جرح الوطن مفتوح والدم كان شلال ولإمتي ياحلمنا تايه في ألف سؤال برئ وإيه تهمته غير إنه كان إنسان قدر يقول كلمته ويواجه الطغيان دفع حياته تمن بإدين بشر ظالمين واحنا اللي شيلنا الكفن ! واحنا اللي ليه ساكتين ؟؟ خالد ضحية وطن فيه الضعيف مكسور الحق فيه اتسجن ومين عليه الدور ؟ ياشعب ليه تندفن بين الحياة والخوف اكسر جدار العفن يمكن ساعتها تشوف بهذه الكلمات افتتح الشاعر الغنائي الجميل أحمد قدري أمسية الجمعية الوطنية للثقافة والتنوير الخميس الماضي، وتلقفتها منه الفنانة عزة بلبع صوت الثورة وبشارتها لتصدح بها بين جموع الجمعية الوطنية بالإسكندرية وهي تحيي ذكري خالد سعيد مفجر الثورة المصرية الحقيقي، اشتعلت القاعة بالتصفيق وهي تشدو بصوت العذوبة واللوعة والشجن: خالد ضحية وطن فيه الضعيف مكسور، الحق فيه اتسجن ومين عليه الدور ؟ واحنا اللي شيلنا الكفن ! واحنا اللي ليه ساكتين ؟. دمعت العيون مع صوت عزة بلبع الذي استعصي علي الزمن ومحاولات التطويع والتركيع لتقف أبية ثائرة تردد ومعها الشباب والبنات والشيوخ والسيدات: ياشعب ليه تندفن بين الحياة والخوف؟ اكسر جدار العفن يمكن ساعتها تشوف. الله عليك يا وأحمد ياقدري ياشاعر الجمعية الوطنية الفنان. وكان بين الحضور شيخ المحامين رأفت نوار رئيس هيئة الدفاع في قضية خالد سعيد ومعه الدكتور أمين الخولي والأستاذ عصام السعدني المحاميان عن القضية. جرح الوطن مفتوح، كان ولايزال يقاوم العبث والفساد ويصنع الثورة ويحارب التآمر والغباء وقصر النظر والتضليل والخلط العامد للأوراق وتشويه الرموز. هو نفس السيناريو الغبي الذي أنكره الضمير الجمعي وهب في مواجهته عندما تآمر إعلام بليد جاهل راح يشوه خالد سعيد ويغتاله معنوياً بعد تصفيته جسدياً. ولأن خالد استعصي علي فساد الشرطة واستبداد نظام اعتقل مصر وألقي بها في غياهب سجون التخلف والفشل والظلم قتلوه بدم بارد وحاولوا غسل أياديهم الآثمة بإراقة ماء وجهه بإدعاءات الإدمان وتجارة المخدرات والصياعة والضياع، ولولا شرفاء الإسكندرية ونضالهم لإستعادة الحق المستباح وتحرير الوطن المسلوب لما قامت الثورة التي انطلقت شرارتها من الإسكندرية واختطفتها القاهرة ووكلاء الثورة والأدعياء والمزيفين بكل أنانية، ودلسوا علي شباب خرج ضد الظلم فإذا به يتحول بمؤامرة حيكت ضده ليأكل رفاقه ويشوه رموزه وتختلط عليه الأوراق. وكما ظلم خالد سعيد حياً وميتاً باسم وأحكام النظام الفاسد يظلم اليوم وباسم الثورة رجال وقامات وقيم. خالد سعيد لم يكن رمزاً للثورة فحسب وإنما كاشف للمؤامرة علي الثورة لتفريق صفوفها وكسر إرادتها وتشويه رموزها. وتنطلق الشائعات لاتترك أحداً وإذا بالبرادعي الذي بشر بالثورة وافتتح أعمالها يتحول بالأكاذيب عميل أمريكي وضد الفضيلة وعلماني كافر ومتآمر علي تدمير العراق، وإذا بعمرو حمزاوي باحث بمعهد كارنيجي الموالي للحركة الصهيونية عاد لمصر قبل الثورة بيوم ليؤدي دوراً مشبوهاً، فأمه يهودية ومنفذ للأجندة الأمريكية وعضو سابق في أمانة السياسات وإذا بأسامة الغزالي حرب عميل أمريكي يستقبل السفير الإسرائيلي في مكتبه ويشرف علي ترتيبات التوريث لأمين السياسات وإذا بنجيب ساويرس صنيعة أمريكية زرعوه للإلتفاف علي مكاسب الثورة يكون حزب المصريين الأحرار بديلا للحزب الوطني ولضرب الحركة الوطنية ومحاربة التيارات الإسلامية، وإذا بمحمد السعدني والجمعية الوطنية من فلول الحزب الوطني والثورة المضادة، وهراء كثير من هذا القبيل، إنها لعبة قديمة تحدث عنها مالك بن نبي وشبهها ب "مرآة الكف" ودور القوي المعادية للإستقلال والوطنية ومحاولاتها في تشتيت الإنتباه وتعتيم الصور والتخوين والتهوين والتلوين وتشويه الرموز وتعطيل مشروع النهضة. إن من يدعون أننا نقوم بمحاولة لتشكيل مجلس وطني لحماية الثورة بديلاً لذلك الذي يضطلع بعبء أعماله الوطنيين الشرفاء من أمثال عبد الرحمن الجوهري وأبو العز الحريري وغيرهم واهمون، فقد علقنافي الاجتماع الأول الناجح الذي عقد الاثنين 30 مايو والذي كتبت عنه لحين حضورهم، ونحن معهم في رفضهم لكل قوي الإنتهازية التي زيفت حياتنا السياسية وكرست للفساد والوصولية واحتراف ضرب المشروع الوطني للتقدم، بل علي العكس فقد قدمت إلينا تأكيدات بحضورهم واشتراكهم معنا في اجتماع برج الثغر، مما شجعنا علي التقدم بالمبادرة والحضور. وأحسبهم كانوا أيضاً مثلنا عرضة للإنتهازيين والباحثين عن دور للقفز وغسيل السمعة ولقد سبق أن كتبت عنهم في مقالات سابقة وحذرت من خطورتهم علي مسارات الثورة وأهدافها. وللأسف يستخدم في هذا السيناريو المغرض شباب شرفاء تحركهم الوطنية والغيرة علي صالح الوطن ليغرر بهم ويركب موجتهم بعض من متعهدي التهييج والتهريج والمتاجرة بالمواقف المفتعلة والتربح من ورائها. نحن نعرف ربما قبل غيرنا أننا رفاق مسيرة عسيرة وصورة حشد، وأننا شعب قد يبيت طويلاً علي الطوي لكنه يأبي أن يبيت علي ظلم. ونختم مع عزة بلبع وهي تغني في الجمعية الوطنية لمصر: آدي كلمة من عذابي قلتهالك، باقي كلمة من حنيني صنتهالك في الضلوع من دنيا ظالمة، كنت خايف يلمحوها يقتلوها في سكة ضلمة، شقشقت والنور بشاير زهرة الصبار يا سلمي، يا نسيم الشوق يا طاير خد لمصر الصبح كلمة. طول ما يبقي الركب ساير بالبصاير والعنين يبقي ضامن يمشي آمن يبقي شايف يمشي فين.