هل هي يقظة؟ هل هي احساس بالمسئولية؟ هل هي صحوة لدور الأزهر الشريف عبر التاريخ واستكمالا للدور؟ حدثت الصحوة.. ألف هل والاجابة واحدة تكمن تحت عمامة هذا الشيخ الجليل د.الطيب إمام الأزهر الذي حول حرصه علي امان الوطن إلي عمل من أجل عودة الروح إلي هذا الوطن الذي تسلب منه عافية الثورة وقد تحول الجميع إلي متفرجين لعدم القدرة علي مواجهة ما يراد بنا من قدرات خارقة لفساد الداخل وحرب ضروس للعودة إلي أوكار الفاسدين ثم فصائل من الخارج تتعامل مع الداخل معاملة أصحاب المصالح في ان يجثو الوطن علي ركبته ولا تقوم له قائمة!! صحوة الشيخ الجليل كانت بدعوة منه للمثقفين والمفكرين للنظر فيما يجري!! وفي عافية القلم ومحاولة الكتابة لزرع الأمل ولايمان قوي بمصر التي قامت من غفوتها وجدت بصيصا من نور في دعوة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر.. دعوة فيها استدعاء المقدرة الفكرية وتحويل الفكر إلي عمل من أجل الانقاذ وفي ساحة الإمام اعتبرتها تكليفا واشارة لجموع المثقفين لهبة فكرية نشحذ الذهن فيها ونستدعي تاريخنا لننقذ الحاضر. وأصبحت الاجتماعات بين عقول الأمة وقاده وعيها كأنما يوحي إليها بأفكار كأنها أحبال انقاذ لغريق يطفو وتشده احبال واهية إلي قاع الفاسدين وتعز المقاومة. أصبحت المناقشات بعد ان دبج الواعي الدكتور صلاح فضل تصوره للبيان الأول للأزهر والمثقفين.. أصبحت المناقشات بين اضافة وتعديل للوصول إلي بنود ترسم المستقبل للوطن بوعي شديد لعدم الرجوع إلي الخلف بل قفزه إلي الأمام بعصر جديد ودستور جديد من الفكر المتلاقي.. أصبحت المناقشات حول البيان مثل كرة الثلج التي تكبر كلما تدحرجت. وكلما قرأنا وكلما تناقشنا وكلما تكلمنا فاضت أحلامنا لنهر نغتسل فيه من أحداث أغرقت مصر ولكن مصر قادمة بأبنائها.. ليس المثقفين فقط ولكنها آتية بالبشر علي أرضها الذين آمنوا بضرورة التغيير. تمنيت ان يتسع مقالي لأسماء النخبة الواعية التي تحول وعيها إلي البحث عن رسالة حب تواصل الحاضر مع المستقبل. لرسالة حب ترسم النماء والمقدرة للجنين القادم في رحم المستقبل.. هؤلاء الأصدقاء الذين أعرفهم جيدا وأراهم ولكن اكتشف فيهم اليوم بنائين عظام تخرج من عقولهم وقلوبهم أفكار بناءة.. هؤلاء الذين لبوا نداء صاحب المسئولية الدينية والدنيوية شيخ الجامع الأزهر الذي فتح قلبه وعقله ليعود للأزهر لاحتوائه لكل ما يحدث علي أرض مصر والذي جعلنا نشعر ان الامان هنا تحت قبة الأزهر في بيتنا جميعا مسلمين ومسيحيين ولم لا وقد كان آخر لقاء قبل اجتماع البيان هو لقاؤه مع مسيحيي المهجر ليطمئنهم علي أحوال المسيحيين والمسلمين علي أرض مصر. ظلت المناقشات دائرة لعدة أيام وكل منا يدلي بدلوه ثم المداخلات ويدير الجلسات بحكمة واقتدار الدكتور حمدي زقزوق ورغبة في الوصول إلي بر الأمان. كانت الحرية تتجول بيننا حين نقول وحينما نستمع والأمل يجعلنا نبحث عن مداخل ومخارج لندبج ما يراد لمصر المستقبل من صحة وعافية وإطلالة قديرة علي الداخل والخارج. ولحق أبناء الوطن في »بيان الأزهرونخبة من المثقفين حول مستقبل مصر« انقل لكم البداية المهمة والركيزة التي يرتكز عليها البيان. قد توافق المجتمعون علي ضرورة مسيرة الوطن علي مبادئ كلية وقواعد شاملة تناقشها قوي المجتمع المصري في سيرها بالخطي الرشيدة لتصل في النهاية إلي الاطر الفكرية الحاكمة لقواعد المجتمع ونهجه السليم. واعترافا من الجميع بدور الأزهر القيادي في بلورة الفكر الإسلامي الوسطي السديد فان المجتمعين يؤكدون أهميته واعتباره المنارة الهادية التي يستضاء بها ويحتكم إليها في تحديد علاقة الدولة بالدين وبيان أسس السياسة الشرعية الصحيحة التي ينبغي انتهاجها ارتكازا علي خبرته المتراكمة وتاريخه العلمي والثقافي الذي ارتكز علي الأبعاد التالية: 1- البعد الفقهي في احياء علوم الدين وتجديدها طبقا لمذهب أهل السُنة والجماعة الذي يجمع بين العقل والنقل ويكشف عن قواعد التأويل المرعية للنصوص الشرعية. 2- البعد التاريخي لدور الأزهر المجيد في قيادة الحركة الوطنية نحو الحرية والاستقلال. 3- البعد الحضاري لاحياء مختلف العلوم الطبيعية والآداب والفنون بتنوعاتها الخصبة. 4- البعد العملي في قيادة حركة المجتمع وتشكيل قادة الرأي في الحياة المصرية. 5- البعد الجامع للعلم والريادة والنهضة والثقافة في الوطن العربي والعالم الإسلامي. البيان لم يترك شاردة واردة سواء في دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الحديثة بحيث تأخذ تشريعاتها من نواب الشعب أو في أسس البناء السياسي. والذي يعتمد علي النظام الديمقراطي القائم علي الانتخاب الحر المباشر والذي هو الصيغة العصرية لتحقيق مبادئ الشوري الإسلامية. والبيان يلتزم بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي مع الاحترام الكامل للإنسان والمرأة والطفل واحترام الاديان السماوية واعتبار المواطنة مناط المسئولية في المجتمع مع الاحترام التام لآداب الاختلاف واخلاقيات الحوار وضرورة اجتناب التكفير والتخوين واستغلال الدين لبث الفرقة والعداء بين المواطنين. مع احترام صيانة كرامة الأمة المصرية وتأكيد الاحترام الكامل لدور العبادة لاتباع الديانات السماوية الثلاث. كما اعتبر البيان البحث العلمي والتعليم ودخول عصر المعرفة ومحو الأمية واستثمار الثروة البشرية من أهم مشروعات الوطن المستقبلية. كما تكون الأولويات في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية ومواجهة الاستبداد ومكافحة الفساد والقضاء علي البطالة. ولم ينس البيان علاقات مصر بالاشقاء العرب والعالم الإسلامي والدائرة الافريقية والعلمية ومناصرة الحق الفلسطيني فقد وضعها علي أولويات العمل. أما تأييد استقلال الأزهر وعودة هيبة كبار العلماء واختصاصها بترشيح واختيار شيخ الأزهر وتجديد مناهج التعليم الأزهري يسترد دوره الفكري الأصيل وتأثيره العالمي في مختلف الأنحاء فكان من أهم بنود البيان. ان هذا البيان كبلني بمسئولية مهمة وهي توصيله للناس.. لانه ملك لكل مصري ومصرية وهو المنقذ للوجدان والعقل المصري كما هو أيضا البيان الضرورية لتفعيله وخروجه بين سطور المطبعة إلي العمل به في فترة نحن في أشد الحاجة فيها إلي الالتزام وتفعيل مثل هذا البيان في فترة التحول العامة. كلمة للإمام الأكبر ولجموع المثقفين الذين شحذوا الفكر وجمعوا قلوبهم وعقولهم ونظرتهم المستقبلية لبلد يناديهم.. رجاء العمل بكل مقدرة علي توصيل هذا البيان لتفعيله ذلك بعمل مجموعات من الشباب الواعي للايمان بما جاء فيه ثم توصيله إلي البسطاء الذين يقعون تحت براثن الجهل بكل شيء وهم الآن الأرض الخصبة لدعاة الدين من السلفيين وغيرهم وهؤلاء الذين لا يتذكرون امهاتهم ولا زوجاتهم ولا بناتهم ويعايرون المرأة بأنبل ما خلق الله فيها وهو الحمل والولادة فلو لم »تحيض المرأة« لما ولد سلفي بذقن ولا بعقل كان ممكن ان يكون مستنيرا ولكن لله في خلقه شئون. قبل الطبع: إلي السيدة نهال كمال رئيسة التليفزيون رجاء الاهتمام بمناقشة بيان الأزهر والمثقفين نحو مستقبل مصر في البرامج الحوارية.. انه بيان مهم وفيه أولويات بناء الوطن في الفترة الحالية.