تظل قصص الابطال الذين بذلوا ارواحهم ودماءهم الذكية فداء للوطن هي الدروس والعبر التي يستفيد منها المصريون في صنع الحاضر والمستقبل ومن ضمن هؤلاء الابطال الشهيد النقيب مينا عزت زكي ابن مدينة بني سويف الذي بذل روحه ودمه من اجل ان تنعم مصرنا بالامن والامان يوم 14 اغسطس 2013 الذي لم يكن هو النهاية الخاتمة لاعتصام دام أكثر من 45 يوما في ميدان رابعة العدوية وإنما امتد الصراع بين المصريين وبين اعضاء الجماعة الارهابية لأيام متصلة استطاعت فيها الشرطة المصرية القضاء علي كافة بؤر الارهاب، ليسقط معه عدد من شهداء الشرطة، بينهم النقيب مينا عزت الذي رغم مرور 4 سنوات علي استشهاده مازالت جراح اسرته غائرة، وصورة فلذة كبدهم تحاصرهم، ولا تفارقهم »الاخبار» انتقلت إلي منزل الشهيد لنجد صورته أعلي زاوية الحائط وفي كل أركان المنزل وزواياه كأنما هي سلوي لتعويض غيابه الجسدي وتحتها دولاب شهادات تكريم للشهيد تقول »هنريت كامل» مدرسة بالمعاش »والدة الشهيد» فقدت اعز ما املك نجلي الوحيد »مينا» والذي كانت امنيته الوحيدة الالتحاق بكلية الشرطة وقد حقق له الله ما اراد حيث تخرج في الكلية وتم تعيينه ضابطا بقسم شرطة السويس وعقب ذلك وقعت ثورة يناير والتي شهدت خلالها محافظة السويس احداث شغب واقتحام بعض الخارجين عن القانون لاقسام الشرطة لينجو من الموت بأعجوبة وفي 14 يوليو 2013 تزوج نجلي وفي اثناء تلك الاحداث المتلاحقة تقدم بطلب نقل الي بني سويف وتحقق ما اراد واستجابت الوزارة لطلبه ليستلم عمله في قسم شرطة بني سويف يوم فض اعتصام رابعه 14 اغسطس 2013 واثناء تواجده في القسم اقتحم عدد من اعضاء الجماعة الارهابية للقسم مستقلين احدي السيارات قاموا بسرقتها من امام مقر المحافظة وحاولوا اقتحام القسم المجاور لمبني المحافظة لكن نجلي تصدي لهم فما كان من هؤلاء الارهابيين الا ان قاموا بدهسه فسقط شهيدا. فقام احد اصدقائه باجراء اتصال هاتفي بنا ليخبرنا بأن »مينا» قد اصيب وتم نقله الي مستشفي التأمين الصحي لنهرول مسرعين الي المستشفي لنجد ان نجلنا قد ارتقت روحه الي بارئها عقب مرور شهر واحد فقط علي زواجه. وبعيون تملأها الدموع اختتمت والدة الشهيد حديثها قائلة »احتسبت نجلي شهيدا عند الله فلقد كان نجلي الوحيد اخي وسندي في الحياة وانتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يجمعني به» اما والد الشهيد »عزت زكي» محامي بالمعاش فقال 4 سنوات مرت علي استشهاد نجلي ولا نزال نشعر به معنا وحولنا في صلاتنا ويضيف »كان حلمه أن يكون ضابطًا وينال الشهادة، وقد تحقق حلمه، ويسترجع الوالد الذكريات والحزن يكسو وجهه ويقول، في احدي اجازته لنا، داعب والدته بقوله »أنا ها خليكي تطلعي في التليفزيون يا ماما» فقالت له »إزاي» فباغتها برده »لما اموت شهيد» واستطرد »إنني اشعر بالفخر والاعتزاز ان ابني استشهد في سبيل هذا الوطن وان دماء نجلي مع باقي شهداء الوطن لم تذهب هباء فمصر تقود معركة شرسة ضد الارهاب الاسود ونحن نقف خلف قواتنا المسلحة والشرطة صفا واحدا كما نقف خلف الرئيس السيسي ولن يستطيع أحد تفكيك هذا الشعب العظيم» ووجه والد الشهيد الشكر للمسئولين في الدولة علي تكريمهم لنجله الشهيد وتخليدهم لذكراه باطلاق اسمه علي احدي مدارس المحافظة اما هشام احمد فؤاد »محامي» احد جيران الشهيد »فقال» الشهيد مينا كان صديقا لنجلي وكان دائم التردد علي منزلنا ولم نر منه الا دماثة الخلق والابتسامة التي كانت لا تفارق وجهه وكأنه ملاك يمشي علي الارض فضلا عن انه كان بارا بوالديه ولم يفتعل مشكلة يوما سواء في مجال العمل أو الصداقة بل كان خدوما لاكثر درجة ولم يتردد لحظة عن مساعدة جيرانه واسرته ونحتسبه عند الله شهيدا.