عندما نزلت الاديان السماوية.. الداعية الي التسامح والمحبة وعبادة الله، سبحانه وتعالي، آمن بها المصريون دون إكراه أو اجبار.. وتمسكوا بأداء شعائرها عن اقتناع. والتاريخ الحديث يقول إن المسلمين والمسيحيين واليهود، عاشوا معا جنبا إلي جنب علي أرض مصر في سلام ووئام.. وان المسجد يجاور الكنيسة، والاثنان يجاوران المعبد.. وان المصريين.. كل المصريين.. تسود بينهم الاخوة ويلتزمون بالوسطية التي لا تعرف التعصب أو التطرف.. والذين يتقافزون الان علي الساحة، ويزعمون ان مصر تعيش الان انفلاتا اخلاقيا، وانهم يعتبرون أنفسهم دعاة ورسلا كلفهم الله عز وجل بنشر الهداية والصلاح والتقوي.. هم في حقيقة الأمر لن يخدعوا الناس بجلاليبهم البيضاء ولحاهم المنفوشة، الكوفيات التي يضعونها فوق رؤوسهم!! في الاسبوع الماضي أعلن »الشيخ« السلفي محمد حسان، أمام المؤتمر الإسلامي الخامس لأنصار السنة المحمدية في بورسعيد، ان مصر تواجه الآن أزمة اقتصادية، وان حال البلاد لن ينصلح بوضع دستور جديد، أو سن قوانين »لا تنبع أساسا من منهج رب العالمين«.. ومعني ذلك ان بسلامته يريد اقامة دولة دينية، يقودها مشايخ بجلاليب وذقون!! إن »مشايخ« الاخوان، والسلفيين الذين يتسابقون الان لكسب ود الجماهير، ويتهمون الإعلام المرئي والمقروء الذي ينتقد تصرفاتهم وسلوكهم، بأنه يسيء إلي الدين عندما يسيء إليهم.. لا يدركون أنهم بقولهم ذلك إنما يسيئون فعلا إلي الدين الذي يزعمون أنهم يتحدثون باسمه!!