الأكاديمية الوطنية للتدريب: نؤمن بدور الشباب في توطين أهداف التنمية المستدامة    أسعار الدواجن بالإسكندرية تشهد ارتفاعا.. الفراخ البيضاء تسجل 80 جنيها للكيلو    بمناسبة اليوم العالمي.. الإحصاء: 21.3 مليون نسمة من إجمالي السكان من الشباب    مقتل جندي سوري في اشتباكات مع قسد شرق حلب    الخارجية الفرنسية: مستقبل غزة يجب أن يصاغ ضمن إطار دولة فلسطينية تديرها السلطة    أمريكا تضع 600 جندي في حالة تأهب دائم لمواجهة الاضطرابات الداخلية    "الأهلي موافق ولكن".. مصدر يوضح لمصراوي حقيقة رحيل أحمد عبدالقادر للدوري الليبي    المجلس الأعلى للإعلام يتلقى شكوى من نادي الزمالك ضد برنامج حارس الأهلى    "الجمهور حاضر".. طرح تذاكر مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري    ضبط 11 سائقا لتعاطيهم المخدرات خلال قيادتهم على الدائري الإقليمي    تعرف على طقس السعودية اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025    أمين مجمع الفقه الإسلامي: التعاون الإسلامي تناشد العالم لوقف عاجل لمأساة فلسطين    28 أغسطس.. روبي ورامي صبري يجتمعان في حفل واحد بالساحل الشمالي    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يحيل المدير الإداري لمستشفى الجلدية والجذام للتحقيق    "أبو كبير" تنعى ابنها البار.. ماذا قال أهالي الشرقية عن الراحل علي المصيلحي؟ -صور    الجمعة.. فرقة واما تحيي حفلاً غنائياً في رأس الحكمة    هاني تمام: "القرآن يأمرنا بالمعاشرة بالمعروف حتى في حالات الكراهية بين الزوجين"    نتيجة المرحلة الثانية، تنسيق حاسبات ومعلومات 2025    طريقة عمل المكرونة بالصلصة، أكلة خفيفة وسريعة فى الطقس الحار    خاص| وسام أبوعلي يستخرج تأشيرة العمل في أمريكا تمهيدا للانضمام إلى كولومبوس كرو (صورة)    كامل الوزير: عمل على مدار الساعة لتحقيق مستوى نظافة متميز بالقطارات والمحطات    قطع مياه الشرب عن مدينة ديرمواس بالمنيا غدا لمدة 6 ساعات    بدء استئناف المتهم بقتل نجل مالك مقهى أسوان على حكم إعدامه    "بينهما صلة قرابة".. خالد مرتجي ينعى علي المصيلحي    كيف تحمى نفسك من ضربة الشمس فى موجات الحر.. خبير صحة عامة يجيب    لليوم ال12.. التموين تستكمل صرف مقررات أغسطس    حمادة صدقي: أحمد حسن زعل من انضمام حسام حسن لفراعنة 2006 بسبب شارة الكابتن    قبل رونالدو.. ما هي حكاية صديق جورجينا الأول؟    منتخب مصر الثانى يواجه البحرين مرتين وديا فى أكتوبر المقبل رسميا    رسميًا.. باريس سان جيرمان يتعاقد مع مدافع بورنموث    اليوم.. إعلان نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025    معامل ومكتبة مركزية.. جامعة أسيوط الأهلية تستعد لاستقبال الطلاب الجدد - صور    «تعليم كفر الشيخ» تعلن النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    مصدر يكشف لمصراوي أعداد السودانيين العائدين عبر قطارات السكة الحديد    حملات موسعة لهيئة البترول للتصدي لمخالفات تداول وتوزيع المنتجات البترولية    مصرع طفل غرقا في ترعة باروط ببني سويف    «العمل» تجري اختبارات للمرشحين لوظائف الأردن بمطاحن الدقيق    المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يفند أكاذيب الاحتلال حول سياسة التجويع في القطاع    كوريا الجنوبية ترحب بتفكيك جارتها الشمالية لبعض مكبرات الصوت على طول الحدود    الجمعة.. قصور الثقافة تقيم فعاليات متنوعة للأطفال بنادي الري احتفالا بوفاء النيل    أمير كرارة على القمة.. فيلم الشاطر يقفز بإيراداته إلى 75.2 مليون جنيه في 26 ليلة    محافظ الجيزة يترأس اجتماع اللجنة التيسيرية لمشروع تطوير منطقة الكيت كات    افتتاح فعاليات الدورة السادسة من معرض رأس البر للكتاب    محمد نور: مقياس النجاح في الشارع أهم من لقب «نمبر وان» | خاص    الأمم المتحدة: أكثر من 100 طفل يموتون جوعا في غزة    12 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    بالفيديو.. التنمية المحلية: تعليمات بمراجعة معايير السلامة داخل منظومة النظافة    وزير الصحة يبحث مع المرشحة لمنصب سفيرة مصر لدى السويد ولاتفيا التعاون الصحى    تحرير 131 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق    انتشال جثمان طفل غرق في بحر شبين الكوم بالمنوفية    هل يجب قضاء الصلوات الفائتة خلال الحيض؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    "لوفيجارو": الصين في مواجهة ترامب "العين بالعين والسن بالسن"    لجان ميدانية لمتابعة منظومة العمل بالوحدات الصحية ورصد المعوقات بالإسكندرية (صور)    تنسيق المرحلة الثالثة، الأماكن الشاغرة للشعبة الأدبية (نظام حديث)    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‬فيديو:"شيخ الأزهر"لم أبايع مرشد الإخوان
نشر في الوفد يوم 19 - 05 - 2011

أجري الحوار‮: جمال‮ يونس/ أعده للنشر‮:‬وفاء سالمان-رقية عنتر
كلما نشب حادث من أحداث الفتنة الطائفية اتجهت الأنظار الي الأزهر الشريف باعتباره المرجع الديني وضمير المسلمين‮.. ورغم ضعفه وتراجع دوره في السنوات الماضية إلا أنه‮ يظل الأمل وحائط الصد لمحاولات تشويه الإسلام والمسلمين ، وبعد ثورة‮ 25‮ يناير تعاظمت مسئولية الازهر حيث خرج أفراد الجماعات الاسلامية من المعتقلات الي الشوارع والمساجد بأفكارهم التي تنفث تطرفا وشططا‮ يهدد امن واستقرار الوطن‮.. وتكشف عن انتهازية دينية بغية تحقيق مآرب سياسية‮. وبعد صدمة المصريين مما وقع في إمبابة ومسجد النور كان لابد أن نذهب إلي الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر، نطرح عليه تساؤلاتنا ومخاوفنا وننشد عنده الحل والنصيحة في حوار كما لم تنقصه الجرأة منا،‮ لم تنقصه الصراحة من شيخ الاسلام‮.‬
‮ الوفد‮: ما تعليقك علي المشهد السياسي الحالي؟ هل هو أقرب الي السياسة ام الدين ؟ الي العبثية او الانتهازية؟
‮- شيخ الازهر‮: أنا كأزهر لست اخوانا او جماعة سلفية او جماعات جهادية ولست حزبا حتي،‮ وما سأقوله ليس دفاعا عن أحد أو اتهاما لأحد ولكنه قراءة ازهرية للواقع المعاش، فطبعا حدث نوعا من الحراك في البلاد سواء من الاخوان وتحركهم نحو انشاء حزب سياسي، او حتي من الجماعات الاسلامية والسلفية علي مختلف اطيافها، وهناك محاولات للظهور في هذا الجو، وقبل ان ألوم‮ "‬س‮" أو‮ "‬ص‮" فأنا ألوم نظام الدولة، فهي من‮ يمكنها ان تتصرف تصرفا سهلا بتقديم قدم وتأخير أخري، وازاء هذا التصرف طبيعي ان تنشأ اي طائفة او تنظيم مهما كان ضئيلا، ولا استطيع ان اقيم حجم وثقل مثل هذه التنظيمات والحركات في‮ غياب الضوابط الامنية‮ .. واي جماعة حتي لو صغيرة ‮ 5‮ افراد ممكن ان تخرج وتعبر عن نفسها في هذا الجو، ومن هنا سهل الهجوم علي الكنائس وعلي المحاكم ايضا‮.. وأعتقد أن هذه الظاهرة هي التي‮ يجب أن تعالج،‮ ولا‮ يصلح ان أهيئ الجو لخروج كل من‮ يريد، ثم اتحدث بعد ذلك عن حق الناس في الخروج ام لا،‮ فعندما تفتح الابواب علي مصراعيها دون قيود وضوابط،‮ فطبيعي ان‮ ينتج عنها ما‮ يحدث الآن‮.‬
‮‬الوفد‮: أحداث إمبابة عجز مؤسسات دينية أم عجز أمني، ضعف إيمان أم قلة وعي؟
‮- شيخ الازهر‮: في المقام الاول ضعف امني وانفلات، لا شك في‮ ذلك وهو ما شجع علي حدوث كثيرا مما تريد ان تضع تحته خطا، وصحيح هناك اناس متشددون ومتطرفون واخرون متربصون بالاستقرار العام او استقرار مصر، وهؤلاء‮ يتطلعون الي احراقها من خلال الفتنة الطائفية التي تعد اضعف نقطة في البلاد والتي ستسرع بها الي البوار، فلا توجد نقطة في مصر اضعف من هذه النقطة، لذلك فالتربص الخارجي عينه علي هذه النقطة‮.‬
‮الوفد‮: من المسئول عن هذه النقطة؟
‮- شيخ الازهر‮: المسئول فترة تاريخية ممكن تعود الي نحو‮ 30‮ أو‮ 50‮ عاما ماضية، حينما خفت صوت العلماء والعقلاء من الطرفين والذي كان دائما ما‮ يتوجه للجماهير ويذكرهم بحسن معاملة الاسلام لغير المسلمين والعكس، فالصوت العاقل في المسجد ضاع، وايضا لم نسمع صوتا في الكنيسة‮ يذكر بما‮ يجب علي المسيحي من معاملات حسنة وألفة ومودة‮ يبادل بها‮ غير المسيحي من المسلمين‮.‬
وايضا اشتداد قبضة الامن للسيطرة علي العلاقة بين المسيحين والمسلمين والتي‮ يخشي منها الفتنة الطائفية،‮ والتشدد الي ابعد الحدود‮ يفتح الباب لهذه التوترات، والانفلات لابعد الحدود‮ يهيئ الجو لها، والنظر الي موضوع العلاقة بين المسلمين والمسيحيين لا‮ يصح ان‮ يترك لاستبداد الامن ولا تقارير ونظريات وقرارات المكاتب لأنك تتعامل مع شعوب مختلطة ونسيج‮ يحوي خيطا مسيحيا وآخر مسلما في قماشة واحدة، والمسألة لا تحتاج في العلاج الي هذا النوع من التحديدات وانما ثقافة ونشر وعي بين الجمهور تتكاتف فيه المؤسسات الاسلامية والكنسية والتعليم ابتداء من الحضانة والاعلام والصحافة والفن، وأؤكد لك ان الكل‮ غاب عن الساحة في الفترات السابقة خاصة الاعلام المقروء والمشاهد،‮ وكل هذا هو ما‮ يشكل مشاعر المواطنين‮.. ولست مع الصحافة التي تأتي وتسألنا وكأنها ليس لها علاقة وبعيدة عما‮ يحدث، وترغب في محاكمة المؤسسات الاخري واذا انصفت الصحافة، فعليها ان تحاكم نفسها اولا وتنتصف من نفسها قبل ان تنتصف من الآخرين لأنها شاركت وبنفس القدر في تغييب وعي الشعب عن القضايا الجادة وفي مقدمتها العلاقة بين الاقباط والمسلمين‮.‬
‮الوفد‮: ربما تقصد الاعلام القومي؟
‮- شيخ الازهر‮: اقصد الجريدة التي‮ يقرأها الناس ومملؤة من اولها الي آخرها بأمور بعيدة عن القضايا الجادة، والجميع في سلة واحدة‮.. وهذا ناتج عن عدم وجود كوادر صحفية عليا كانت تتقي الله في هذا الوطن وانما جميعها كان صراعا، فالوضع كان صراع جرائد ومقالات واشخاص وانظمة‮.. ولكن اين الجانب الايجابي والوعي الجديد،‮ وهل كانت هناك خطة في هذه الجرائد تتعلق بالصورة التي‮ يجب ان‮ يكون عليها الشباب بعد عشر سنوات؟ طبعا لا‮ يوجد‮.. وماذا تتوقع لدول‮ يجب ان تتقدم بشبابها وتعليمها واعلامها لا‮ يملك تلك الخطط، علي الرغم من كوننا الافضل والاذكي في المنطقة وافضل من‮ يقود المنطقة لمرحلة متقدمة من التحضر والعلم وهذا الكلام علي مسئوليتي الشخصية‮.‬
‮الوفد‮: هل كان‮ يمكن لخطط تطوير ان تنمو في ظل الاستبداد ؟
‮- شيخ الازهر‮: سأقلب السؤال واقول لك هل تنتظر من استبداد أن‮ يزول بغير خطط تطوير تنتزع منه انتزاعا‮.‬
‮الوفد‮: القانون أم الخطاب الديني المستنير من المسجد أو الكنيسة‮.. ايهما‮ يمنع الفتنة الطائفية؟
‮- شيخ الازهر‮: الوعي من الكنيسة والمسجد اقوي من القانون والذي‮ يمكن في ظرف من الظروف ان‮ يختبئ منه وتخرج عليه،‮ ولكن اذا تربي في الانسان الوعي الديني،‮ ولا أقصد بهذه الكلمة المعني الذي جاءنا واستوردناه من الغرب بعد ان حمل اللفظ الكثير من الاصداء،‮ فالوعي الديني‮ يعني التعليم والعلم والثقافة وليس سبحة وسجادة ونقابا وحجابا كما صور للناس، وما أعنيه ان‮ يكون السلوك منضبطا وبقيم معينة‮ يحددها الدين، وهذا الوعي‮ يضبط السلوك والذي‮ يجعلك الي حد كبير في مأمن، والقانون‮ يعالج بعد وقوع الجريمة ولكن لا‮ يمنعها، وما‮ يمنعها الاحساس بأن هذا الفعل من الجرائم التي لا‮ يليق بالشخص ان‮ يقوم به‮.‬
‮الوفد‮: هل نستطيع ان نعترف بأن ثمة قصورا وعجزا في المؤسسة الدينية الازهرية وتجاوزا للكنيسة في وظائفها؟
‮- شيخ الازهر‮: أتحدث عن الازهر وعندي الشجاعة أن أقول نعم، فأصاب الازهر كل ما أصاب المؤسسات المصرية من قصور وعجز وتراجع وضعف وهذا شيء طبيعي، لأنه مؤسسة في دولة‮.. نعم كان المنوط به المبادرة لتصحيح ما تنحرف اليه الدولة من اخطاء ومتاهات وضلال ولكن حدث انه كمؤسسة في الدولة تراجع ولا ألوم الدولة في اهمالها للازهر، لأنها لم ترد للازهر ان‮ يتهمش، إلا في بدايات ثورة‮ 1952‮ نتيجة ارتباط مصر بالاتحاد السوفيتي والذي كانت له ايديولوجية معينة تقوم علي إقصاء الدين وربما اضطرار مصر في ذلك الوقت الي ان تنطوي تحت لافتة الاتحاد هو السبب في ذلك، ولا ألوم الدولة في ذلك الوقت علي هذا لأن المسألة كان لها حسابات كبري، وبعد ذلك لا أعتقد أن الدولة تدخلت لتهميش الازهر، ولكنه انغمس فيما انغمس فيه الاخرون‮.‬
‮‬الوفد‮: بيت العائلة فكرة نبيلة وهدف نبيل ولكن ليس لها مردود ملموس في الواقع العملي حتي الآن، هل هي مازالت فكرة تحبو، أم الظروف لا تسمح لها بالنمو والتفاعل مع هذه الاحداث؟
‮- شيخ الازهر‮: بيت العائلة فكرة نبعت من تجارب عشناها في بلادنا ومازلنا نعيشها وهي اكثر فاعلية واسرع حسما واشد تأثيرا في حل المشكلات بشكل عام وبين الاقباط والمسلمين في الصعيد بشكل خاص وهو ما‮ يسمي بالمجالس العرفية ومن حسن حظي أني نشأت في مكان تقام فيه هذه المجالس كل اسبوع تقريبا ولمسنا كيف القضايا الشائكة تحل عن طريقه في خلال اسبوعين او شهر،‮ بينما اذا ذهبت للمحاكم تمكث سنين لأن لها منطقا آخر وفلسفة واحكام مختلفة تماما واهم ما تتميز به مثل هذه المجالس أنها تحل القضية بتراضي الطرفين وموافقة الاشخاص برضاهم وليس قسرا، ونقلت الفكرة من قبل ثورة‮ 25‮ يناير وبدأنا في‮ تنفيذها فعليا، فهذا الموضوع لم‮ يكن رجع صدي لما حدث في‮ 25‮ يناير،‮ ولكن ثورة‮ 25‮ يناير صرفتنا كثيرا عن السير في هذا الموضوع، الي ان ظهرت مشكلة اطفيح فبدأنا نشعر بضرورة العمل عليها‮.‬

الوفد‮: افهم من ذلك ان النظام لم‮ يكن‮ يرغب في تفعيل بيت العائلة؟
‮- شيخ الازهر‮: ارجو في الحياة الجديدة لمصر ان نرسخ ثقافة عدم تحميل النظام كل شيء، واؤكد لك أن النظام لم‮ يتحدث معي في هذا الموضوع علي الرغم من كون الفكرة اعلنت، فلم‮ يقولوا نعم او لا، ولا شكرا ولا اعتراض، واطمح ان نتعامل مع الاشياء كما هي في الشارع بغض النظر عن تدخل النظام في اي شيء سواء عطل او نما وتطور،‮ واناشد الاعلام بضرورة قطع الحبل السري الذي‮ يجعلنا نتعامل دائما مع الامور ونتصورها تصورات زائفة وغير حقيقية‮.‬
وبشكل عام بدأنا في فكرة بيت العائلة منذ فترات ولكن التأخير الذي حدث كان نتيجة جمعنا لأطياف متباعدة تمام سواء علماء مسلمين ورجال كنيسة وعلمانيين من الطرفين،‮ فنحن نحول المربع الي مثلث،‮ وهذا الذي اخذ وقت ولكن ولدت ولادة قوية ونحن الآن بصدد تشكيل‮ 10‮ لجان منبثقة من بيت العائلة،‮ وحددنا اعضائها من رجال الكنيسة وعلماء الاسلام وبصدد تحديد الاعضاء العلمانيين، ولسنا جهة رسمية او جمعية اهلية ولكننا اشخاص من كافة الاتجاهات سواء علماء ومثقفين أو مفكرين سنتحرك في الاحداث مثل امبابة ونذهب بأنفسنا ونلتقي بأهل المكان لحل المشاكل بتوعية المواطنين واعطاء الحقوق لأصحابها سواء مسلمين أو أقباطا لانهاء الاحتقان ان وجد‮.‬
‮‬الوفد‮: في الموروث الشعبي لو أردنا قتل موضوع نشكل له لجنة، وفهمت من سيادتكم ان هناك‮ 10‮ لجان سوف تنبثق عن بيت العائلة، فهل هذا المثل‮ ينطبق علي هذه اللجان؟
‮- شيخ الازهر‮: ليس في الموروث الشعبي ولكن في الموروث الاداري البيروقراطي ولكن علي المستوي الشعبي هذه المقولة لا تعمل ابدا، وحتي هم لا‮ يسمونها لجانا وانما مجالس العائلات، واللجان فقط لتنظيم العمل،‮ وبيت العائلة ليست هيئة لحل مشكلة، وانما فكر جديد تماما لحلها وعلي مدي ليس قريب، ولابد أن‮ يكون لنا خطط من‮ 5‮ - 10‮ سنوات‮.‬
‮الوفد‮: هل‮ يجوز تطبيق حد الحرابة علي مثيري الفتن؟
‮- شيخ الازهر‮: لا‮ يصلح ان نأخذ من الاسلام شيئا ونترك اشياء، واذا القضاء والقانون اقتنعا بتطبيق حد الحرابة فأهلا وسهلا، ولكن مطلوب من الدولة‮ - كقانون وحماية للافراد وتصرفاتهم‮ - ان تتعقب الجناة بشكل سريع وحاسم ورادع حتي لا‮ يقدم علي مثل هذه الجرائم إلا من أراد أن‮ يلقي‮ بنفسه في الهلاك المباشر‮.
‮‬الوفد‮: ألاحظ أن مشاكل الفتنة التي تقع في معظمها بسبب اسلام فتيات، لكن عندما‮ يسلم احد الرجال فلا تحدث مشكلة، فهل‮ يرتبط الامر بتقاليد شرقية اكثر منها تعاليم دينية؟
‮- شيخ الازهر‮: نعم فتح الله عليك وأنا أؤكد أن ملاحظتك سليمة،‮ وكما قلت‮ لماذا حينما‮ يدخل الاسلام رجل قبطي لا‮ يحدث مشكلة ولكن لو فتاة اسلمت تحدث مشاكل وذلك‮ يرجع الي‮ تقاليدنا الشرقية، ولعلمك كل ما حدث في الصعيد من مشاكل فتنة طائفية سببه العار وتبدأ بمشكلة اجتماعية وعاطفية ثم‮ يدفع الاسلام والمسيحية الثمن ويسدد الفاتورة سمعة ودماء‮.‬
‮‬الوفد‮: عندما توليت رئاسة الجامعة كنت ضد الاخوان،‮ وعندما توليت فضيلتك منصب الامام الاكبر وضعت‮ يدك في‮ يد المرشد، هل كان العائق الأمن والنظام ام الايديولوجية الفكرية؟
‮- شيخ الازهر‮: فرق كبير ان تقول انك كنت ضد الاخوان وطلبتهم، وبين ان تقول انك كنت ضد ان‮ يعبث طلبة الاخوان بالجامعة تحت هذه اللافتة، وانا كنت ضد الطلبة بهذا المعني، ولكن ان‮ ينتسب الطلاب للاخوان او لا‮ ينتسبوا فهذا شيء لا‮ يعنيني، فأنا لست حزبا،‮ ولا مسئولا عن توجهات سياسية وانما مؤسسة تعليمية وادارتها وضبطها من مسئولياتي، والطلاب الاخوان كانوا‮ يقلقوننا‮ يوميا بالمظاهرات وتوزيع كتبهم ومذكراتهم في الجامعة،‮ وهذا ما كنت احاربه ووقفت ضده واعلنت ذلك، وكنت اقول لهم داخل سور الجامعة انتم طلاب ازهر فقط وخارج سور الجامعة كونوا من تشاءوا، ولو ان الذين قاموا بهذه الاضطرابات من الازهريين او اعضاء الحزب الوطني كنت ساكون ضدهم وهذا لا‮ يعني اني ضد الازهر او الحزب الوطني‮.‬
وفيما‮ يخص اني وضعت‮ يدي في‮ يد المرشد فهذا لا‮ يعني أني بايعته ولكنه امر طبيعي ان احتفي بشخص‮ يأتي اليّ‮ مثلما احتفيت بك وفرحت بوجودك، وعامة لم اكن‮ يوما حزبا وليس مطلوب مني انتصر لحزب او ان اعادي اي حزب علي الاطلاق وتوجه الازهر مختلف عن توجه الاخوان ولكن هذا لا‮ يعني ان اصادر علي الناس توجهاتهم، والازهر ليس حركة او جماعة او تنظيما او حتي حزبا، ولكن إماما للمسلمين بجميع حركاتهم, وهذا المكان من‮ يجلس فيه فهو هكذا، وما اريد ان اقوله انه لا‮ يصلح حتي أمام الله ان استقبل كل الاديان الاخري والمستشرقين والملحدين وحين‮ يطلب مني ان استقبل الدكتور المهدي اقول لا‮.. وحتي تعرف اني لست منفتحا علي مذهب دون اخر، فقد استقبلت احدا من الاخوان وآخر من السلفية والجماعة الاسلامية، ووفدا من الاقباط، وسأستقبل المفكرين ايضا، وبشكل عام استقبل كل الاطياف المؤثرة او التي ستؤثر في مصر لنتفق علي اطار موحد‮ - وليس خطابا موحدا‮ - لتتكامل كل خطاباتنا فيه ويصب في مصلحة مصر، وهذه هي رسالة الازهر ان‮ يجمع كل الاطياف، ويكون بيننا جميعا سلام، واذا لم‮ يتواجد لن نقدر علي النزول للشارع‮.‬
‮ الوفد‮: ترتيبا علي احداث مسجد النور،‮ بماذا تفسر هذه الانطلاقة السلفية ومرحلة الاستقواء التي‮ يعيشونها حاليا؟
‮- شيخ الازهر‮: هذا التيار موجود قبل ذلك وقد نبهت الي أن خطورته تجاوزت البعض في هذا التيار بما‮ يتجاوز معني السلف وصحيح الاسلام وقدمت‮ 10‮ حلقات علي مدار شهرين ونصف في برنامج‮ "‬فقه الحياة‮ "‬،‮ جميعها عن معني السلف وكيف ان كثيرا من مدعي هذا المذهب الآن‮ يخرجون علي السلف وقواعدهم ومن تحته عباءاتهم، وان ما‮ يقولونه لا‮ يمت للسلف من قريب او بعيد بصلة، خاصة في اهتماماتهم التي ظهرت اخيرا ولم تظهر في التصدي الي مشكلات الاقتصاد المتردي والتعليم والفقر والمرض مع ان هذه مقاصد عليا في الاسلام‮ يجب التصدي لها، وللاسف تصدوا للاضرحة وكأنها هي من ستحرر مصر من كل مظاهر التخلف والتراجع، وقلت سابقا هم‮ يقدروا علي الاستمرار لمدة عام في الحديث عن الصلاة في مسجد بضريح واللحية والنقاب ولكن ليس لديهم الاستعداد ان‮ يدرسوا لدقيقة واحدة مثلا تاريخ بيت المقدس او مشكلة تهويد اسرائيل لبيت المقدس، ولك ان تتصور مذهبا تدور اهتماماته في هذا المجال، الذي‮ يفرق ولا‮ يجمع ولو بدأ‮ يصرخ في البرية في قضية وحدة فلسطين سيلتف الجميع حوله ولكن اذا نزل للشارع وقال صلوا في هذا المسجد ام لا سينقسم الناس حوله وكان فتنة المسلمين هي احد الاهداف عند كثير من هذا المذهب،‮ ولا اعمم لأن التعميم في اي شيء‮ يصطدم مع الامانة وهناك الكثير منهم واعون ولكن للاسف الذين‮ يملكون الصخب هم الفريق المتشدد‮.‬
‮‬الوفد‮: هل تعتقد أن دور الازهر اصبح اكثر صعوبة ومسئولية بعد الافراج عن السلفيين واصبحوا أحرارا وكان النظام السابق‮ يتعامل معهم بالقوة لكن الآن الفكر‮ يواجه الفكر، فهل ثمة صعوبات تكتنف هذه الوظيفة للازهر؟
‮- شيخ الازهر‮: تصديت للمذهب السلفي وانا بجامعة الازهر فكرا واعلاما في وقت خشي الجميع ذلك، لأنه سيحرم من ميزات مادية دنيوية كثيرة جدا، وسهل ان اتصدي لهم بعد ان عرفت كيف‮ يتعامل هذا التيار داخل جامعة الازهر والاموال التي‮ يتعامل بها شهريا ليجذب الطلاب، فكان هناك شبة مرتبات شهرية للطلاب الذين اتوا من ماليزيا مثلا،‮ وتأكدت انهم‮ يمارسون داخل الجامعة دورا‮ يشبه الدور الذي‮ يمارسه التبشير في افريقيا، ولكن اؤكد ان ليس الجميع هكذا لأني حين اتصلت بعلمائهم كانوا رافضين لهذا ولكن المشكلة ان الخارجين عليهم ليسوا تحت السيطرة والاموال ليست في ايدي هؤلاء العلماء الافاضل، والابواق ليست متاحة وهذا التيار لم‮ يظهر الآن بعد الثورة ولكنه موجود،‮ وادرك ان المواجهة معه في المقام الأول فكرية ولا تجدي معه إلا المواجهات الفكرية فقط، ولذلك‮ يخشون دائما المواجهة الفكرية والعلمية ويهربون منها‮.‬
‮الوفد‮: هل ثمة دور للأزهر في المرحلة المقبلة في منطقة حوض النيل؟‮
‮- شيخ الازهر‮: نحن من رتبنا لزيارة للمنطقة قبل ثورة‮ يناير،‮ ولعلمك الازهر‮ - علي الرغم من كونه فقيرا‮ - بدأ في ارسال قوافل طبية هائلة بمساعدة بعض اهل الخير والوزارات‮ - الذين امدونا بكميات ادوية‮ - وذهبنا بالقافلة للنيجر في صمت ودون علم احد، وكان مرتبا ان ازور‮ 3‮ دول بعيدة عن حوض النيل، ثم الزيارة الثانية مباشرة له‮ - حتي لا‮ يقال ان الازهر‮ يجري في السياسة في حوض النيل ويترك المسلمين في افريقيا‮ -‬ ولكن جاءت الثورة فأجلنا التفكير في هذا، وقابلت سفير بوروندي وبحثنا الاتفاقيات المتعلقة بالمبعوثين والمنح وعدم التركيز علي كليات الشريعة،‮ ولقد بدأنا في الحاقهم بكليات الطب والهندسة والصيدلة باعتبار هذا اكبر دعم نقدمه للمسلمين في افريقيا‮.‬
‮الوفد‮: هل تعترف الكنيسة بالاسلام؟
‮- شيخ الازهر‮: لا مفر لك كمسلم من الاعتراف بالمسيحية والا لا تكون مسلما،‮ ونحن نعترف بسيدنا عيسي كعبد لله ورسوله والانجيل ككتاب الله والمسيحية كدين، ولكن هو لا‮ يعترف فهذه مشكلته، وما اطلبه منه ان‮ يحترم ديني كدين الهي،‮ وهذا الموضوع‮ يتطلب هدوء من الطرفين فهو لا‮ يعترف بي في شيء وانا لا اعترف به في مستوي معين، وفي النهاية المطلوب الاحترام المتبادل وليس الاعتراف المتبادل، لأن الاعتراف بين العقائد هي ان تترك عقيدتك وتعترف بالعقيدة الاخري،‮ وعندما‮ يعترف بي كعقيدة سيضطر للتخلي عن عقيدته، ومن هنا القرآن لا‮ يجيز الحوار في العقائد لأنه سيكون بغية الاعتراف، وسيصبح صراعا لنفي دين واثبات دين، ولا نستطيع ان ننصب سوقا متساويا بين العقائد ابدا ولا بد ان نبتعد بالحوار عن مستوي العقائد وعلينا ان نتحدث في الاشياء المشتركة بيننا وهي‮ 99‮ ٪‮ من الامور‮.‬
‮‬الوفد‮: منصب شيخ الازهر سوف‮ يكون بالانتخاب، ومن‮ يملك حق الانتخاب‮ يملك حق العزل، وهذا المنصب اجل من ان‮ يمتد اليه العزل، فما تعليقك؟
‮- شيخ الازهر‮: لم‮ يحدث سابقا ان انتخب شيخ الازهر فكان تعينيا وحينما‮ يعين لا‮ يعزل، ولكن النظام الجديد ان كل شيء‮ يكون بالانتخاب، وانا لا اشجع الانتخاب في جو‮ يمكن ان تشتري فيه الاصوات، والثروة تؤثر علي الضمائر والمصالح العليا،‮ فأي شخص لديه قدر من المال‮ ينجح بان‮ يأتي بشيخ الازهر‮.‬
‮الوفد‮: ولكن المقصود ان الانتخاب‮ يكون علي مستوي هيئة كبار العلماء؟
‮- شيخ الازهر‮: أوافق حينما تضمن لي ان هيئة كبار العلماء لن تتأثر او تشتري بالاموال، ومن‮ يملك حق الانتخاب‮ يملك حق العزل هو نفس الشيء للدولة، من‮ يملك حق التعيين‮ يملك حق العزل، ولكن الدولة عندما تعين شيخ الازهر عليها تقول انه‮ غير قابل للعزل، فليكن هذا اذا انتهت الامور أن‮ يأتي شيخ الازهر عن طريق الانتخاب‮.‬
شاهد الفيديو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.