في البداية يستقبلنا الناقد الكبير د.محمد عبد المطلب بمفاجأة حيث يبلغنا بأن القرار الصدمة أحيا لديه الفكرة التي كانت تراوده منذ زمن وهي إعداد دراسة شاملة عن القصائد والأشعار التي تناولت المشروع العربي وقضايا الوحدة ومن بينها القصائد الفلسطينية القديمة والحديثة، فبمثل ذلك يتصدي الأدباء والمبدعون لمحاولات طمس الهوية والاعتداء علي الحقوق. وبعد أن هدأت قليلا حدة غضب الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة قال: هذه الصدمة إما أن تجعلنا نفيق أو تفقدنا الأمل، ومعني أن تدفعنا إلي إفاقة أن نتوحد فعلا، أن نبصر الطريق إلي القدس، وإلي حقوقنا كلها، وليس إلي القدس فقط وأظن أن العالم العربي الآن، في حالة مراجعة، وعليه أولا أن يصفي خلافاته. ويقول الشاعر الكبير أحمد سويلم: مشكلة التفرق العربي عامل من العوامل التي ساعدت علي تغيب دور القدس في الوجدان، وكان من المفترض من الانتفاضة الأولي في التسعينيات أن تنتبه إلي أهمية تجميع الرأي العالمي حول أن القدس عربية. وتقول الشاعرة آمال شحاته: فكرة وحدة الشعوب العربية ليست جديدة علينا وقد حدثت قبل ذلك من أيام وحدة مصر وسوريا، وكلنا يعلم أن الطريق الوحيد لاسترداد حقوقنا، والمحافظة علي أراضينا لن تكون ولن تحدث إلا إذا توحدنا كأمة عربية لديها من الخيرات والمميزات، ومن ينظر إلي حالنا المؤسف كما يقولون يجد أن مصر هي الوحيدة التي تقف بكل طاقتها في مواجهة الغدر والخسة. ويقول الأديب محمد خير: لا أعتقد أنه »ينبغي» علي الأديب أن يعرف بقضية معيّنة أو بغيرها، وإنما تظهر القضايا التي تسكنه في أدبه بصورة تلقائية دونما اشتراط أو »واجب». ويقول الأديب منير عتيبة: لا عاصم لنا سوي الحفاظ علي الذاكرة التي تعي كل دقائق القضية وتفاصيلها حتي يأتي جيل آخر في لحظة زمنية مختلفة يكون قادرا علي القيام بفعل إيجابي. ولن يستطيع الاحتفاظ بمثل هذه الذاكرة كالفن والأدب. ويقول الأديب والناقد د. أحمد الخميسي: حين نتحدث عن دور الأديب في التعريف بقضية القدس أو بغيرها من القضايا فإننا ننتقل من دور الأديب الإبداعي إلي دوره الاجتماعي والسياسي وهو دور مطلوب، في ذلك السياق أذكر كلمة لكاتب روسي عظيم يقول: »لست ملزما أن تكون شاعرا، لكنك ملزم أن تكون مواطنا». الأديب والناقد حاتم حافظ.. لا أظن أن من مهام الكاتب التعريف بأية قضية. تلك مهمة الإعلامي والسياسي والتاريخي، مهمة الكتابة هي بحسب ماركيز علي الأقل الوقوف بجانب الضحية، بالتفكير في قضية مزمنة كالقضية الفلسطينية فإن الكتابة لمناصرة فكرة العدل هي كتابة مفيدة للضحية، والكتابة لطرد شبح كراهية الجاني كذلك. وتقول الأديبة الشابة د.سالي مجدي: قضية القدس هي قضية كرامة وعزة ودين ووطن فلابد أن نرسخ كأدباء قيمة الأرض في عقول وأذهان الشباب فما لاقاه هذا الجيل من استهانة بالأرض وسهولة التخلي عنها تحت أي مسمي ومبرر فلابد من استرجاع قصص القدس التاريخية التي تمس المرجعية العربية (مسلم منها ومسيحي) مثل تحرير صلاح الدين للقدس. بينما تقول الأديبة الشابة مريم حسين: دور الأديب هو تناول قضية القدس في الأعمال الأدبية منذ اتفاقية سايكس بيكو إلي الآن وخلط الجزء الدرامي بالحقيقي بشكل يشجع الأجيال الحالية علي القراءة حيث إن علاقتها بالقراءة ليست جيدة. وفي الختام تقول الأديبة الشابة مروة جمال: للأدبِ قوّة - لا شك - سنُحاسَب إن لم نستغلّها بالشكل الصحيح، شيئًا فشيئًا تبهت صورة التاريخ في أذهان البعض، ربما بسبب تزاحم الأحداث وتلاحقها، وربما بسبب تقصير الأدب في نقل الصورة حيّة؛ إذ لم يعد الأدب مجرد تلك القوة الناعمة التي قد لا تؤثر في الأذهان، ولذلك؛ فإن فلسطين التي كاد أن يمحوها الألم، سيُحييها القلم.