17 مليون عامل ظلوا لعقود طويلة يعيشون أوضاعا مأساوية ويمارسون مهنهم وحرفهم بلا أي تأمين، يتعرضون للمخاطر والإصابات التي قد تطيح بحياتهم ومستقبل أسرهم.. إلا أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء منظومة للتأمين علي العمالة الحرة وغير المنتظمة التي تمثل 60% من حجم العمالة، وتكاتف مؤسسات الدولة والبنوك من أجل تنفيذ القرار، يعد انتصارا لحقوق العمال ونقلة نوعية في تحقيق مطالبهم التي حلموا بها. وتأتي توجيهات الرئيس السيسي بإنشاء نظام تأمين علي الحياة للعمالة الحرة بالقطاع الخاص بالدولة للفئة العمرية من 18 إلي 59 سنة وبدون كشف طبي لتمثل طوق نجاة لتلك الفئة الكبيرة من غدر الزمن. وتتضمن المنظومة الجديدة شهادة تأمين علي الحياة بفئات تتراوح من 500 إلي 2500 جنيه تسدد مرة واحدة وتستحق قيمتها في حالات الوفاة الطبيعية أو في حادث، وذلك بمقدار يتراوح من 50 ألفا إلي 250 ألف جنيه أو بمنح معاش شهري لمدة ما بين 5 إلي 10 سنوات بمقدار يتراوح من 1000 إلي 3000 جنيه. »الأخبار» استطلعت أراء العمال بشأن شهادات التأمين الجديدة، وناقشت الخبراء والمسئولين حول أهمية القرار في دعم العمالة الحرة وغير المنتظمة، وتأثير ذلك علي الدولة. منظومة التأمين الجديدة..انتصار لحقوق العمال سلامة: تنقذ ملايين الأسر من الانهيار • عماد: الرئيس وعد بحماية الغلابة ..وأوفي بعرق جبينهم يسقون الأرض لتطرح ثمار التنمية، وبشباكهم يروضون البحر لاصطياد لقمة العيش، وبسواعدهم القوية يشيدون العقارات والأبراج، وبمطارقهم ومعاولهم يخوضون معركة للحصول علي قوت يومهم، وغيرها من مشاهد تجسد السباق الذي تخوضه العمالة الحرة أو غير المنتظمة من أجل اقتناص لقمة العيش بشكل يومي أو موسمي، سنوات طويلة ظلت تلك الفئة التي تمثل 60% تقريباً من حجم العمالة المصرية خارج اهتمام الدولة، يعملون في أشد الظروف وفي غياب لمعايير السلامة والأمان، ولا يتمتعون بغطاء تأميني يحميهم وأسرهم من المستقبل المجهول. وبعد أن كانت تلك الفئة مهمشة لسنوات طويلة، وبقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوجيهه بإنشاء نظام تأمين علي الحياة للعمالة الحرة، تحركت كل أجهزة الدولة لوضع آلية لتنفيذ تكليف الرئيس، الذي يهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية وحماية شريحة كبيرة من المجتمع المتمثلة في العمالة الحرة.. »الأخبار» قضت يوما مع عدد من العمالة الحرة في الحقول والورش واستطلعت أراءهم بشأن منظومة التأمين الجديدة وتأثيرها علي مستقبلهم. حماية للمستقبل يجلس أمام أرضه التي يكسوها اللون الأخضر، يحتسي كوب شاي ويفكر في مستقبله بعد أن اقترب عمره من ال65، ملامح وجه »سلامة جمعة» تشبه طينة الأرض التي يرويها بعرق جبينه ليجني منها لقمة العيش له ولأسرته، وبمجرد سؤاله بشأن قرار الرئيس السيسي لإنشاء منظومة تأمين للعمالة الحرة، أجاب بشكل عفوي» حاجة كويسة قوي ولو فلحت هتبقي حلوه». وبعد ابتسامة يمزجها بتنهيدة التفكير قال »جمعة» أن حياة الفلاحين صعبة للغاية، حيث يظلون شهور طويلة في رعاية الأرض وخدمتها من أجل الحصول علي لقمة العيش وفي النهاية » ياعالم الزرعة هتطلع وله لا»، وأضاف أن معظم العاملين في الزراعة يعملون باليومية، والمقتدر نسبياً يقوم بتأجير أرض لزراعتها ورعاية عدد من المواشي، واذا حدث له مكروه وأصيب قد يخسر كل ما يملك ويجلس في المنزل لا يجد » لقمة يأكلها». وأكد أن قرار الرئيس بإنشاء منظومة للتأمين علي حياة العمالة الحرة، يحمي ملايين الأسر من الانهيار، فاذا حدثت إصابة للعامل أو توفي، تشرد أسرته ولا يجدون قوت يومهم، وإذا كبر سنه ولم يعد قادراً علي العمل توفر له تلك المنظومة معاشا شهريا أو مبلغا يستطيع من خلاله الانفاق علي نفسه وأسرته. اهتمام رئاسي وسط حقول الأزهار، يقف سعد حسن ممسكاً بمقص ليجمع الورود من أرضه الزراعية ليبيعها للمحال، وقال »العمال سواء صنايعية أو فلاحين رزقهم علي باب الله، بيصحي الصبح وبينزل شغله وهو مش متأكد هيرجع بفلوس في جيبه وله هيكمل عشاه نوم ». وأضاف » تخيل لو عامل اليومية لاقدر الله قعد في بيته للإصابة،هيأكل عياله منين، قرار الرئيس بالتأمين علي العمالة الحرة رغم أن ناس كتير مش فاهمة أهميته، إلا انه هيساهم في انقاذ أسر كتير من الضياع، وهيحمي مستقبل العمال لما ظهرهم ينحني وسنهم يكبر وميقدروش يشتغلوا، هيخليهم قاعدين في بيوتهم بكرامتهم عندهم دخل ثابت زي المعاش أو ياخدوا مبلغ كويس يعملوا به كشك وله مشروع صغير ياكل منه عيش». واستكمل: »الرئيس عمل معاش تكافل وكرامة وده ساعد كتير من العمال اللي مش لاقيه شغل، وبعدين القرار الجديد الخاص بالتأمين علي العمال ده دليل اهتمام الرئيس بالفقراء وبيحاول يوفرلهم حياة كريمة ويحمي كمان مستقبلهم». حياة كريمة وفي إحدي الاراضي الزراعية المطلة علي الطريق الدائري وقف إبراهيم حسن مزارع يجني ثمار ما زرعه، وأعرب عن سعادته بقرار الرئيس السيسي لإنشاء منظومة تأمين للعمالة الحرة، كنوع من المساعدة للعمالة اليومية، وقال أن شهادة التأمين تعد خطوة ايجابية من الرئيس الذي يضع كافة فئات المجتمع في اهتماماته وخاصة العمالة اليومية التي لم يهتم بها أحد سنوات طويلة. وأضاف أنه في ظل ما تواجهه الدولة من تحديات يبذل الرئيس كل جهده للتخفيف من الأعباء عن المواطنين ويوفر لهم حياة كريمة، وأشار إلي أن التأمين علي العمالة الحرة ستوفر لهم معاشا شهريا في حالة الإصابة يستطيعون أن ينفقوا به علي انفسهم بدلاً من الاستجداء، كما تضمن حياة كريمة لأسرة العامل إذا توفي بعد أن كانوا يعانون من ضيق الحال. وعد فأوفي » وعد فأوفي ».. بهذه الكلمة بدأ عماد ناصر حداد حديثه عن قرار الرئيس السيسي بالتأمين علي عمال اليومية، وقال أن الرئيس وعد بالانحياز لمحدوي الدخل والفقراء والعمال وهو ما تحقق بالفعل وآخرها شهادة التأمين والتي تؤمن المستقبل للعمال وأسرهم. وأضاف أن قرار الرئيس يساعد العمالة اليومية والموسمية لمواجهة صعوبات الحياة ويخفف من الأعباء، فالخوف الذي يعيش فيه العامل من حدوث إصابة له أو مستقبل أسرته بعد وفاته يجعله يعيش في كرب، ويجعله في صراع دائم مع الحياة. وأكد أن هناك الكثير من مطالب العمل تنتظر التحقيق، ولكن ما يتم الآن علي أرض الواقع أعاد الثقة في الدولة وتنفيذ قراراتها التي تراعي البعد الاجتماعي للمواطن، وأشار إلي أن أفضل شئ في الرئيس السيسي أنه يتخذ قرارات حاسمة وحازمة ويكلف الحكومة بتنفيذها فلم يعد هناك مماطلة أو تأخير في تطبيق القرارت التي تهدف لصالح المواطن البسيط. الرعاية والاهتمام ممسكاً بفرشة يطلي حوائط أحد المحال التي يقوم بتشطيبها، وقال عادل عبد النبي – نقاش- أن جميع فئة العمال لا حول لها ولا قوة، وتحتاج للكثير من الرعاية والاهتمام من الدولة لدعمهم في معاناة الحياة ونفقاته. وأضاف أن فكرة التأمين جيدة وتخدم العمال، ولكن يجب أن تشمل المنظومة آلية لمساعدة العامل »الغلبان»، في توفير مبلغ شراء الشهادة التأمينية، وأشار إلي أن العمال يومياً في صراع للحصول علي لقمة العيش، ولا يستطيع تدبير مبالغ زائدة عن حاجته لشراء تلك الشهادات، وأوضح انه علي ثقة في الرئيس السيسي أنه عند مناقشة وتنفيذ قرار التأمين سيراعي العمال الفقراء ويساعدهم في التأمين عليهم. قرار حاسم و في إحدي ورش الميكانيكا وقف مصطفي محمد،موجهاً الشكر للرئيس السيسي علي قراره بالتأمين علي العمالة الحرة، وقال أن الرئيس السيسي هو أول رئيس جمهورية يهتم بالفقراء ومعدومي الدخل والعمالة الحرة ويضعهم في اهتماماته. وأضاف أن شهادة التأمين تنقذ العمال من الكارثة التي تصيبهم اذا وصلوا لسن التقاعد أو تعرضوا لحادث أو إعاقة، حيث لا يجدون نفقات معيشتهم، وأشار إلي أن العمال فئة تعمل في ظروف صعبة دون معايير للسلامة والأمان ويتعرضون لإصابات كثيرة توقفهم عن العمل بشكل مؤقت أو دائم، لذلك يحتاجون الدعم والحمايه من الدولة. وأكد فراج أحمد عامل رخام أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتأمين علي العمال الموسميين جاء في الوقت المناسب وأن مثل تلك القرارات الحازمة ليست غريبة علي الرئيس السيسي الذي يدعم الفقراء ومحدودي الدخل ويضعهم دائما نصب عينيه. وأضاف أن التأمين علي العمالة الحرة يعد نقلة كبير وتحقيقا لمطالب ظلت سنوات حبيسة الادراج، وأشار إلي أنه ينتظر طرح شهادات التأمين لشرائها لأنها ستؤمن مستقبل أسرته اذا حدث له مكروه. تخفف الأعباء »الشغل صعب جدا وما بقاش جايب همه».. كلمات وصف بها زغلول عويضه- عامل- رحلته من قريته إلي القاهرة للبحث عن لقمة العيش، فهو متزوج ولديه 5 ابناء يسكنون في شقة لا تتعدي مساحتها 30 مترا، ويعمل باليومية واذا مرض أو تعرض لحادث لن يجد من ينفق علي أسرته. وأعرب زغلول عن سعادته عندما سمع قرار الرئيس السيسي بالتأمين علي عمال اليومية من خلال شراء شهادات تأمينية بأسعار بسيطة، والتي تؤمن مستقبل أسرته إذا تعرض للإصابة أو الوفاة، وقال »التأمين علي العمال زي القشة اللي هتنقذنا من الغرق، وترفع الأعباء عن العمال وتريح بالهم أن يكون هناك مصدر دخل ثابت لأسرهم إذا توفاهم الله». ينتصر للفقراء وفي منطقة وسط البلد وقف حمادة عبد المقصود عامل ترحيلة ينظر إلي كل سيارات النقل الذاهبة أمام عينه لعل واحدة منها تقف وتأخذه في أحد الاعمال السريعة.. وقال » قرار الرئيس انتصر لعمال اليومية ومعدومي الدخل فكنت أحلم بان أعمل في مهنة أحقق من خلالها طموحاتي ولكن انتهي بي المطاف بأن أصبح » شيال » طوب ورمله. وأضاف » الشغل مش عيب ولكي تصل إلي حلمك يجب ان تعمل بجهد وتحب ما تفعله وتراعي ضميرك فيه ، ورغم الصعوبات والعقبات إلا أن الأمل الجديد الذي منحه لنا الرئيس وسط المعاناه التي نعيشها، وخلال الفترة المقبلة سيكون لدينا تأمين يؤمن مستقبلنا »، ووجه عبد المقصود الشكر للرئيس السيسي قائلا »شكراً للرجل الذي دائما ما ينتصر للفقراء ويشعر بمعاناتهم». نواب »القوي العاملة» بالبرلمان: دعم كامل للعمالة الحرة في القانون الجديد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء شهادات تأمينية للعمالة الحرة وغير المنتظمة، نقلة مهمة وانحياز لفئة العمال التي ظلت تعاني من التهميش سنوات ، خاصة أن القرار جاء بالتزامن مع مناقشة مشروع قانون العمل الجديد. »الأخبار» ناقشت نواب لجنة القوي العاملة بشأن مشروع القانون الجديد وأراءهم في منظومة التأمين لدعم العمالة الحرة. أكد النائب محمد وهب الله وكيل لجنة القوي العاملة بمجلس النواب، أن قرار الرئيس السيسي بالتأمين علي العمالة الحرة قرار جريء يعيد للعمال حقوقهم، موجهاً الشكر للرئيس السيسي علي اهتمامه بهذه الفئة وحرصه علي منحهم كافة مستحقاتهم الاجتماعيه. وأضاف أن مجلس النواب حريص خلال مناقشة قانون العمل الجديد علي الاهتمام بالعمالة غير المنتظمة وأن يكون لها تأمين صحي واجتماعي، وأشار إلي أن العمالة غير المنتظمة اكثر من 15 مليون عامل.. موضحا انه يتم مناقشة باب خاص للعمالة المنتظمة في القانون الجديد يحدد كافة حقوقهم، كما يجب أن تشمل شهادة التأمين جميع حالات العجز وكبر السن والمرض وغيرها من أسباب تمنع العامل من ممارسة عمله. وأكد النائب فايز أبو خضرة عضو لجنة القوي العاملة بمجلس النواب أن العمالة اليومية ترتفع نسبتها يوما بعد يوم، ويحتاجون للدعم والمساعدة..وأضاف أن قرار الرئيس السيسي يدعمهم في حالات العجز أو التقاعد كما يساعد أسرة العامل في حالة الوفاة بصرف تعويض يضمن لهم حياة كريمة، وأشار إلي أن القرار جاء في الوقت المناسب، فالرئيس يهتم بشكل كبير بوضع حلول لدعم فئة العمال والفقراء ومعدومي ومحدودي الدخل. وأوضح أبو خضرة أن قرار الرئيس جاء بالتزامن مع مناقشة مجلس النواب لمشروع قانون العمل الجديد، والذي سيتم تخصيص باب للعمالة غير المنتظمة ويشمل قرار الرئيس بالتأمين علي العمالة الحرة، وطالب بإطلاق حملات إعلامية وتوعوية للعمال بأهمية المشاركة في منظومة التأمين حتي يتم تسجيلهم في قاعدة البيانات للعمال. القانونيون: تفعيل حق الضمان الاجتماعي بالدستور تناقش أجهزة الدولة تطبيق التأمين علي العمالة الحرة، من خلال آلية تحفظ حقوقهم وترفع عنهم أعباء كثيرة، كما يتم مناقشة مشروع قانون العمل الجديد لوضع منظومة للتأمين الصحي والاجتماعي لتوفير الدعم اللازم للعمالة الحرة.. »الأخبار» ناقشت خبراء القانون حول أهمية التأمين علي العمال والحقوق التي يجب أن تراعي في وضع مواد القانون. أكد د.صلاح سليمان الخبير القانوني، أن الخطوة الجادة التي اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعم العمالة الحرة تؤكد أن الرئيس يعي مسئوليته تجاه الفئات المستضعفة وأنه لا يغفل قضاياهم خاصة أن عددهم تخطي حاجز 10 ملايين عامل. وأضاف أن تلك الفئة من العمالة أغلبهم »أرزقية» يحصلون علي أجرهم بشكل يومي، وليس لديهم ما يضمن مستقبلهم ويكفي حاجة أسرهم إذا تعرضوا لإصابة أو حادث طارئ، وأشار إلي ان قرار الرئيس السيسي بالتأمين علي حياة العمال يمنحهم الأمل من جديد. وأوضح أن هناك ضرورة أن يتم التركيز علي التأمين الصحي بشكل خاص، لأن أغلب العمال طبيعة عملهم تعرضهم للخطر يومياً، وفي حالة الإصابة أثناء العمل يضطر العامل للبقاء في المنزل دون وجود تأمين ومصدر للانفاق علي أسرهم، وأشار إلي أنه يجب اجراء حصر دقيق لأعداد العمالة في كل المحافظات والبحث عن آلية لتنظيم حصولهم علي حقوقهم في المنظومة الجديدة، وعلي المسئولين الإسراع بتطبيقه من أجل حماية حقوق العمال الذين طالما عانوا في الفترات السابقة من الاهمال والتهميش. ومن جانبه أكد ناصر أمين الخبير القانوني أن قرار التأمين علي العمالة الحرة هو تفعيل لحق الضمان الاجتماعي الذي نص عليه الدستور بحيث لا يكون هناك أي مواطن غير مشمول بالتأمين، وأن يكون هناك معاش شهري له في حالة كبر السن أو الإصابة والوفاة، وأشار إلي أن إصدار الرئيس للقرار يكشف اهتمام الدولة بمعدومي الدخل والفقراء ومحاولة توفير حياة كريمة للعمال. خبراء حقوق الإنسان: الرئيس أعاد للعمال حقوقهم التأمين علي حياة العمالة الحرة وغير المنتظمة، حق من حقوق الإنسان،غاب كثيراً عن عمال اليومية، إلا أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد هذا الحق من خلال منظومة التأمين التي وجه بإنشائها. »الأخبار» ناقشت المختصين في مجال حقوق الإنسان حول قرار التأمين علي العمالة الحرة وأهميتها. أكد د.صلاح سلام عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ان العمالة غير الرسمية في مصر تشكل أكثر من50 % من الاقتصاد المصري، وأن الوقت قد حان لدمجها في الاقتصاد الرسمي، خاصة أن تلك الشريحة نسبتها كبيرة وليس لها ضمانات صحية او اجتماعية.. مشددا علي ضرورة الاستفادة المشتركة بين الدولة والعمالة الحرة، ففي الوقت الذي سيتم فيه توفير التأمين الصحي علي العمال المعرضين للخطر في أعمالهم،والحصول علي معاشات في حالة الإصابة أو الوفاة، يجب أن يلتزموا بدفع الضرائب والتراخيص. وأكد طارق زغلول مدير المنظمة المصرية لحقوق الانسان، أن التأمين علي العمالة الحرة خطوة في غاية الأهمية، بعد أن كانت تلك الفئة تعاني من التهميش والإهمال علي مدار سنوات طويلة، وأشار إلي ان تلك الخطوة تحفظ حقوقهم،بعد أن كانوا يتعرضون للكثير من المشاكل مع أصحاب العمل. وطالب زغلول بإن يتم إعادة النظر في بعض البنود الخاصة بالعمل من اجل ضمان حماية كاملة للعامل فعلي سبيل المثال يجب ان يتم إعادة صياغة عقد العمل بين صاحب العمل والعامل نفسه وأن تكون تحت اشراف جهة مسئولة مثل مكتب العمل، فهناك العديد من العقود تتضمن بنوداً تعسفية. وأضاف أنه يجب الاخذ في الاعتبار صياغة القانون الخاص بالعمال أو تعديله بما يضمن حق العامل في الحصول علي أجر يوازي مجهوده خاصة في القطاع الخاص فهناك العديد من العمال الذين تتخطي ساعات عملهم 8 ساعات وأكثر، ولا يحصلون علي أجور مناسبة والعائد بالكامل يعود لصاحب العمل فقط وذلك نوعا من أنواع الحقوق المهدرة.
