لم تنجح تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من الشبورة في منع البعض من المخاطرة حيث خرجوا منذ الصباح الباكر وواجهوا الضباب لتكتب رحلاتهم »حكايات الشبورة» التي كانت نهايتها مأساوية في بعض الأحيان، حيث شهدت الطرق المختلفة العديد من الحوادث التي انتهت بوفاة 3 مواطنين وإصابة 19 آخرين، كما تعطلت حركة المرور في العديد من الطرق والمحاور. من جانبها أكدت الأرصاد الجوية استمرار الشبورة المائية التي تصل لحد الضباب علي الطرق الصحراوية والقريبة من المسطحات المائية اليوم وغداً. ففي الغربية أصيب 7 مواطنين في حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وتريللا علي طريق طنطا المحلة وتم نقل المصابين إلي قسم الطوارئ بمستشفي المحلة العام. وفي الزقازيق لقي 3 أشخاص مصرعهم إثر تصادم سيارة نقل وأخري نصف نقل علي طريق القاهرةالاسماعيلية كما أصيب 12 آخرون إثر انقلاب سيارة ربع نقل علي الطريق الاقليمي بالقرب من العاشر من رمضان. وفي القليوبية شهد الطريق الحر »شبرا الخيمة - بنها» حالة من الارتباك في حركة السير صباح أمس بسبب كثافة الشبورة علي الطريق الزراعي وتكرر تعطل مطالع الطريق بسبب سيارات النقل مما أدي إلي إغلاق الطريق 4 ساعات قبل ميعاد فتحه. من ناحية أخري أعلنت الإدارة العامة للمرور إغلاق طريق القطامية العين السخنة وطريق السويس ومحور روض الفرج ومحور الضبعة المتجه إلي الاسكندرية الصحراوي لانعدام الرؤية في الشبورة المائية، كما قررت الإدارة وضع مساعدات فنية مثل الطواحين الهوائية كما أهابت بقائدي السيارات الالتزام بتعليمات رجال المرور حفاظا علي سلامتهم، وكانت الإدارة قد أعلنت عن إغلاق طرق بورسعيد القنطرة والاسكندرية الصحراوي وطريق أسيوط الغربي أمام حركة المرور. وشهدت شوارع وميادين القاهرة أمس كثافات مرورية في الصباح الباكر بسبب الشبورة. ورصدت »الأخبار» تعامل المواطنين مع الشبورة حيث أكدت درية محمد »موظفة» أنها وصلت إلي عملها متأخرة وقالت كنت أدعو الله أن يسترها ولا تحدث حوادث من الرعب علي الطريق، وأضافت ان إغلاق المحور تسبب في وصولها إلي عملها متأخرة 4 ساعات والمسافة لا تستغرق أكثر من 45 دقيقة، وأشارت إلي أن أبناءها وصلوا إلي أعمالهم متأخرين وتكبدوا خصومات مالية. وأكد محمد شعبان، علي المعاش، أن الشبورة المائية تسببت في تعطل الكثير من أعماله وتأخره عن إنهاء أوراق مهمة له ناهيك أنه طوال الطريق كان يخشي من حدوث أي مكروه نتيجه الرؤية. »الشبورة عطلتنا وخدت الطريق من الاسعاف لحد رمسيس في ساعة ونص» هكذا عبر شريف بكر، سائق، عن غضبه الشديد، وأضاف انه بسبب الشبورة تم اغلاق الطريق الدائري مما أدي إلي حدوث شلل مروري وتكدس شديد الأمر الذي جعله بالكاد استطاع ان يقوم» ببنديرة» واحدة. قال أحمد البسيوني، دكتور أطفال بأحد المستشفيات الحكومية، إن الشبورة تسببت في صعوبة وجود مواصلات له ولكثير من زملائه مما أدي إلي وصولهم جميعا متأخرين. وأوضح أن هذا التأخير تسبب في تكدس المرضي وحدوث الكثير من المشاجرات والمشاكل بين المرضي والأطباء نتيجة عدم وصول الكثير من الأطباء للقيام بأعمالهم في أوقاتهم المحددة.. »حالنا وقف وخسرت أكثر من 30 ألف جنيه في اليوم الواحد» كانت أول الكلمات التي بدأ بها »طه عبده» مدير تنفيذي بإحدي شركات الاتصالات، حديثه ل »الأخبار». وأوضح أن سبب هذه الخسارة هو معايير الأمان التي تلزمه بالحفاظ علي حياة عماله خاصة أن تخصص عمله هو صيانة أبراج الاتصالات والذي يعني وقوف العمال علي مسافات مرتفعة عن الأرض وبالتالي يكون العمل مستحيلا في أوقات الشبورة حفاظا علي حياة عماله.