بكل اليقين بانتصارنا الحتمي في حربنا علي الإرهاب، ينبغي أن نتحرك علي كل الجبهات. نراجع خطواتنا ونعزز مواقع القوة لدينا. نصحح الخطأ ونحاسب المقصر. نسد أي ثغرة لدينا ونستكمل أسباب النصر. من يسمع أصوات آباء وأمهات الشهداء بعد رحيل فلذات الأكباد، يدرك جيداً معني الإيمان الحق بالله والوطن، ويثق في أن هذه الأمة خلقت لتكون ضميراً للإنسانية، وصوتاً للحق، وحاملة لكل رسالات السماء ودعوات الخير ونور الإيمان. لم نكن يوماً في وارد الاستهانة بقدرة عصابات الإرهاب علي إلحاق الأذي بنا. لكن هذا لم يضعف يوماً ثقتنا بأن نصر الله قريب، بأن تضحياتنا لن تذهب هدراً، بل هي طريق هذا الوطن لتحقيق ذاته وبناء الغد الذي يستحقه. ما حققناه علي الطريق ليس قليلاً، اسقطنا حكم الإخوان الفاشي الذي كان يتصور أنه باقٍ في الحكم 500 سنة. وبدأنا الحرب ضد الإرهاب في الوقت الذي كان العالم يتفرج، وكانت بعض القوي الكبري تحاصرنا سياسياً واقتصادياً وتمنع السلاح عن جنودنا، وتعطي اشارة الرضا للدول العميلة لتفتح خزائنها لتمويل الإرهاب وتسخر إمكانياتها لدعم عصاباته. قدمنا للعالم نموذجاً في وحدة الشعب والجيش، وخضنا معركة البناء في نفس الوقت الذي كنا نبدد حلم من رفعوا الرايات السوداء في العريش وتوهموا أنهم قادرون علي بناء إمارة للشر في هذا الجزء العزيز من أرض الوطن. حققنا الكثير من الانجازات، وواجهنا العديد من الصعاب، وارتكبنا أخطاء نعرف أن تصحيحها ضروري. ندرك جيداً أن من دعموا »الإخوان» ووقفوا وراء »الدواعش» لم يتخلوا عن مخططاتهم ولم يتوقفوا عن تآمرهم. دروس معركة »الواحات» عديدة، وعلينا التعامل معها بكل جدية شعبنا واعٍ بحجم التحديات التي نواجهها، ومن راهنوا علي أنهم سينالون من عزيمته يعرفون الآن أنهم راهنوا -كعادتهم- علي المستحيل. كل فصيح الأفاعي من فضائيات الإخوان أو قطر، أو حملاتهم الكاذبة علي ال»فيسبوك» تتحول إلي أكوام من القمامة.. بينما تبقي أصوات آباء وأمهات شهدائنا وهي تزف الأبطال إلي السماء، وتؤكد أن هذا وطن خلق ليقاتل وينتصر. المجد للشهداء، والنصر لوطن يستشهد أبناؤه لأنهم يعشقون الحياة.