لم يكن أستاذنا الأديب العملاق جمال الغيطاني »جميلا« او »مجاملا« في انتقاده للفاسدين.. كلماته دائمة حادة، قاطعة كالسيف المسلول.. في يوميات سابقة مضت قال الاستاذ جمال »جوائز الدولة لا يحصل عليها إلا من يلحون، ويضغطون.. ويطاردون اعضاء المجلس الاعلي للثقافة بالتليفونات وغيرها لتسول التصويت«. وحمدا لله أستاذي الجميل ان الدنيا تغيرت بعد ثورة يناير.. وبدأت الحقوق المنهوبة تعود لأصحابها.. تذكرت هذا بالأمس عندما سعدت بخبر فوز عملاق الصحافة المصرية والعربية أستاذنا أحمد رجب بجائزة النيل. ولكني أقول »جائزة النيل« هي التي فازت ب »أحمد رجب«.. كل التهنئة للجائزة.. ومن حسن الطالع ان تذهب »جائزة النيل« الأولي بعد ثورة يناير لمن يستحقها. انه احمد رجب.. استاذ ما قل ودل.. محامي فقراء مصر.. المقاتل في الخطوط الامامية لمحدودي ومعدومي الدخل.. المتحدث الرسمي باسم المواطن المصري البسيط . ان عبقرية احمد رجب اكبر من أي جائزة ويكفي أن يمنحه المواطن المصري قبلة كل صباح مع اطلالته اليومية 2/1 كلمة.. يكفي احمد رجب دعوة انسان ساهم بكلماته المحدودات برفع الظلم عنه.. يكفي احمد رجب مكانته الرفيعة واسمه الذي يطاول عنان السماء. حتي في تعليقه علي نبأ فوزه بالجائزة.. اعطانا درسا في الوفاء والبر بوالديه.. حيث قال: »الفوز بسبب دعاء امي«. أستاذنا الكبير.. مليون مبروك