الأهم من أن نتفق، هو كيف نعرف إدارة خلافاتنا، لنتجاوزها. الاختلاف والتباين سُنة كونية، ومع ذلك فإن الأمر يثير انزعاج البعض، وكأن الأصل في الأشياء التشابه أو التطابق!. ولعل الآلية التي لا يجب ألا تكون محل خلاف للتعاطي مع وجهات النظر المختلفة تتمثل في كلمة واحدة: الحوار. وإذا كنا نطالب وننادي بقبول الآخر، والتسليم بحقوقه المساوية لنا، خاصة »الآخر« بالمفهوم الحضاري، أليس من الأولي تفعيل ما ندعو له مع البعيد، وراء الحدود لنري تطبيقاته فوق تراب الوطن؟ حتي الآن، ورغم الكلام الجميل الذي تحرص معظم التيارات السياسية والفكرية علي اطلاقه، فإن المتابع لما دار من حوارات منذ نجاح الثورة لا يجد ما يطمئن علي المستقبل !. مازالت الشكوك ولغة التخوين، ومحاولات الاستحواذ، وفرض رؤية بعينها، وتهميش رؤي الآخرين و... و... وسمات عديدة شديدة السلبية تكاد تكون القواسم المشتركة التي تؤطر حواراتنا!. لتكن نقطة البداية: الاتفاق علي ان الخلاف بين البشر طبيعي، وان عليهم بعد التسليم بهذه البديهية البحث المخلص عن قاعدة مشتركة عبر الحوار الجاد تصلح لاعادة بناء مصر، لأن الزمن ليس محايداً. الاختلاف علامة صحية وحيوية بشرط ألا يستغرقنا، ويحرفنا عن غاياتنا، بل يكون حافزاً لاطلاق حوار حقيقي تحكمه مباديء لا تكون محل خلاف. لا أظن ان المسألة علي صعوبتها تبدو مستحيلة!.