في الوقت الذي يجاهد المجلس العسكري والحكومة للحصول علي مصدر يمكنهم من توفير الالتزامات المادية لاستكمال الميزانية لمواجهة النقص الزائد في موارد الدولة نتيجة الأحداث التي عانت منها البلاد في أعقاب الثورة من انعدام السياحة وانفلات الاعتصامات والطلبات الفئوية التي استشرت كالنار في الهشيم في كل قطاعات الدولة وكأنها مرض خبيث انتقل بين أطياف الشعب من له حق.. ومن ليس له. الحكومة مسكينة تحاول جاهدة ان تحقق كل متطلبات الشعب خاصة انها تعلم ان هذا الشعب عاني الامرين علي مدي 03 عاماً من الفساد استولي خلالها الفاسدون علي موارد البلاد. وفي تلك الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد تخرج علينا لجنة النظام الانتخابي بمؤتمر اللا وفاق القومي بمجموعة من التوصيات والمقترحات أهمها وضع مبالغ لحملة الدعاية الانتخابية لكل مرشح من مرشحي رئاسة الجمهورية و»العدد في الليمون«.. والتي تم تحديد سقف لها ب51 مليون جنيه فقط!.. بالاضافة إلي 5 ملايين في جولة الاعادة علي ان تقوم الدولة المسكينة بتمويل تلك المبالغ.. وعلي رأي اللي قال »زغردي ياللي مانتيش غرمانة«.. إن السادة الأجلاء أعضاء اللجنة قبل أن يقوموا بتحديد تلك المبالغ وتكليف الحكومة بتمويلها هل كانوا مجتمعين في كوكب تاني علي رأي الفنان مدحت صالح.. ولا برضوا كانوا معنا علي نفس الكوكب.. أم أصابهم الزهيمر فأصبحوا لا يتذكرون المعاناة التي تعانيها الحكومة لسد الأفواه المفتوحة لزيادة المرتبات.. ولتوفير السلع.. خاصة ان رمضان أصبح علي الأبواب.. الغريب ان هؤلاء السادة هم أنفسهم الذين طالبوا بمحاكمة وزير المالية السابق ووزير الاعلام السابق لانفاقهم المال العام للدعاية لبرنامج الرئيس السابق.. واعتبروا ان هذا اهدار لأموال الشعب.. وهم ايضاً الذين طالبوا الحكومة بضرورة القضاء علي رؤوس الفساد الذين اغتصبوا حقوق الشعب.. وتوقيع اقصي العقوبة عليهم واسترداد تلك الاموال لأنها حق الشعب.. هل تناسي هؤلاء ان هذه الاموال الطائلة التي يطالبون بانفاقها علي حملتهم الانتخابية هي نفس أموال الشعب.. أم حق مكتسب.. حلو لهم وحش علي غيرهم.. لا يا سادة انتم غافلون فهذه الأموال هي أيضاً أموال الشعب وهو أحق بها.. فهي يمكن أن توظف الشباب.. ولتمويل المبالغ المطلوبة لزيادة الحد الأدني للأجور والذي يطالب به الموظف الغلبان الذي عاش عمره كله علي الكفاف من قلة مرتب .. وأن يعلموا أن هذه الأموال الباهظة التي يطالبون بها لتحقيق مطالبهم من أجل السلطة.. وصرفها علي حملتهم هي حق الشعب الكادح.. فنحن لم نطلب منهم الترشيح.. ومن يرغب »يفنجر من جيبه«. الأخ والصديق.. والزميل الغالي جميل جورج حمدا لله علي سلامتكم تمنياتنا لك بالشفاء العاجل والرجوع إلي مكتبك وزملائك الذين يحبونك.