رغم انه قد يكون لمقولة ان فلول النظام السابق الذي سقط.. دور فيما يحدث من فوضي وشغب الا انني اميل الي عدم المضي في تحميل الامور اكثر مما تحتمل واعطاء هذه الفلول وزنا وقيمة لا تملكها وليس في مقدورها. اخشي ان يكون الهدف من ترسيخ هذا الاعتقاد الذي وقعت في حباله بعض اجهزة الاعلام هو التغطية علي عمليات واسعة اراها اكبر بكثير من قدرة هذا الفلول علي تبييتها.. كل الشواهد وما تم التوصل اليه من نتائج تؤكد ان هذه الامور يتم ادارتها بمخططات دقيقة تتولي تنفيذها عصابات وجماعات مدربة علي أعمال العنف والتدمير ونشر الفوضي في ربوع الوطن. لا يمكن ان نسقط من الحساب عمليات التربص من جانب بعض القوي الخارجية التي تمتلك سلاح المال والعمالة ولايهمها ولا يسعدها أبدا استقرار مصر أو ان تكون امامها فرصة للتقدم والنهوض بعد فترة من الموات والخنوع والاستسلام. من المؤكد ان ثورة 52 يناير قد بعثت روحا جديدة في مصر من اجل احياء دورها السياسي الاقليمي والدولي وهو ما لا تريده هذه القوي المناوئة التي تري في ذلك خطرا يهدد مصالحها. ليس ادل علي هذه الحقيقة مما اثبتته التحقيقات التي جرت مع الجاسوس الاسرائيلي المزدوج الجنسية الذي القت سلطات الامن المصرية القبض عليه وهو يمارس اعمال تحريض في ميدان التحرير وبعض مناطق القاهرة بهدف هز امن واستقرار مصر. الذين يقفون وراء تدبير هذه الاعمال يعلمون ان تعطيل المسيرة الاقتصادية هو المحور الاساسي لوقف اي انطلاقة سياسية او عسكرية لاستعادة مكانة مصر الاقليمية.. من هنا فانهم يركزون علي اصابة العجلة الاقتصادية بالشلل من خلال الفوضي والصدامات وتشجيع الاعتصامات واختلاق الفتن الطائفية.. ان هدفهم هو شغل كل مصر بهذه الاحداث حتي لا تكون امامها اي فرصة للنظر في اصلاح احوالها الاقتصادية والمضي قدما في خطة رفع مستوي المعيشة لأفراد الشعب.. انهم لا يريدون ان تتاح اي امكانية للدولة المصرية لمواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتي يعد التوصل لعلاجات لها أساس لاستعادة القوة والمكانة. وفقا لهذا الفكر التآمري فانهم يعملون علي ان تغرق مصر في نزاعات وقلاقل وفوضي وعدم استقرار بما لا يسمح لها بالتصدي الفعال لقضاياها الاساسية. من ناحية اخري فانه ليس جديدا القول بان رابطة الكارهين لمصر داخليا وخارجيا لايرحبون ابدا بان تكون فيها حرية وديمقراطية حقيقية. تجاوبا مع هذه الايدولوجية فانهم ولاجدال سوف يسعون بكل ما يستطيعون من اجل وقف هذا المد الذي كان شعارا اساسيا للثورة. انهم واقعون تحت تأثير ان هذه الحرية والديمقراطية لن تسمح لهم بالهيمنة والتسلط علي توجهات شعب مصر واستراتيجيتها السياسية.. هم يريدون حرية وديمقراطية تفصيل تخدم اغراضهم ومصالحهم وهو الامر الذي يجمع بينهم رغم تظاهرهم بأنهم فرقاء. ان وسيلتهم للوصول الي اهدافهم يتركز في اثارة القلاقل والفوضي وزعزعة الامن وان ينتشر عدم الشعور بالامان كل ارجاء المجتمع. صحيح ان النظام السابق الذي اسقطته الثورة له مصلحة في كل ما يجري علي الساحة المصرية باعتبار ان انتشار الخوف والهلع وعدم الاطمئنان يجعل الناس يترحمون علي أيامه الا ان هذا لا يجب بأي حال ان يجعلنا نُسقط من حسابنا العناصر الاخري الرئيسية في تحريك المؤامرات ضد مصر.. هذا الذي يحدث يدعو الي مطالبة الشعب المصري باعتباره صاحب المصلحة في امن بلده ونهضتها في ان يكون يقظا ومستنفرا في مواجهة تلك المؤامرات التي تحاك لمنع انطلاقته الي آفاق المستقبل. اصبح ضروريا وواجبا وطنيا وقوميا وقوف كل القوي الوطنية المصرية صفا واحدا وان يتسم اداؤها بالوعي والتوحد حتي يمكن للوطن عبور هذه المرحلة الفارقة من تاريخه. جلال دويدار [email protected]