تحتفل فرنسا والعالم كله في التاسع عشر من فبرايرالقادم بالذكري ال " 198 " لرحيل عالم الاثار الفرنسي " أوجست مارييت باشا " المسمي باسمه الشارع الذي يقع علي امتداد ميدان التحرير في الجهة المقابلة مباشرة للمتحف المصري،" أوجست مارييت" جاء إلي مصر في 1850 في مهمة رسمية من قبل "متحف اللوفر" بباريس للبحث عن مخطوطات قبطية في الأديرة المصرية والتنقيب عن الآثار القديمة التي يمكن حملها إلي اللوفر، لم يعثر مارييت علي المخطوطات المطلوبة فركز جهده في التنقيب، وفي عام 1855 نجح في شحن ما يقرب من سبعة آلاف قطعة أثرية إلي باريس لحساب الحكومة الفرنسية، وفي 1857 أنبه ضميره علي ما ارتكب فعاد إلي مصر ونذر نفسه لحماية الآثار المستباحة، واستطاع الحصول من الوالي سعيد باشا علي فرمان يحظر تماما ان يمس أي حجر أثري، وسجن كل من يقدم علي نهب المعابد القديمة، وتم تعيينه مديرا لمصلحة الآثار المصرية، وحصل علي لقب " بك " وبعد فترة وجيزة حصل علي لقب " باشا ". اجتهد مارييت في البحث والتنقيب ونقل الآثار المكتشفة إلي مخازن علي ساحل النيل في بولاق، وحقق مكانة رفيعة لنفسه وأصبح المهيمن علي الآثار ومنع الولاة والأمراء من التصرف فيها كما كان يحدث، وعلي يديه تحولت مخازن بولاق إلي متحف رائع، حين اشتد المرض علي مارييت، كان في رحلة بحرية تنقله من ايطاليا لوطنه فرنسا، أيقن أنه سوف يموت وأجله قد اقترب فصمم علي الرجوع إلي مصر التي عشقها كي يدفن فيها، كان منزله بالقرب من متحف بولاق الذي أسسه، صمم علي أن يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام أفضل تمثال قام باكتشافه للملك خفرع، وأمر بأن يوجه سريره ناحيته، توفي الفرنسي أوجست مارييت عام 1881 في عهد الخديو توفيق ودفن في حديقة متحف بولاق، تم نقل رفاته إلي مقر المتحف المصري الجديد في التحرير في احتفال مهيب لحديقة المتحف عام 1906 بعد 4 سنوات من افتتاح المتحف، دفن في مقبرة من الرخام الأبيض والجرانيت ووضع بجوار المقبرة تمثال له من البرونز كتب عليه "مارييت باشا.. عرفانا من مصر". كثيرون لا يعرفون أن "مارييت باشا" هو مؤسس أول متحف للآثار في مصر، وكثيرون لا يعرفون من هو " مارييت باشا" الذي سمي علي اسمه شارع بميدان التحرير، وربما لا يعرف الكثير أنه من الاساس مدفون في المتحف بميدان التحرير، وهناك خطأ شائع لدي المصريين عند نطق اسمه وهناك خطأ ايضا في "اللافتة" التي تحمل اسمه في الشارع فالصحيح انه " مارييت " وليس " ميريت "، وقد وصفه الخديو إسماعيل بأنه الرجل الأقوي في متحف بولاق، الحارس الأمين لآثار مصر، وقال الخديو انه كان يتخوف منه عندما يطلب منه ملك أو ملكة أوروبية قطعة أثرية فكان يتجنب ذلك، وذكر الخديو ان الملكة أوجيني طلبت منه اثناء افتتاح قناة السويس أن يهديها قطعة صغيرة من مجموعة "اياح حتب"، وهي عبارة عن جعران، فأجابها بأن هناك من هو أقوي منه في متحف بولاق، وهو أوجست مارييت باشا، وعندما طلبت الملكة أوجيني القطعة الأثرية من مارييت رفض إعطاءها لها، مفضلا التخلي عن كل الألقاب التي كانت ستمنحها له، صار متطرفا في حب آثار مصر، وخاض الكثير من المعارك لكي لا تخرج الآثار المصرية خارج البلاد، مرددا تساؤلاته: "متي يأتي الوقت الذي يحب المصريون آثارهم؟". هل استعدت الدولة المصرية ممثلة في وزارة الآثار للاحتفاء بالرجل الفرنسي الذي حافظ علي آثار مصر ، أكثر من المصريين؟! .