افتتح الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي مشواره في مسابقة دوري رابطة الأبطال الإفريقي بالخسارة أمام مضيفه جانرز الملقب بالمدفعجية بطل زيمبابوي بهدف مقابل لاشيء في المباراة التي جمعت بينهما بملعب روفاو في ذهاب دور ال32. وبهذه النتيجة بات الأهلي مطالبا بالفوز علي منافسه الزيمبابوي في لقاء الإياب بالقاهرة بفارق هدفين للعبور المباشر إلي دور ال16 ورحلة استعادة لقبه القاري. وأحرز هدف المباراة الوحيد نورمان مهاجم جانرز في الدقيقة24 من الشوط الأول. ولم يقدم الأهلي في أول مباراة قارية له تحت قيادة حسام البدري العرض الفني المنتظر منه, وعاب أداء الأهلي العديد من السلبيات أبرزها عدم قراءة الجهاز الفني للمنافس رغم الإعلان عن حصول حسام البدري المدير الفني علي شرائط فيديو لمباريات جانرز في الدوري المحلي, وظهر عدم الإعداد للمنافس بأداء أخطر لاعبيه وهما بواو رامسون ونورمان ولقاء سهل دون رقابة أو تعامل مباشر. كما عاب أيضا عدم تنفيذ الأهلي للضغط علي المنافس الزيمبابوي عند حصوله علي الكرة, مما أتاح لجانرز تبادل الكرة بتمريرات قصيرة وطولية امتازت بالاتقان لافتقاد الضغط الأهلاوي وثالث العيوب التي لازمت الفريق سوء حالة دفاعه وظهور مساحات بين أحمد السيد ووائل جمعة قلبي الدفاع, بالإضافة إلي ابتعاد ثنائي الوسط حسام عاشور ومصطفي شبيطة عن صناعة عمق دفاعي في الوسط وتركا بدورهما خاصة خلال الشوط الأول مساحة أمام دفاع الأهلي استفاد منها الفريق الزيمبابوي جيدا, وعاب حسام البدري عدم معالجة خطأ تكرر كثيرا في الشوط الثاني وتمثل في ارتداد محمد أبوتريكة إلي وسط الملعب وبقاء عماد متعب وحيدا وسط رقابة رباعية من مدافعي جانرز, مما أدي إلي عدم الاستفادة من تمريرات محمد بركات البديل أيضا. في المقابل قدم الفريق الزيمبابوي صورة مغايرة للكرة السمراء, خاصة لفرق لاتزال حديثة العهد بالمشاركات القارية, وامتاز جانرز بوجود مجموعة من المواهب في مراكز مختلفة أبرزها نورمان وجواو رامسون رأس الحربة, وديوب حارس المرمي الكفء, بالإضافة إلي امتلاكه خط دفاع صلدا يجيد التعامل مع الكرات العرضية التي طالما كانت من أهم عيوب الفرق القارية بشكل عام. وامتاز جانرز بالجانب التكتيكي والتحرك بين لاعبي خطوطه الثلاثة في ترابط وإجادة التمرير القصير والطولي. اعتمد حسام البدري المدير الفني علي تكتيكه المعتاد2/4/4 منذ البداية مع تراجعه عن المغامرة بمحمد بركات وكذلك استمرار وجود محمد أبو تريكة علي دكة البدلاء, ودفع بشريف إكرامي في حراسة المرمي, وأمامه أحمد علي ووائل جمعة وأحمد السيد وسيد معوض في خط الدفاع, وحسام عاشور ومصطفي شبيطة محوري ارتكاز, وأحمد فتحي جناح أيمن وأحمد شكري جناح أيسر في الوسط, ومحمد فضل وعماد متعب رأسي حربة, في المقابل خاض فريق جانرز اللقاء بتكتيك متحفظ1/5/4 بوجود ديوب في حراسة المرمي وأمامه الفيس وريتشارد وجوبو وكولا في الدفاع, ثم محوري ارتكاز هما دانيال وديفيد راديون وأمامهما3 لاعبين يتحركون بصورة عرضية علي صديقي وجواو رامسون ومالوجو ورأس حربة وحيد هو نورمان. ووضح اعتماد توتو المدير الفني لجانرز علي تكثيف الوجود في منطقة الوسط والاختراق الهجومي من العمق, وجاءت البداية سريعة من جانب الفريقين, وشهدت الدقائق الخمس الأولي تركز الكرة في منطقة الوسط مع ضغط مبكر من جانب جانرز علي لاعبي الأهلي بكرة ودون كرة, ولم تكن هناك خطورة حقيقية في الدقائق الخمس الأولي. ظهرت الخطورة في اللقاء مع الدقيقة السادسة من نصيب الأهلي عندما انطلق أحمد علي بالكرة من الجانب الأيمن وراوغ أكثر من لاعب ومرر كرة أرضية لمتعب تصدي لها الدفاع لتعود إلي أحمد علي مرة أخري ودخل منطقة الجزاء وحاول التسديد لكن تصدي له علي صديقي وشتت الكرة. وتشهد الدقيقة24 إعلان أول أهداف اللقاء من خطأ قاتل لمدافعي الأهلي بدأت من الجانب الأيسر عندما حصل رامسون علي الكرة وحاول مراوغة أحمد السيد الذي حاول التشتيت بصورة خاطئة لتذهب الكرة إلي منطقة ال18 ويظهر أحمد علي في التغطية ويفشل هو الآخر في التشتيت ويراوغه نورمان بسهولة ويسدد كرة زاحفة ذهبت إلي شباك شريف إكرامي معلنا تقدم جانرز, ويحاول الأهلي العودة إلي اللقاء في الدقيقة25 عندما حصل عماد متعب علي مساحة للتسديد وأطلق صاروخ أرض جو من25 ياردة ذهبت إلي الشباك من الخارج. ويواصل الأهلي هجومه من الجانب الأيمن عن طريق أحمد علي وأحمد فتحي وانضم إليهما أحمد شكري الذي نجح في الاختراق بالدقيقة33 واقتحم منطقة الجزاء ومرر كرة عرضية حاول فضل تحويلها برأسه إلي الشباك لكن اصطدمت كرته بريتشارد. ويدفع حسام البدري مع بداية الشوط الثاني بتغييرين دفعة واحدة بإشراك محمد بركات ومحمد أبوتريكة بدلا من أحمد علي ومحمد فضل ويعود أحمد فتحي لأداء واجب الظهير الأيمن. ويضغط الأهلي بقوة في الدقائق الخمس الأولي لكن دون خطورة حقيقية من جانب أبوتريكة ومتعب, وكانت أخطر الفرص الحمراء تسديدة من حسام عاشور. وتتوقف المباراة في الدقيقة13 مع سقوط شريف إكرامي مصابا ويخرج ويدفع البدري بأحمد عادل عبدالمنعم بدلا منه في تغيير اضطراري كان الثالث والأخير للأهلي في الدقيقة19 من الشوط الثاني. ويهاجم الأهلي عقب التغيير عن طريق محمد بركات من الجانب الأيمن, ويراوغ بركات ويقترب من خط ال18 ويمرر كرة عرضية أبعدها الدفاع لتتحول إلي هجمة سريعة لجانرز بدأها ريتشارد بتمريرة طولية إلي نورمان أوقفها وائل جمعة وسط صيحات الجماهير الزيمبابوية مطالبة باحتساب خطأ علي جمة بداعي لمسه الكرة بيديه, ويرد الأهلي بهجوم سريع لبركات غير المراقب في الجانب الأيمن ويمرر كرة عرضية لمتعب تمر وتصل في الجانب الأيسر إلي أحمد شكري الذي يمرر برعونة مرة أخري يشتتها الدفاع. ثم أنقذ ديوب مرماه من هدف محقق من انفراد تام لمحمد بركات, ويتراجع جانرز للدفاع في الدقائق الخمس الأخيرة, وتشهد الدقيقة45 تسديدة قوية لمصطفي شبيطة اصطدمت برأس محمد أبوتريكة ومنها إلي الشباك لكن إيدي ماييه يفاجئ لاعبي الأهلي بإلغاء الهدف للتسلل بناء علي إشارة مساعده, ويحتسب الحكم5 دقائق وقتا بدل ضائع, وينقذ أحمد عادل عبدالمنعم شباك الأهلي من هدف ثاني في الدقيقة الثالثة, وتمر الدقائق تباعا دون جديد ويطلق إيدي ماييه صفارة النهاية معلنا فوز جانرز بهدف.