من أجمل قراءاتي في وصف ما حدث من المصريين في محاولة اقتحام كنيسة مارمينا بحلوان، الوصف الذي كتبه د. منصور حسن عبدالرحمن علي صفحته علي الفيس بوك عندما كتب: إذا كان هناك ما يعرف بالتطعيم ضد الحروب فقد أصبح في مصر الآن ما يعرف بالتطعيم ضد الإرهاب. أتفق تماما مع أستاذ الهندسة بجامعة المنصورة وهو أحد الناشطين علي صفحات التواصل الاجتماعي ومن جيل النخبة من الكتاب الذين يمثلون ضميراً لهذه الأمة يحملون آلامها وشجونها ويتطلعون لأن تكون في صفوف العالم المتقدم. بالفعل ما حدث أمس الأول الجمعة في حلوان يؤكد قدرة هذا الشعب وتلاحمه في الشدائد قبل المسرات، بدءاً من الشاب الذي أخذ سلاح أمين الشرطة الشهيد الذي كان ضمن طاقم حراسة الكنيسة وكان أول من استشهد في عملية الاقتحام الفاشلة، مروراً بإمام المسجد المجاور الذي هرع إلي الميكروفون محفزاً الأهالي وداعيا إلي الخروج إلي حماية الكنيسة وروادها كبيت من بيوت الله التي أذن سبحانه أن ترفع ويذكر فيها اسمه. ومهما حاولنا فمن الصعب أن نجد الكلمات التي تجسد ما فعله المواطن صلاح الموجي حينما انقض بكامل قواه علي الإرهابي فور إصابته ووقوعه علي الأرض، جزء من الثانية كان كفيلا بأن يلقي عم صلاح -أو الشيخ صلاح كما يطلقون عليه نظرا لتدينه ولحيته البيضاء- حتفه خاصة عندما استدار الإرهابي موجها سلاحه الآلي إلي صدره، لقد أعماه الله عن استخدام حزامه الناسف أو القنبلة التي كان يحملها وهذا أو تلك كانا كفيلين بتحويل الشيخ صلاح الموجي إلي أشلاء وسقوط عشرات الضحايا قتلي أو مصابين، الرجل لم يفكر في نفسه أو أولاده الثلاثة وأحفاده، كل همه إنقاذ رواد الكنيسة وأهله وجيرانه من محاولة غادرة خسيسة يقتلون النفس فيها بغير حق ولا يدرون أنهم كأنما يقتلون الناس جميعاً. وتبقي ملحوظة مهمة تتعلق بمأمور قسم حلوان البطل فكل ما لديه مسدسه، ليس معه ما يكافئ الرشاش الذي يحمله الإرهابي ورغم ذلك ظل وراءه بهذا المسدس حتي تمكن من اصابته في قدمه وهذه الاصابة في حدها دون أن يقتله تسجل له كضربة معلم آثر أن يظل المجرم علي قيد الحياة، فوجوده كنز معلومات كبير. وقبل أن أختم سطوري أدعو إلي الرفق بعم صلاح الموجي، فمن غير المعقول أن يقول الرجل في احدي الفضائيات إنه يعمل سائق أوتوبيس في مدرسة خاصة ويستنطقه المذيع عن اسم المدرسة تحديدا والمنطقة التي تقع بها، ألم يتعلم هؤلاء المذيعون مما يحدث في شمال سيناء وعمليات الانتقام من المواطنين المتعاونين مع أجهزة الأمن؟ ألا يتذكرون ما حدث لصاحب معرض سيارات بمنطقة الخانكة في التسعينيات عندما كان سببا في وقوع خلية إرهابية في أيدي الأمن وكان جزاؤه الاغتيال داخل معرضه بعد أن احتفي به الإعلام »وصيَّته». أدعو إلي الحفاظ علي الشيخ صلاح الموجي الذي لم يطلب شيئا مقابل ما فعله غير أمنيات الستر من الله عليه وعلي أولاده وأيضا المصريين. اللهم آمين.