مشهد ليس بغريب علي مصر التضحيات والبطولات.. فمنذ قديم الأزل والمرأة المصرية تشد من أزر الوطن وتدافع عنه بكل ما أوتيت من إيمان حقيقي بقيمته.. وتدعمه وتقدم له كل غال ونفيس عن طيب خاطر وعن حب خالص.. فالمصرية جبلت علي العطاء الحقيقي وما من عطاء أعظم من أن تهب للوطن الزوج والابن والأخ والحبيب.. فعلي مدي العصور تشارك المرأة المصرية في الذود عن الأرض كتفا بكتف بجانب الرجل ضد كل مغتصب ومحتل والتاريخ خير شاهد علي ذلك ابتداء من العصر الفرعوني ومرورا بعصور الاحتلال والمقاومة الشعبية حتي يومنا هذا الذي تقدم فيه المرأة المصرية في كل يوم شهيدا فداء للوطن لتستحق نساء مصر وعن جدارة لقب عظيمات الذي أطلقه عليهن الرئيس عبدالفتاح السيسي ويستحق أبناؤها من جنود بواسل أن يكونوا حقا خير أجناد الأرض.. إن المشهد الراهن ليس حربا علي الإرهاب فحسب ولا دحرا للمؤامرة فقط ولكنه ملحمة وطنية حقيقة يشارك فيها كل كبير وصغير من أبناء هذه الأرض الطيبة ليؤكدوا للعالم أجمع أنها عصية علي كل متآمر وخائن وطامع.. إن مصر كانت ولا تزال وستظل أرض البطولات ومهد الانتصارات بعظيماتها من النساء الصابرات الصامدات وبأبطالها من الرجال المخلصين الأوفياء.. إنها حقا كنانة الله في أرضه وشعبها الأبي هو السهام التي ترمي أعداءها فتصيب أطماعهم في مقتل.. فكل عملية إرهابية غادرة تزيد عظيمات الوطن وأبطاله إصرارا وصمودا.. إن وطنا يمتلك أبناؤه هذه الروح المقاتلة الباسلة لن تستطيع قوي الشر مجتمعة أن تهزمه أو أن تنال من عزيمته.. وإن المتأمل لمشهد أمهات الشهداء وهن يودعن فلذات أكبادهن بفخر حقيقي لا يخامره شك في أن هذا الوطن لديه من مقومات النصر ما لا يتوافر لسواه.. فالمرأة التي تربي أبناءها علي عقيدة التضحية والعطاء وتقدمهم راضية فداء لوطنهم هي نفسها جندي مقاتل في أرض المعركة.. فدولة جيشها شعب وشعبها جيش كمصر لن تنهزم أبدا أمام إرهاب أو خيانة.. فكما هي الحقيقة الإلهية أن مصر محفوظة من فوق سبع سماوات فالحقيقة التاريخية والكونية أيضا أنها مقبرة الغزاة علي مر العصور.. فالحرب الضروس الدائرة الآن علي أرض سيناء الحبيب طيلة السنوات الفائتة لم تفت من عضدنا يوما ولم تزعزع إيماننا بأننا قادرون علي هزيمة هذا الإرهاب الغاشم الذي دمر الكثير من دول المنطقة وشرد شعوبها بل وقادرون أيضا علي القضاء عليه تماما من المنطقة بأسرها.. فصمود في وجه المؤامرة كان رسالة جلية من السماء لكل مصري وعربي علي أن مصر يجب أن تبقي لتستعيد كل شعوب المنطقة أوطانها مرة أخري من يد الإرهاب الغاشم وأن نجاة مصر من مخطط التقسيم لهو خير دليل وشاهد علي أن جيشها حقا هو خير أجناد الأرض علي الإطلاق بعقيدته الراسخة التي لا تتزعزع وإيمانه القوي الذي لا يقهر بأن هذا الوطن يستحق أن تبذل كل التضحيات من أجله وأن حماية أرضه هي المهمة المقدسة التي يعيش من أجلها كل جندي من جنوده ويموت أيضا في سبيلها.. هذه العقيدة الخالصة هي التي تميز الجيش المصري عن أي جيش آخر في العالم وبها يكمن سر قوة مصر الحقيقية وسر بقائها شامخة في وجه المحن.. الأمر الذي يحتم علينا جميعا أن نربي أبناءنا علي هذه العقيدة التي يتربي عليها أبناء قواتنا المسلحة وأن نتحلي بشيم العظيمات اللاتي ربين هؤلاء الأبطال علي حب الوطن لكي يبقي سالما.