لهم أبواب بركات وانتصارات السماء ! فهل كان جزاء الشباب وشهدائهم .. هو جزاء سنمار ؟ وهل تنجو »سفينة قوم مصر« من خطورة الإبحار ضد التيار ، وتعود إلي شاطئ أمانها؟ ياقوم مصر: سؤال يبحث عن إجابة لدي أصحاب الضمائر فقط؟ مسك الكلام .. اسلمي .. يامصر لنا.