حالة من الارتياح العام سادت جموع المصريين الذين تابعوا بكل الاهتمام مسار الأحداث التي كانت تجري علي الاراضي الإثيوبية، ويترقبون ما ستفسر عنه القمة الثلاثية التي انعقدت هناك بين الرئيسين المصري والسوداني ورئيس الوزراء الإثيوبي، حول التعثر الذي طرأ علي المحادثات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي. سبب الارتياح ودافعه هو التصريحات المتفائلة التي ادلي بها الرئيس السيسي في ختام القمة، والتي بشر الجميع خلالها بالاتفاق التام بين القادة الثلاثة علي الحفاظ والرعاية الكاملة للمصالح المشتركة لدولهم، وتأكيده علي انقشاع وتبدد السحب التي عكرت الأجواء بينهم خلال الاسابيع والأيام الماضية،..، وما تلا ذلك من تأكيدات للرئيس البشير بأنه لا توجد أزمة بين الدول الثلاث. وفي ظل موجة الارتياح هذه، أحسب اننا لسنا في حاجة الي تكرار القول بأن ما يربط مصر والسودان ليس مجرد الرغبة في وجود علاقات طيبة وودية، تحتمها وتفرضها القواعد المعمول بها بين الجيران من الدول ذات التلاصق والجوار الجغرافي والمشاركة في مجري النهر الواحد فقط،..، بل هناك ما هو أكبر من ذلك وأعظم بكثير. ولا مبالغة في القول بأننا في مصر نؤمن بأننا والسودان بلد واحد وشعب واحد ولسنا علي الاطلاق شعبين لدولتين متجاورتين، هذه هي الحقيقة المجردة التي يجب أن يعرفها الكل،..، وكنا كذلك علي مر التاريخ وتعاقب الأزمنة، وسنظل كذلك بطول الزمن القادم بإذن الله. أما بالنسبة لإثيوبيا فإن لهم عندنا منزلة خاصة وتقدير وود ومشاعر طيبة وصداقة وطيدة وصادقة ممتدة عبر الزمن ومنذ القدم، ولها عمق ضارب في أعماق التاريخ منذ فجر الحضارة في البلدين في رحاب حوض النيل.