لسنا من متصيدي الأخطاء، والباحثين عن العيوب بقصد الهدم، لكننا نريده دائما حدثا يليق بعراقته، كنموذج احتذاه العديد من الأشقاء، والأجواء المرصعة بالأمل دائما ما تنتظر من الأحداث الكبري كمعرض القاهرة الدولي للكتاب نتائج مرموقة، وما بين عراقة الحدث الذي كان أول معرض للكتاب في المنطقة العربية، وإشراقات حاضر تبتسم علي الرغم من آلام المخاض، توقعنا دورة في 2018 أفضل كثيرا، فهل تحقق ما نصبوإليه علي ذلك المستوي الثقافي، هذا ما نتبينه في سطور تحاول إبراز ما أضافه معرض الكتاب إلي حصاد رحلته، وفي نفس الوقت لا تتردد في الإشارة إلي السلبيات والأخطاء التي نرجو أن تختفي نهائيا في الدورات المقبلة بإذن الله. في البداية يقول المحقق الكبير د.أيمن فؤاد سيد: هناك الكثير من الايجابيات في معرض الكتاب هذا العام منها أن سراي (19) التي تضم الناشرين العرب كانت تضم العديد من كتب الدراسات والنصوص، وهي دور نشر لبنانية وعراقية، إلي جانب الدار التي توزع منشورات جمعية المستشرقين الألمان وهي كتب تحقيق وتراث عربي ومن الايجابيات أيضا أن الندوات كانت متنوعة وشاملة لأنشطة مختلفة وخاصة الجديدة.، وعن السلبيات يقول: الزحام الشديد بلا هدف وكأن الناس جاءت للفسحة وذلك منع الزوار الجادين من الحصول علي ما يريدون، كما أن الأماكن كانت بعيدة عن بعضها وقد أخذت وقتا كبيرا للبحث مثلا عن معرض الجامعة الأمريكية. أما الأديب د.نبيل فاروق فيقول: زيادة عدد دور النشر من الايجابيات هذا العام كذلك اختفاء ظاهرة النداء بمكبرات الصوت علي الكتب. أما السلبيات متكررة في كل عام مثل قلة النظام والعشوائية وعم وجود دورات مياه كافية أما عن عدم الاهتمام بكتب الخيال العلمي فيري أن هذه الظاهرة موجودة في كل عام، وقد تركز الاهتمام هذا العام علي كتب الرعب التي لاقت إقبالا جماهيريا كبيرا ويري أن معرض الكتاب أصبح أقرب إلي السوق. يقول الشاعر الكبير أحمد سويلم: من الأشياء الإيجابية هذا العام وجود مخيم كبير جدا للأطفال يتضمن أنشطة مختلفة مثل التدريب علي الرسم والقراءة، وهي جيدة جدا لدرجة أن المدارس كانت تأتي برحلاتها لزيارة هذا المخيم، أما السلبيات فهي كثيرة، ولكن أهمها إلغاء الأمسيات الشعرية التي كانت تعقد في المبني الرئيسي لمدة 49 عاما واستبدالها بمخيم يزدحم ببرنامج شعري مكتظ، فكل فقرة تتضمن أكثر من 20 شاعرا تختلف مستوياتهم لدرجة يصعب معها استيعاب ما يقال أو التدقيق في الاختيارات، كما أن المعرض يحتاج إلي رعاية من ناحية النظافة وكذلك الاهتمام بالخيام. ويقول الأديب جار النبي الحلو: استمرار المعرض في حد ذاته إيجابية كبيرة جدا لأن عددا كبيرا من الناشرين يشاركون فيه بأجنحة مختلفة وهذا مهم، كما أن معرض الكتاب هو المرآة التي تعكس الحال الثقافي لكل دولة، للأسف هناك نوع من تقصير القائمين علي المعرض في إدارة الندوات مما أدي إلي قلة الحضور والإعلان عن الندوات لا يتوازي مع قيمة الحدث الذي هو حالة ثقافية، كما يجب الاهتمام بالكتاب الكبار لإقامة ندواتهم بالشكل اللائق بمعني أن المعرض تحول إلي بيع لعب الأطفال وهذا مقبول ولكن يجب أن يكون معرض الكتاب لبيع الكتب أولا. في حين تقول الأديبة ضحي عاصي: أعجبني تنظيم المعرض في هذا العام، وكذلك زيادة الخدمات للناس من كافتيريات ودورات مياه، الشباب الذين يعملون مؤهلون بشكل جيد للتعامل مع الرواد، أما السلبيات فكنت أتمني أن تكون هناك أماكن مغلقة ومجهزة بشكل جيد لإقامة الأمسيات والندوات. وتقول الأديبة نفيسة عبد الفتاح: من الايجابيات الاحتفال برموز مصر من المفكرين والأدباء والفنانين، بمناسبة مرور مناسبات »مئويات» لهم ، كما أنني سعيدة بوجود خيمة لحلايب وشلاتين، لأن هذا يؤدي إلي نوع من الدمج الوطني، وكانوا من خلالها يقدمون فنونا تراثية ومشغولات يدوية وهذا مهم لأنه يحقق الارتباط النفسي بين الجمهور، أما عن السلبيات فهي انتشار الباعة الجائلين إلي جانب مشكلة النظافة التي تمثل أزمة، كما أن زيادة سعر »الطفطف» الذي يطوف أرض المعارض من جنيه في الأعوام الماضية إلي ثلاثة جنيهات وأيضا شاب الأداء تكرار الوجوه في كل الندوات. وفي الختام تقول الأديبة د.سالي مجدي: بدا المعرض هذا العام أكثر تنظيما، وأكثر أمنا من الأعوام السابقة، وقد زادت أماكن الطعام ودورات المياه، أما ما نراه منتقدا فهو من القائمين علي المعرض الذين لم يراعوا مواعيد الدراسة للطلاب، حيث بدأ الفصل الدراسي الثاني مع الأسبوع الثاني للمعرض. • بركسام رمضان