الاثنين: كان دين الاسلام حتي عهد قريب الدين الأول في الانتشار في العالم كله شرقا وغربا، وكنا كل يوم نسمع عن أعداد جديدة من الذين يعتنقون الاسلام في آسيا وأوروبا. وجميع هؤلاء من أعلي طبقة من المثقفين والدارسين وكبار المفكرين من امثال المفكر الفرنسي جارودي والعالم الالماني مراد هوفمان والموسيقي الانجليزي كات ستيفن الذي سمي نفسه يوسف إسلام.. وقد كان إسلام هؤلاء عن دراسات شخصية وجهود ذاتية للبحث عن الحقيقة من منابعها وليس من تأثر بأقوال اي داعية أو فقيه مسلم. ولكن الآن.. قد انقلبت الصورة. واصبح الاسلام في نظر العالم كله رمزا للتخلف والعنف والارهاب.. وذلك كله بفضل القيادات والدعاة والجماعات المتطرفة من انصاف المتعلمين!. وقد شاهدنا في القنوات الفضائية محاكمة بعض الشباب الامريكيين والاوروبيين الذين اعلنوا اسلامهم. وذهبوا الي افغانستان في عهد طالبان. أو انضموا الي الوهابيين فماذا تعلموا من هؤلاء الجهلة المتطرفين؟. لقد جعلوهم يلبسون الجلباب والطاقية ويطلقون لحاهم اثناء المحاكمة بتهمة الارهاب والعنف.، كان منظرهم كما شاهدناهم يدمي قلب كل انسان مسلم مثقف يحب هذا الدين.. وكان آباؤهم يبكون علي ما آل اليه ابناؤهم باعتناق الاسلام واعتبرهم العالم الغربي متخلفين. ومنحرفين، فأي سمعة اصابت الاسلام علي ايدي هؤلاء الفقهاء الجهلة؟. هذا الكلام جاء علي لسان صديق العمر المفكر الاسلامي الكبير الاستاذ الدكتور أحمد شوقي الفنجري. وقال: أما عن الشباب المسلم في الدول العربية، فهم نوعان: نوع لاه وغافل، ويعيش بغير هدف ولا مباديء ولا يفكر في دينه أو مستقبل امته، ولا يشغله من الدنيا الا لقمة العيش وأي منفعة وقتية ومصلحة شخصية، فهو يعيش في ضياع وهو عالة علي هذا الوطن. ونوع آخر يهمه أمر الدين وقضايا المسلمين.. وهو جاد في حياته وعمله، ولكنه قليل الحيلة وقليل الحظ، لا يجد القدوة الصالحة والمثل الأعلي في علماء المسلمين المتفتحين، وقادة الفكر العصريين، بل يجد أمامه المتطرفين وانصاف المتعلمين الذين يصورون له ان الدين لحية وجلباب، وخمار ونقاب، ومظهر بدون جوهر وزهد في الدنيا وفي العمل، وكلا النوعين خطر علي الاسلام وعلي مستقبل المسلمين!. اننا نريد المسلم العصري الذي يجمع بين الدين والدنيا، بين الفهم الصحيح والعصري للدين.، دين العلم والعقل والوسطية، وبين علوم وتكنولوجيا القرن الواحد والعشرين. المسلم الذي يعشق كل فن جميل من موسيقي ورسم وتصوير ونحت وتمثيل، ويستمع الي الموسيقي العالمية والكلاسيكية التي ترقي بالذوق والاحاسيس، ويعزف علي الآلة الموسيقية. المسلم الذي يقبل علي العلم الحديث ويتفوق في مهنته وصنعته، وينتج ويبتكر لصالح امته ولصالح الانسانية.. هذا هو المسلم العصري الذي نحتاج اليه لانقاذ الاسلام وأمة الاسلام من التخلف والرجعية. ويقول المفكر الاسلامي الكبير.. ومن الأمثلة علي ذلك الفقه السلفي الذي اسبغ الزنا علي من تتعطر، ومزامير الشيطان علي من يعزف، والكفر علي من صنع تمثالا، وبالقتل علي من ارتد عن دين الاسلام، وبحرق بيت من يصلي في بيته، ولا يصلي في جماعة، وحرموا حلق شعر اللحية وابتدعوا النقاب، ومنعوا الناس ان تضع اموالها بالبنوك. ويضيف المفكر الكبير: لقد قامت حرب بين شيخ الازهر السابق- رحمه الله- وشيوخ السلفية والوهابية لتحليله فوائد البنوك، لكن قل في تعطل الفكر وتجمد الثقافة عند هؤلاء ما تشاء، وهم الذين اودعوا اموال البترول في بنوك اوروبا وامريكا، وجعلوا من شركات توظيف الاموال احدي البدائل!. ويري المناصرون لفقه الوهابية بأن السلفية حافظت علي نبض التدين، لكنها اضاعت الدين، فحينما حملت السلفية الناس علي الصلاة وجعلت عقوبة القتل لتاركها، وحينما حرمت حلق اللحية علي الرجل، صنعوا مسلما مزيفا علي الدين، فهناك فرق بين الدين والتدين، فكان من نتاج منهجهم ان تم تفريغ الدين من الضمير. فأصبحنا نري المسلم المصلي المرتشي، والمسلم الصوام للفرائض. والنوافل لكنه يحترف الكذب والاحتيال وغير ذلك، وما ذلك إلا لاهتمام السلفية بالمظهر دون الجوهر، واهتمامها بالقوالب دون القلوب، فكثر اتباعها من المنافقين الذين اعجبهم ان يغرروا بالعلم وهم يرتدون مسوح الكهان من لحية أو عمامة، أو عطر عربي يمسحون به لحاهم التي يستحسنون خضابها بالحناء، لان فقههم يقول بأن ذلك سنة تقربهم من الجنة، وهم يسعون لنيل السلطة والاستيلاء عليها، ويدعون دوما للحكم بما أنزل الله، فالشريعة عندهم تنحصر في قطع يد السارق ورجم الزناة وقتل السحرة وتاركي الصلاة وضرب الأولاد عند عشر سنوات واطلاق اللحي.. وغير ذلك من مظاهر وعناصر القسوة والفظاظة. تهنئة للإذاعة في عيدها الثلاثاء: ظن الكثيرون حينما بدأ التليفزيون إرساله وانتشر في كل مكان، أن عصر الاذاعة المسموعة قد انتهي، وان اهميتها- علي أحسن الفروض- ستصاب بصدع كبير، ولكن الذي حدث شيء آخر تماما، فلا عصر الاذاعة المسموعة انتهي ولا اهميتها اصيبت بصدع. وهذا هو ما حدث ايضا حينما بدأت الاذاعة تغزو مجال الاعلام وتنقل الاخبار للناس في مشارق الارض ومغاربها في دقائق بل وفي لمحات، فقد ظن الكثيرون ان هذا الساحر العجيب الجديد سيقلل من اهمية الصحافة وان عرشها القديم سينهار. وأن اللقب الذي حملته عشرات السنين وجعلها في مقام السلطات الاساسية في الدول والشعوب آخذ في الافول والانطفاء، فماذا حدث؟.. حدث العكس تماما، فإزدادت الصحافة قوة وانتشارا، وازدادت تنوعا وقدرة علي الافادة والاعلام، وازدادت حاجة الناس لها وازداد مقامها عظمة وسلطانا. قد احتفلت اذاعتنا بمرور 36 عاما علي انشائها في سنة 4391 والمقصود هو الاذاعة الرسمية التي قامت تحت اشراف الحكومة، أما الارسال الاذاعي في المحطات الاهلية وبالمجهود الشعبي، فقد سبق هذا التاريخ بسنوات عديدة. والمقارنة بين ما كانت عليه اذاعتنا عند انشائها الرسمي في سنة 4391 وما اصبحت عليه الان يدل علي مدي التطور والتقدم الهائلين اللذين حققتهما هذه المؤسسة العظيمة، سواء في ساعات الارسال أو في عدد المحظات أو في الخدمات الثقافية والاعلامية التي تقدمها الي مستمعيها الذين زادوا اضعافا مضاعفة.. وبينما كانت أجهزة الاذاعة في اوائل سنوات ارسالها محدودة ومقصورة علي عدد معين من الناس والبيوت والامكنة، اصبحت تراها وتسمعها في الشوارع والبيوت والحواري والميادين، وفي اقصي القري والكفور والنجوع وبين العمال في المصانع وبين الفلاحين في الحقول.، وفي سكون الليل ومع بزوغ الفجر، في كل وقت وكل مكان. أصدق تحياتنا وتهنئاتنا للعاملين اليوم في الاذاعة بعيدهم مع تحية حارة وتهنئة خاصة للرواد الاوائل. خطر يهدد أنوثة المرأة! الاربعاء: الجمعيات النسوية في مصر لا حصر لها ولا بأس بنشاط نسوي، مهما يكن كبيراً، فإن المجتمع المصري في حاجة إلي المرأة، ترقق من خشونته، وتغريه بالذوق واللفظ الجميل وحسن العبارة.. ولكن تعدد هذه الجمعيات مع تشابه أغراضها قد يحمل الكثيرين من الرجال، وربما من النساء أيضا، علي الظن بأن اتحاد الجمعيات ذات الغرض الواحد أو المتشابه يكون ادعي لنجاحها وقدرتها علي التأثير في المجتمع وتحقيق غرضها علي صورة أفضل وأقوي. ثم هذا التنافس بين الجمعيات وعضواتها ورئيساتها، ألا يحسن أن يكون أرق وأدق مما هو بين جمعيات الرجال. أليس للأنوثة جمالها وتسامحها وعذوبتها أم لابد أن تصدق نظرية بعض علماء النفس الذين يقولون أن المرأة أقسي وأشد غيرة من الرجل، وأن رقتها ليست إلا ظلا شفافاً يخفي نزعات بدائية لا تقل سوءا عن نزعات الرجل. وأخشي أن يكون اشتغال المرأة بأعمال الرجل يجردها من فضائل أنوثتها، ويجعلها تكتسب رذائل الرجل. وهذا هو الخطر الذي يتهدد أنوثة المرأة. وأعظم النساء عقلا هي التي تستطيع أن تكتسب فضائل الرجل دون أن تفقد فضائل المرأة.