ها هي الذكري الرابعة والثلاثون لتحرير سيناء تطل علينا محملة بعطر التضحيات والفداء والعمل والبناء.. وها هي مصر تتحدي العالم أجمع بجيشها العظيم وأبنائها المخلصين.. يد تبني ويد تحمل السلاح.. ليس شعارا فحسب بل إيمان وعمل.. وسماء سيناء شاهدة كما أرضها علي بطولات جنودنا البواسل في حربهم ضد الاعتداءات الإرهابية الغاشمة وعلي تضحيات أبنائها الأوفياء الذين يساندون جيشنا المصري في مواجهته مع الجماعات التكفيرية المسلحة.. وبالرغم من الحرب الدائرة هناك إلا أن العمل في مشروعات التنمية والبناء أيضا يجري علي قدم وساق إدراكا ووعيا من القيادة السياسية الحكيمة الحالية وعلي رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن القضاء علي الإرهاب لن يتحقق فقط بالمواجهة العسكرية وإنما بتنمية وتعمير هذه الأرض الغالية التي ارتوت بدماء أبناء مصر الزكية الطاهرة للحفاظ علي وحدتها وسلامة أراضيها.. إن تنمية سيناء لن تقضي فحسب علي الإرهاب وإنما أيضا القضاء علي حلم كيان العدو الصهيوني في إقامة دولتهم المزعومة من النيل للفرات.. ولا يخفي علي أحد أن العناصر الإرهابية التي تتسلل إلي شمال سيناء ماهي إلا محاولات بائسة مدعومة من هذا الكيان الآثم للنيل من مصر والاستيلاء علي سينائها المقدسة وهو ما لن يسمح به الجيش المصري ولا أهالي سيناء الأوفياء بحدوثه مهما كلفهم الأمر من تضحيات بالأرواح والدماء.. إن سيناء الحاضر شاهدة علي هذه التضحيات.. صامدة بصمود جيشها وأبنائها.. شامخة بالبطولات التي تشهدها أرضها.. طاهرة بأرواح شهدائها الأبرار في علياء سمائها.. عازمة علي أن يكون مستقبلها فصلا جديدا من فصول التحدي والإرادة.. إنها سيناء التضحية والفداء.. العمل والبناء.. وها هي اليد التي تبني تكلل تضيحات اليد التي تحمل السلاح بمشروعات عملاقة تحمل الخير والنماء إلي سينائنا الحبيب لتهدي أبناءها الصامدين الصابرين غدا مشرقا.. وها هو حلم التنمية في طريقه لأن يتحقق بمشروع سحارة سرابيوم الذي تنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية والذي يهدف إلي ري240 ألف فدان بسيناء رواهم من قبل دماء رجال الجيش المصري الزكية.. وكأني أري وجوه شهدائنا الأبرار تبتسم في سماء سيناء تبارك اليد التي تبني كما باركت اليد التي تحمل السلاح.. في هذا اليوم الذي ليس كأي يوم أهدي باسمي وباسم كل مصري تحية عسكرية معطرة بالتقدير والعرفان والامتنان لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. رجال قواتنا المسلحة المصرية الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.. كما أرسل برسالة محبة واحترام لأهالي سيناء الأوفياء الذين يصطفون بكل شجاعة وبسالة خلف جيشهم في حربه مع الجماعات التكفيرية ولا يزيدهم إرهاب تلك الجماعات إلا إصرارا وعزيمة علي دعم الجيش المصري للقضاء علي جميع عناصرهم أينما وجدت.. وأبعث برسالة شكر وتقدير لكل يد صافحت تراب أرض سيناء المباركة من عمال الهيئة الهندسية حتي تدفقت مياه الحياة في سحارة سرابيوم لتعانق دماء الشهداء التي روتها من قبل فأزهرت حلما وأملا.. فلترقدوا بسلام يا من فديتموها بأرواحاكم.. ولتهنأوا بغدها الباسم يا من صنتموها بصمودكم.. ولتفخري يا سيناءنا بهويتك المصرية التي ما فرطنا فيها من قبل.. وليعمل كل مصري بجد وإخلاص من أجل رفعة هذا الوطن عرفانا بجميل من فارقوه وتقديرا لتضحيات كل من يبني وكل من يحمل السلاح.. إن الوطن أمانة في أعناقنا جميعا فلنصن الأمانة ولنكن علي قدر المسئولية.. ولنجعل احتفالنا هذا العام بعيد تحرير سيناء احتفال عمل لا أغنيات.. فالأوطان تبني بالعمل لا بالتمني.. فلنجعل كل يوم من أيام سيناء عيدا للتحرير.