قالت شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الأمريكية أمس إن رئيس زيمبابوي روبرت موجابي وافق علي التنحي ووضع مسودة خطاب استقالة بعد أن تجنب الرئيس أي ذكر للاستقالة في خطاب للأمة غير متماسك أدلي به مساء أمس الأول. ونقلت (سي.إن.إن) عن مصادر مطلعة علي المفاوضات مع جنرالات الجيش الذين استولوا علي السلطة في هراري الأسبوع الماضي قولها إن مسودة خطاب الاستقالة أعدت بالفعل. وأضافت أنه بموجب اتفاق الاستقالة سيحصل موجابي وزوجته جريس علي حصانة كاملة. ومُنح موجابي مهلة حتي ظهر أمس ليتنحي عن منصبه وإلا فسيبدأ حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية الحاكم إجراءات عزله. وانقضت المهلة دون حديث عن مصير موجابي. وقال مصدران سياسيان كبيران في زيمبابوي أمس إن الرئيس روبرت موجابي وافق أمس الأول علي الاستقالة لكن حزبه الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية الحاكم لم يرد له أن يستقيل أمام القادة العسكريين وهو ما كان سيجعل تدخل الجيش يبدو انقلابا. وقال أحد المصدرين وهو ينتمي للحزب الحاكم »كان الأمر سيبدو سيئا للغاية إذا استقال أمام هؤلاء الجنرالات. كان سيخلق قدرا هائلا من البلبلة». وقال المصدر السياسي الآخر إن خطاب موجابي كان يهدف إلي إضفاء الشرعية علي تحرك الجيش. وكان الرئيس موجابي ألقي خطابا للأمة نقل مباشرة علي التلفزيون، ولكنه لم يعلن استقالته كما كان متوقعا. وظهر موجابي محاطا بقادة الجيش ومسؤولين في الدولة، وهو يقرأ خطابا مطولا تطرق فيه إلي أوضاع البلاد، والحزب الحاكم. وأكد أنه سيشرف بنفسه علي فعاليات مؤتمر الحزب خلال أسابيع. وعينت اللجنة المركزية للحزب الحاكم في وقت سابق أمس الأول إمرسون منانجاجوا رئيسا جديدا للحزب. وقد عزل موجابي نائبه منانجاجوا منذ أسبوعين، في خطوة قيل إنها تمهيد لتعيين زوجته، جريس موجابي، رئيسة للبلاد، مما دفع الجيش للسيطرة علي مقاليد السلطة يوم الأربعاء. من جانبه، قال زعيم قدامي المحاربين في زيمبابوي كريس موتسفانجوا أمس إنه سيبدأ إجراء قضائيا لإضفاء الشرعية علي تحرك الجيش ضد موجابي. فيما قال مورجان تسفانجيراي زعيم المعارضة أمس إن رفض موجابي الاستقالة ثبط الروح المعنوية للمواطنين ودعا إلي عملية سياسية شاملة في أعقاب التدخل العسكري الأسبوع الماضي. وقال إنه يجب أن يكون هناك اجتماع لجميع أصحاب المصالح لصياغة مستقبل البلاد مع ضرورة أن يشرف المجتمع الدولي علي الانتخابات المقررة العام المقبل. من جانب آخر، أرسل إدجار لونجا رئيس زامبيا الرئيس السابق للبلاد كينيث كاوندا إلي هراري لإقناع موجابي بالتنحي عن منصبه في »خروج كريم» بعد أن استولي الجيش علي السلطة الأسبوع الماضي. في الوقت نفسه، قال متحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أمس إن موجابي خسر تأييد شعبه، وحث علي التوصل لحل سلمي وسريع للموقف السياسي الغامض هناك.