جهد مشكور تبذله الشرطة للقضاء علي الجريمة في ربوع مصر، وكلنا يلاحظ انخفاض مظاهر البلطجة والتثبيت في الشوارع والطرقات التي انتشرت في فترة سابقة، ولكن يبدو أن هذا الجهد ليس كافياً، ففي محافظة الشرقية طريق يبلغ طوله حوالي خمسة كيلو مترات، احتله "البلطجية" فأصبحت عمليات السرقة تروع كل من يسير عليه في ليل أو نهار. ورغم أن هذا الطريق يتبع إداريا ثلاثة مراكز هي مركز منيا القمح ومركز بلبيس ومركز مشتول السوق، إلا أنه يخلو تماما من أي نقطة تفتيش أو كمين، مع العلم أن هذا الطريق يربط قري المحافظة بتلك المراكز الثلاثة، ولا غني للناس عنه. أصبح المواطنون في تلك البقعة من المحافظة مستباحين للبلطجية الذين يخرجون علي الناس ملثمين مدججين بالأسلحة الآلية والبيضاء يسلبونهم أموالهم وسياراتهم، فضلا علي الدراجات البخارية التي لا غني للناس عنها في تلك المنطقة لقضاء مصالحهم. يخرج البلطجية علي الناس في أي وقت من ليل أو نهار حتي إن أحد الضحايا وقع فريسة لهم بين العاشرة والنصف والحادية عشرة صباحا، وحرر محضرًا برقم 5566 في مركز بلبيس، وآخر سابق عليه أخذوا منه الأتوبيس الخاص به حين كان خارجا لعمله مبكرا، أما أول جريمة وقعت اهتز لها المجتمع هناك فكان ضحيتها أحمد طارق الشهير ب "روماني" رفض تسليمهم دراجته البخارية لهم فضربوه ب"بلطة"، ولم تتوصل التحقيقات إلي الجناة حتي الآن. هذه بعض نماذج للبلطجة - فيما أعلم- التي تجري علي أرض تلك البقعة من المحافظة والتي تم إثباتها في محاضر رسمية، إذ ليس كل الحوادث يتم توثيقها، وذلك لأن هذا الطريق يتبع المراكز الثلاثة فيلقي كل منها المسئولية علي صاحبَيه، بحجة أن الجزء الذي وقع فيه الحادث ليس تابعا للقسم. أكتب كلماتي تلك وكلي أمل ورجاء أن تجد صدي لدي السيد اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية والسيد اللواء رضا طبلية مدير الأمن، وعمل كمائن علي هذا الطريق، وأيضا سرعة التحقيقات فيما تم تقديمه من بلاغات، واسترداد ما غصبه هؤلاء الجناة، حتي لا يشعر المواطنون أنهم يقطنون قطعة منسية في محافظة الشرقية.