سيظل جنوب السودان المقرر أن ينفصل بعد غد مرتبطا اقتصاديا بالشمال الذي تسكنه أغلبية مسلمة وذلك من خلال خطوط أنابيب النفط التي تنقل الخام من الجنوب الي ساحل البحر الاحمر.ولكن مع اقتراب الاستقلال يبذل الجنوب كل ما بوسعه لمد خطوط اتصال مع بلدان الي الشرق والجنوب منه وأغلبها يشترك معه في جانب من ثقافته التي يغلب عليها الطابع المسيحي والافريقي التقليدي وذلك أملا في أن ينأي بنفسه بعض الشيء عن الاعتماد علي الشمال خصم الحرب الاهلية السابق. ويهيمن كينيون وأوغنديون واثيوبيون بالفعل علي المتاجر في أسواق جوبا التي تضج بالحركة ويقومون باصلاح كل شيء من الدراجات النارية الي الاحذية وصولا الي بيع الخضراوات والاطعمة الساخنة وكل أنواع السلع المنزلية. وقال مسئولون في جنوب السودان ان التجارة مع شرق افريقيا زادت هذا العام عندما منعت القوات الشمالية مؤقتا مرور الوقود وغيره من الامدادات عبر الحدود مع الجنوب. ونفي الشمال تلك التقارير.وقالت اليزابيث ماجوك وكيلة وزارة التجارة والصناعة في الجنوب "لدينا بدائل. عندما أغلقوا الحدود كان لدينا الطريق الي اثيوبيا... لدينا الطريق الي أوغندا والطريق الي كينيا. لذلك فهو لا يضيرنا تجاريا... تمكنا من التكيف بعد اسبوع أو أسبوعين." واثارت سيطرة أفارقة من شرق القارة علي متاجر السوق قدرا من الاستياء المحلي. لكن تجارا أجانب يقولون انهم محل ترحيب بوجه عام. وينص دستور جنوب السودان علي أن الانجليزية اللغة الرسمية للدولة في الحكومة والتعليم وهي لغة شائعة في التجارة في شرق افريقيا.ومن الصعب الحصول علي احصاءات حديثة بشأن حجم تجارة جنوب السودان مع شرق افريقيا. لكن يمكن القول ان تلك الارقام ستتضاءل أمام حجم قطاع النفط في الجنوب والذي تمثل ايراداته نحو 98 في المائة من اجمالي ايرادات المنطقة. ويقول الجنوب انه يريد الانضمام الي تجمع شرق افريقيا التجاري. ويري محللون أن الجنوب ربما يكون قادرا علي اضافة مليار دولار الي ميزانيته السنوية التي يبلغ حجمها نحو ملياري دولار بالحصول علي مزيد من الايرادات النفطية بعد الانفصال.ويعني هذا كله أن العلاقات مع الشمال ستظل لها الاولوية رغم أن الطرفين لم يتفقا حتي الان علي كيفية ادارة ايرادات النفط وقيمة الرسوم التي سيحددها الشمال لاستخدام الجنوب لانابيب نقل الخام.وقال بعض الزعماء الجنوبيين انهم يرغبون في انشاء خطوط أنابيب جديدة الي الجنوب عبر كينيا واوغندا لكن مثل هذه البرامج ستستغرق سنوات.