بعدما انتهي من مشاهده الخارجية لمسلسل »خط ساخن» أقام المخرج حسني صَالِح ما يشبه المعسكرالمغلق لأسرة المسلسل ليضرب حصاره حول نجومه ويحجب عنهم كل الأصوات لتلتحم مشاهده ببعضها وتصبح حلقات مسلسله مكتملة...عندما تطأ قدمك أرض استديو الجابري بمنطقة الهرم سيكون في استقبالك الخفوت الجميع يكتمون الانفاس خشية ان يتعطل التصوير علي بعد خطوات تمتد الاسلاك الكهربائية لتشي بمكان الكاميرات وماعليك إلا تعقب امتدادها. نهار دخلي منزل عليا.. يجلس فتح الله »صلاح عبد الله» مرتديا جلبابه في هدوء يحادث ابنته »عليا» السورية »سلاف فواخرجي» فيما يعلن »جرس» الباب الأمامي عن قدوم أحدهم فتتحرك عليا بهمة وتفتح ليندفع للداخل »البرنس» حسين فهمي الذي يرتدي بدلة تتناسب مع ثرائه الفاحش...يأتي صوت المخرج حسني صالح بواسطة مكبر للصوت ليقول »كااااااات» فتخرج الزفرات عميقة من الجميع... ينتظر المخرج لحظات وكأنه يتنفس هو الآخر قبل ان يطلب تعديل اماكن الكاميرات لتصوير ما تبقي من المشهد.. تتعالي بعض التمتمات حركة سريعة تدب في الصالة سلاف تنظر في هاتفها تكتب سريعا، صلاح عبد الله يشعل سيجارته متواريا عن الانظار، حسين يخرج ورقة ويبدو انه يراجع تفاصيل المشهد وهو مغمض العينين، دقائق وينطلق صوت المخرج مرة أخري »يلا بروفة يا أساتذة.. هنبدأ من عند الاستاذ صلاح عبد الله هتقول.. مين حضرتك؟ وعايز أيه؟ وأيه العلاقة اللي بتربطك بعليا بنتي؟» يكتشف المخرج أمر دخان السيجارة التي يخيفها صلاح عبد الله فيقول بصوت ضاحك »السيجارة يا عم صلاح» تنتهي البروفة بنجاح فيبدأ التصوير الفعلي للمشهد.. يتحدث صلاح عبد الله وحسين فهمي فيما تجلب سلاف القهوة لضيفها الاان والدها يجعلها تجلس لتنصت للحوار الدائر بينهما دون تدخل سلاف الا ان صوت مفاتيح تدور في الباب الأمامي تجعل الجميع ينظرون صوبه، لتندفع هايدي رفعت التي.. تجسد دور شقيقة سلاف فواخرجي، تنظر بغضب شديد نحو حسين فهمي وتقول بحدة »ايه اللي جاب الراجل دا هنا» فتنهض سلاف مسرعة وتجذبها بعنف للداخل. أعيد تصوير المشهد أكثر من مرة لأسباب عدة منها انطلاق أذان المغرب عاليا فنفذ الصوت إلي الداخل فأجبر المخرج علي اعادة التصوير، وايضا تلعثم حسين فهمي في نطق بعض الكلمات فضحك ومن ثم ضحك الجميع، وتدارك المخرج الموقف وانتظر حتي هدأ الجميع وأعاد التصوير من جديد.بعد نهاية المشهد تفرق الجميع، سلاف ظلت تعبث في هاتفها فيما استعانت بالماكيير والكوافير ويذهب حسين فهمي وصلاح عبد الله لغرفتها لتبديل الملابس ومراجعة المشاهد التالية فيما يتابع المخرج التجهيزات للمشهد الذي يليه والذي يجمع سلاف بهايدي رفعت وصلاح عبد الله. قضية اجتماعية المخرج حسني صالح تحدث عن العمل قائلا الحلقات تتناول قضية اجتماعية مهمة تهدم العديد من المجتمعات بفعل مخططات تهدف إلي ذلك، فنحن نتعمق في تسليط الضوء علي الاوجه الخفية لتجارة الاعضاء في مصر والعالم ومن يديرها ويأتي ذلك من خلال قصة اجتماعية من داخل المجتمع المصري وليست غريبة عنه، ويضيف اعتقد ان المسلسل وطني من الطراز الاول ويهم كل المشاهدين، اي انه من تلك الاعمال التي تساعد في نهضة المجتمعات وتحذيرها من الخطر المحدق بها.. وعن اختياره ل»خط ساخن» قال إن العمل كتب باحترافية كبيرة للمؤلفة فوزية المصرية الكويتية بالإضافة إلي وجود حسين فهمي القدير الذي يتمتع بهذه المرحلة بالنشاط والحيوية وسلاف فواخرجي التي أتحدي بها الجميع.وعن التصوير قال انتهيت من تصوير 80% من الاحداث وأيضا مونتاج الحلقات العشر الاولي , ويتبقي اسبوعان فقط من بعدها سأبدأ مونتاج ما تبقي من مشاهد ليكون العمل جاهزا للعرض خلال شهر واحد من الآن، ويضيف بدأنا التصوير مبكرا واخترت ان انهي التصوير الخارجي اولا حتي نتجنب الطقس الحار وبالفعل سافرنا إلي مرسي علم لتصوير عدد كبير من المشاهد هناك استغرق شهرا كاملا ومن بعدها صورنا في شوارع القاهرة.وعن ابتعاده عن الاعمال الصعيدية قال لم أبتعد كثيرا فبعد الانتهاء من »خط ساخن» سأبدأ التحضير لمسلسل »حدائق الشيطان» الذي تم اختيار ابطاله وتم تجهيز الديكورات الخاصة به ولم يتبق سوي بعض التحضيرات البسيطة ليبدأ تصويره بعد انقضاء شهر رمضان مباشرة وختم حسني حديثه بالحديث عن نور الشريف الذي قدم معه عددا كبيرا من الاعمال الدرامية منها »الرحايا وخلف الله» ومدي افتقاده له وتأثره بغيابه.