بغض النظر عن الساعات المرهقة الطويلة التي نقضيها في عيادات بعض الأطباء.. وبعيدا عن أسعار الكشف التي تقفز لأرقام تصيبنا بارتفاع في الضغط وتكاد تعصف بقلوبنا الواهنة.. وبصرف النظر عن الكلمات المقتضبة السريعة التي يتعامل بها بعض الأطباء مع أوجاعنا واللامبالاة التي يقابلون بها آلامنا.. وتجاوزا لتضارب مدارسهم ونقد بعضهم لبعض بشكل يربك المريض ويدخله في متاهة مرهقة لايعرف الخروج منها ولايدري أي تشخيص أدق وأي علاج فعال ويضطر في النهاية لأن يستفتي قلبه ويتوكل علي الله ليقينه بأن بيده وحده الشفاء.. بالطبع لن يعفيه اختياره هذا عن قائمة طويلة من الأدوية في الغالب تكشف إما عن ضعف مستوي الطبيب المعالج أو ميله لشركات أدوية بعينها.. رغم كارثية مايحدث للمريض الغلبان في رحلة العلاج المرهقة والتي يتحملها مضطرا عاجزا بفعل ضعف الجسد وقلة الحيلة بفعل خواء الجيب.. إلا أن قسوة بعض أطبائنا لم يعد لها حدود.. تعكسها تلك الحالة من التعالي والنرجسية في التعامل مع المرضي.. تصل لحد العصبية والترفع عن سماع الشكوي والتهكم في الإجابة علي كل مايشغل ويؤلم المريض ..أعرف أن ضغوط الحياة صعبة وطريق الطبيب للنجاح صعب إن لم يكن بالفعل وعرا وعسيرا. أقدر حجم الأعباء المادية والعصبية والجسدية التي تحملها ليصل لتلك المكانة.. ولا أنكر الالتزامات الثقيلة التي يتحملها كي يعوض لأسرته انشغاله وبعده الطويل والدائم عنهم.. ومع ذلك تبقي كل هذه المبررات واهية أمام وجع مريض يتعلق بكلمة من طبيب.. ينتظر نجاة من آلامه علي يديه.. يدبر أموره بالكاد ليدفع ثمن الكشف ولايعلم غير الله وحده كيف سيدبر حال أسرته لو طالت مدة المرض وزادت تكاليف العلاج.. كل هذه المآسي لاتدور بالطبع في عقل الأطباء إياهم فهو في نظرهم مجرد حالة.. قليل من الرحمة ياسادة وتذكروا قسم أبقراط بأن تحافظوا علي الناس كرامتهم وتكونوا علي الدوام من وسائل رحمة الله..