أفقيا: أخشي أن نستيقظ بعد عام علي برلمان ورئيس جديدين دون تغييرات جذرية في بنية الحكم تنقلنا لعصرالحرية التي انفقنا عمرنا كله نحلم بها. لا تنسوا أن نفس النائب العام الحالي الدكتور عبد المجيد محمود -ونحسبه شريفا نزيها - لم يستطع قبل 25 يناير تحريك الدعوي الجنائية ضد جميع الفاسدين من اول مبارك والعادلي حتي أصغر فاسد لأنه معين بقرار من رئيس الجمهورية، فكيف يحبسه؟ وحين سقط الرئيس تمكن النائب العام من تحويل الجميع للقضاء. من هنا نريد تأسيس مبدأ قانوني يتم فيه تحريك الدعوي الجنائية ضد اي رأس في البلد مهما علت لأنه لو استمر الوضع الحالي توقعوا طبعة جديدة من مبارك او السادات او عبد الناصر، طالما ظل تعيين النائب العام بقرار من رئيس الجمهورية الذي يملك عزله اذا عصاه. النائب العام هو صاحب أخطر منصب في البلاد اذ ينوب عن الشعب في مواجهة جميع المجرمين. ونقطة البدء الصحيحة أن يعين المجلس الأعلي للقضاء النائب العام ويكون له حق عزله حتي يمكن تحصين صاحب المنصب ضد تغول السلطة الرئاسية او التنفيذية. نحتاج الي بنية دستورية قانونية تعطي لمحتسب العصر الحديث (النائب العام) الحق من البداية في إبعاد الفاسدين عن تولي كبري المناصب ، فلا يتولي ضابط المخابرات المفصول من الخدمة في قضية انحراف المخابرات عام 1968والمحكوم عليه بالسجن عامين (صفوت الشريف) منصب رئيس هيئة الاستعلامات اوائل الثمانينيات ثم وزيرا للاعلام في منتصفها ورئيسا لمجلس الشوري عام 2004 . ويصبح الآمر الناهي في الاعلام، يخفض اقواما ويرفع آخرين . ألم يدقق احد في صحيفة حالته الجنائية؟ لا نريد أن نترك الامور بعد الان للرغبات الشخصية للحاكم اذا غضب علي احد حاكمه واذا رضي عن آخر، تغاضي عن فساده. ولا تنخدعوا بالبدايات الديمقراطية لحكام مصر، لان مبارك الذي أفرج عن المعتقلين السياسيين في بداية عهده واستقبلهم في قصر الرئاسة هو نفسه الذي تهكم عليهم في افتتاح آخر مجلس شعب مزور وقال عن برلمانهم الموازي"خليهم يتسلوا". والسادات الذي أحرق تسجيلات وزارة الداخلية التي تنصتت فيها علي المواطنين وهدم سجن القلعة في بداية حكمه، هو نفسه الذي بني سجونا اخري عديدة ووضع فيها جميع أطياف المعارضة قبل شهر من إغتياله. وعبد الناصر الذي وضع ضمن اهداف الثورة إقامة حياة ديمقراطية سليمة، كان أول من انقلب عليها في أزمة مارس 1954 ومات ومصر ديكتاتورية بالثلث. لايجب ترك الامور بعد الان لمزاج وهوي الحاكم، فكل شيء يجب ان يضبط دستوريا وقانونيا حتي تغرب شمس الاستبداد عن مصر بعد أن جثمت علي انفاسنا 60 عاما . كفانا لدغا من نفس الجحر ثلاثة عهود، يبدأ فيها الحاكم خلال شهر العسل مع الشعب ولا أنزه ولا أكثر ديمقراطية من كده، وبمرور الايام يظهر الوجه الآخر، العبوس القمطرير مع كل من يتجاسر ويفتح"بقه". مصل ثورة يناير "طعمنا"ضد لدغات حيات الديكتاتورية. (2) بدلا من مليونية ستر مصر - إقتصاديا طبعا - خرج علينا البعض يدعو الي مليونية المايوة البكيني ردا علي حملة المليون لحية التي أطلقها السلفيون. حملة المايوه القطعتين هي بالتأكيد نوع من التهريج في وقت لا يحتمل ذلك، واذا كان واجب الوقت يرفض قطعا المليونية الاولي، فأن فقه الاولويات يؤجل الثانية لأن بناء البلد عبر مليونية الانتاج مقدم علي إعفاء اللحية. رأسيا : (3) اراد الرئيس الليبي معمر القذافي أن يكحلها فعماها، اراد أن يثبت للعالم انه حي يرزق فظهر وهو يلعب الشطرنج مع الرئيس الروسي لاتحاد اللعبة. لعب القذافي دون ان يدرك انه حرق كل وزرائه (إنشق معظمهم) وهدم طابيته وقتل عساكره وكش ملك. كيف يأتي للقذافي بال للعب الشطرنج وكتائبه تقتل اللبيين والناتو يقتل الاثنين ويهدم ليبيا علي رؤوس ساكنيها من الطرفين. وحين تنتهي المعركة ستكون ليبيا قد عادت للعصور الوسطي، ولن يبقي القذافي حتي قائد طابية الشطرنج. متلازمة الكرسي بعد42عاما في السلطة لابد وأن تؤدي الي الخرف. (4) يصلي أردوغان ويصوم رمضان .. ويغني.. يزكي عن ماله ويحج ويعتمر.. ويغني.. ترتدي زوجته امينة خانو الحجاب.. وتغني .. تحنو وتتصدق علي الفقراء .. وتغني وتناجي زوجها بأشهر أغنية عاطفية في تركيا باسم "كل شيء يذكرني بك". لم يخرج احد عليهما في تركيا ليقول "من البارحة والغناء لا ينقطع من دار ابن اردوغان الفاسق الفاجر"... لم يخون احد اردوغان ويقول انه يؤسس لدولة دينية حين حاول ان يلغي حظر ارتداء الحجاب في الجامعات، ولم يكفره احد لانه يؤسس لدولة مدنية عندما أعلن انه سيعمل حتي لصالح ال50٪ التي لم تعطه اصواتها.. انتخب تركي من كل إثنين حزب العدالة والتنمية بزعامة الباشبكان (رئيس الوزراء) اردوغان.. لم نسمع سفسطة الدستور اولا أم الانتخابات اولا، بل صراع بين مشروع لنهضة وتقدم تركيا باستلهام قيم الاسلام يمثله حزب العدالة والتنمية، وآخر علماني متطرف يستبعد الدين تماما وجربه الاتراك أكثر من 30 عاما علي يد اليمين واليسار ولم يزد تركيا الا خرابا وفسادا. نقول للطيب اردوغان. رجب هات صاحبك عندي! (5) كان عندنا قبل الثورة: نظيف ورشيد وأمين وحبيب وغالي ومبارك، لكن كنا محتاجين "مخلص" و"نزيه" و"شريف".