دعانا السفير المصري في مملكة تايلاند أشرف الخولي إلي حفل عشاء من الأطعمة المصرية التي وحشتنا ومنها المسقعة والأرز والفراخ وحلوي أم علي والكريم كراميل والفواكه.. وسألته بصراحة لماذا أعلنت تحذيرا للمصريين من السفر إلي تايلاند رغم أنك تدرك مدي الأمان في هذا البلد علي الرغم من المظاهرات العنيفة التي يقوم بها أصحاب القمصان الحمراء؟! قال: أولا لأن من واجبي حماية المصريين المقيمين والقادمين إلي تايلاند سواء للسياحة أو التجارة.. والمصري بطبعه يحب يعرف كل حاجة.. واخشي أن تنزلق قدمه وسط المتظاهرين دون أن يدري بما يحدث وتصبح مشكلة علينا ايجاد حل لها! طبعا اقتنعت! لكن الحديث عموما مع السفير أشرف الخولي ممتع لكثرة اطلاعه وهدوئه في الحوار وخبرته الدبلوماسية الكبيرة.. اضافة الي رؤيته الثاقبة لأحوال تايلاند خلال الأربع سنوات السابقة حيث ينتهي عمله هناك سبتمبر القادم. ويحكي السفير عن بداية علاقات مصر بتايلاند.. التي تضم مسلمين تصل نسبتهم إلي حوالي 51٪.. البداية كانت أيام الرئيس عبدالناصر وبالتحديد عام 6591 عندما جاءت سيدة تايلاندية تبلغه برسالة من الملك - علي فكرة الملك مازال علي قيد الحياة أطال الله في عمره - قابلها عبدالناصر وتحدث معها بالانجليزية لكنها فاجأته وقالت: أنا مسلمة واتحدث العربية لماذا لا تحدثني بالعربية.. وانبهر بها ناصر وطلب من شيخ الأزهر تقديم المساعدة اللازمة للمسلمين هناك.. وبدأت بعثات الأزهر تتوالي علي تايلاند منذ عام 9591. وكان من أبرزهم الشيخ علي عيسي.. لما له من تأثير كبير علي أهل تايلاند.. لهذا تزوج منهم وأنجب 5 أبناء ورفض العودة بعد انتهاء بعثته.. وتم انشاء أول مركز اسلامي.. ودرس أولاده في الأزهر الشريف.. وهو الان نائب شيخ الاسلام.. أما تايلاند فلها 5 آلاف طالب يدرسون بالأزهر الشريف. وقد أحدث السفير الخولي تطورا هائلا في السفارة المصرية.. وهي تقدم الان جميع الخدمات للمصريين المقيمين والقادمين لاغراض مختلفة.. وفق نظام اليكتروني لا يعرف المجاملة أو الوساطة.. ويتولي تجديد الجوازات والبطاقات حسن العبد الدينامو الاداري للسفارة. ويؤكد السفير الخولي أنه يجري حاليا الاعداد للجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين أحمد أبوالغيط ونظيره التايلاندي.. واللجنة آلية للتشاور بين الحكومتين.. والمقترح اجتماعها يوليو القادم ببانكوك اضافة الي المشاركة في الحوار الاسيوي الشرق أوسطي.. وقد تم توقيع 6 اتفاقيات في مختلف المجالات خاصة الصحية والثقافية ومكافحة الفساد والزراعة وتم تفعيل اتفاقية منع الازدواج الضريبي.. ويجري حاليا تفعيل اتفاقية حماية الاستثمارات بين البلدين. ويكشف السفير الخولي عن أن حجم التبادل التجاري وصل الي 342 مليون دولار لكن المستفيد الاول منه هي تايلاند.. السبب أننا نشتري منهم فقط.. ولا نشارك في المعارض التي تقام في تايلاند حتي نعرض انتاجنا وبضاعتنا.. وما يمكن ان نعتبره تعويضا عن هذا القصور ان استثمارات تايلاند في مجالات البترول والغاز بمصر بلغت 582 مليون دولار وهي أمور تنموية. وللحديث بقية. [email protected]