للمرة الثانية علي التوالي وعلي مدار شهر ليس أكثر يدفع الأهلي ضريبة فنية باهظة تمثلت في تلقي هزيمتين غير مستحقتين في مشواره الافريقي القصير.. واذا كانت قدراته المحدودة مكنته من تجميع ودفع الضريبة الأولي وساندته للمرور من الكمين الزيمبابوي الذي نصبه نادي جانرز بعد أن تغلب عليه في لقاء الإياب الذي أقيم بالقاهرة بين جماهير حاشدة قامت بدفع القسط الأوفر من هذه الضريبة وحرمت القائمين علي تحصيلها من أية مقاومات وأدت لديهم أية طموحات حتي مع الاعتراف بأنهم ظلوا غير عابئين أو مستسلمين حتي آخر اللحظات.... فأن الأمر في المرة الثانية قد يكون مختلفا لعدة أسباب وبات انتهاء التواجد الأحمر في البطولة الافريقية الأعرق والأكبر وشيكا وبات الخروج المبكر وللمرة الثانية علي التوالي أيضا محتمل الحدوث أن لم يكن مؤكدا. وقبل أن نعدد الأسباب التي دفعتنا لتوقع الخروج المبكر لثاني مرة علي التوالي تعالوا في البداية نحدد الأسباب التي أدت لتعرض الأهلي للهزيمة الثانية في مشواره الافريقي الذي لم يستمر أكثر من شهر وهي الهزيمة التي لم يكن البطل الافريقي التقليدي قد تعرض من قبل لمثل هذه الكبوة وربما طوال مشاركاته الافريقية في السابق. أول وأهم هذه الأسباب في رأيي يرجع إلي الأخطاء الدفاعية الساذجة التي يشارك فيها كل العناصر في كل المراكز بدءا من الحارس سييء الحظ والمستوي أحمد عادل وانتهاء بلاعبي خط الوسط القائمين ببعض الأدوار الدفاعية مرورا بالصاعدين والكبار الذين عجزوا عن أداء أدوارهم الدفاعية في الرقابة والضغط واستخلاص الكرات وتقليص الخطورة قبل أن تتفاقم آثارها والمساندة والارتداد.. ولعل هذه الآفات والتي تتجلي بوضوح في كل لاعبي الأهلي دون استثناء هي التي اهتزت علي آثارها الشباك الحمراء خمس مرات في أقل من اسبوعين وهو ما لم يحدث لسنين طويلة.. ولا يمكن تبرئة لاعب من هذا التراخي الغريب حتي وائل جمعة الذي اعتبرناه قائدا وضابطا للايقاع الدفاعي غير انه يشارك وبقوة في تحمل المسئولية إلي جانب عادل عبدالمنعم ومعوض والسيد فاروق وعاشور وحسن وشكري ومعهم أيضا أعضاء الجهاز الفني البدري وميهوب وناجي ولا اود ان استمر في تعديدي للأسباب والاسماء حتي لا اخوض حتي في الجماهير بالمدرجات بعد ان استبد بي الحنق والغيظ من الجميع. الفرق القوية تستطيع أن تتحمل بعضا وليس كل هذه الأخطاء مع الاعتراف بأن جانبا كبيرا منها من النوع الساذج اذا كان لديها القدرة الدائمة علي التهديف. كما كان ديتريش فايسا المدير الفني الألماني السابق للأهلي يؤكد أن قدرة الفريق علي التهديف لا تجعله متخوفا من شن هجمات متلاحقة ومتتالية اغلب الفترات لانه يستطيع من خلال الأهداف التي يحرزها تعويض الشباك عن اهتزازها. لكن لا حيلة للأهلي في ظل وجود قناص وحيد يتيم حتي مع وجود ابويه الحقيقيين اطال الله في عمرهما. ولغياب عماد متعب يضمحل تأثير هجوم الأهلي وتنعدم خطورته علي أي شباك.. فالخماسي الشهير اسما العنين فعلا وعملا ليس من أية فائدة.. ولو كنت مسئولا بالأهلي لما ترددت لحظة في مبادلته بلاعب أو حتي نصف من الفاعلين القادرين علي هز الشباك.. بلال وحسني والعجيزي وفرانسوا وفضل من الممكن أن يبيعهم الأهلي بالاجل أو علي النوتة ويعطي للشاري فترة سماح طويلة لانه لن يستفيد منهم ويحتاج لفرصة مديدة لتسويقهم.. وكان الأهلي يعتمد أحيانا في تهديفه علي لاعبي الوسط يوم ان كان لديه المدفعجي أحمد فتحي شفاه الله والنشط محمد شوقي عفاه الله والموهوب أبوتريكة حفظه الله.. لكن غياب هذا الثالوث حتي مع تواجد الأخير بجسده فقط وغيابه بفكرة ومهارته افقد »البطل« كل ايجابيته »الوسطية« وبات أبوتريكة يطيح الكرات في السماء والشباك خالية وأحمد حسن يطلق صواريخ فشنك وغير موجهة بعد ان كانت لا تخطيء طريقها نحو الشباك أما الموظف عاشور فليس من بين مهاراته عملية التسديد من اصله حتي ولو حاول فأن محاولاته تخرج دائما عاجزة وفاشلة. حلم التأهل: وقد يكون من المفيد ان نتحاور حول حلم التأهل إلي دور الثمانية من خلال مباراة الاياب وهو حلم اشبه بالمعجزات السرابية حتي مع الاعتراف بأن الجماهير قد تبث الرعب وتنشر الفزع في نفوس الضيوف بعد اسبوعين وحتي لو سلمنا بأن لاعبي الأهلي قد يكونوا أكثر تفرغا لافريقيا بعد ان يكونوا قد حسموا الدرع ولو بنقطة التعادل مع المنصورة.. فالتأهل لا يفصل الأهلي عند سوي هدفين نظيفين وركلات ترجيحية أو ثلاثة اهداف نظيفة دونما ركلات.. وليس هذا علي الله بعيد المنال.. لكن ما يجعلني اتصوره خيالا وسرابا ووهما هذا الدفاع الهش المهتز المرتبك الفاقد للعمق المفتقر للمنعة المتعرض لارتباك مع كل كرة وأي تمريرة حتي ولو كانت من النوع البالوني الطائش.. ولم يعد هناك من يدفع علي الثقة أو يحض علي التوازن.. لا عبدالمنعم ولا جمعة ولا معوض ولا عبدالفضيل ولا عاشور.. أقول مين ولا مين جميعهم بحالة يرثي لها.. فإذا ما تمكن الأهلي بعون من الله ودعم من الجماهير ومساندة التوفيق والحظ.. فان الدفاع الأحمر الهش قد يمنح الضيوف فرصة العمر ويهدي لهم هدفا كأحد الثلاثة التي اهداها للزمالك بأخطاء سازجة لا يمكن أن تغفر.. والنهاية أن الأهلي خارج خارج يا ولدي.. ومقدور لهذه الجماهير ان تتوالي حرق ضياع الحلم الافريقي بصورة هزلية ومبكرة للغاية.. وعليه العوض.