ما أجمل وأعظم في الدنيا من أن تعرف حجم ومقدار ما حققته من انتصارات من أقلام أعدائك وشهاداتهم بحكم سني عشت حرب أكتوبر المجيدة وأنا في مقتبل العمر، من عاش تلك الأيام يدرك كم كانت خالدة في عمر مصر والمصريين، عشنا كيف كان العبور واقتحام خط بارليف وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وهو الشعار الذي كانت إسرائيل ترفعه، العالم مازال يدرس ويفحص ويمحص ما حدث يوم السادس من أكتوبر 1973 الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا ورغم السنوات الكثيرة التي مرت علي الانتصار وهي هذا العام 44 سنة بالتمام والكمال مازالت الذكريات تتداعي لرأسي كما عشتها أو بالرجوع تارة إلي ما صدر عندنا من كتب أو ما نشر عالميا وترجم أو ما دونته أقلام قادة وجنود إسرائيل عن الحرب وبها من الحقائق الكثير، بين يدي كتاب حياتي وهو يحتوي علي سيرة حياة جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في حرب أكتوبر، قصة حياة جاء في فصلها الرابع عشر وباعترافها قصة الهزيمة علي يد الجيش المصري، قالت مائير ليس أشق علي نفسي أن اكتب عن حرب اكتوبر، أكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي وسيظل باقيا معي علي الدوام خاصة مع الظروف التي واكبت الحرب وأودت بحياة 2500 جندي قتلوا خلالها. كنت في رحلة خارجية وعدت يوم 4 أكتوبر وعقدت اجتماعا موسعا لمطبخي السياسي والعسكري لبحث الموقف بعد الأنباء التي ترددت عن حشود علي الجبهتين المصرية والسورية، والتقي الجميع علي أن إسراييل لا تواجه خطر هجوم مصري سوري مشترك، جاء ذلك بناء علي تقارير المخابرات الإسرائيلية التي أكدت أن الحشود المصرية في الجنوب لا يتعدي دورها كون أنها تقوم بمناورات روتينية معتادة ولم يجد أحد ضرورة أن نستدعي الاحتياطي أو القول إن الحرب وشيكة. وفي صباح الجمعة 5 أكتوبر عقدت اجتماعا ثانيا بعد تزايد احتمالات بأن هناك هجوما وشيكا وكدت استمع إلي إنذار قلبي واستدعي الاحتياطي والأمر بالتعبئة العامة ولكني وبخيبة وجدت أنه ليس منطقيا أن نقوم بذلك بينما مخابراتنا وتقارير قادتنا العسكريين تؤكد أنه لا حرب. وعند فجر 6 أكتوبر تأكدت بعض المعلومات أن هجوما سيتم عند نهاية اليوم فدعوت مطبخي السياسي والعسكري للانعقاد ونحن مجتمعون دخل عليّ مدير مكتبي ليقول الحرب قامت وكان من السهل سماع صوت صفارات الإنذار في تل أبيب، هذا اليوم أتذكر أنه اليوم الذي خذلتنا فيه قدرتنا الأسطورية علي التعبئة.. كان التفوق علينا بعد اندلاع المعارك ساحقا في الناحية العددية وعانينا من انهيار نفسي شديد والسبب تقديراتنا الخاطئة. ولن أنسي يوم 7 أكتوبر عندما دخل عليّ موشيه ديان وزير الدفاع ليقول لي الوضع في سيناء سيئ للغاية وعلينا أن نقيم خطا جديدا للدفاع حيث عبر المصريون سيناء وقواتنا فيها تحطمت وكان عليّ أن أخرج لأبناء إسرائيل لأقول بياناً ولا أقول فيه كل الحقائق. كان عليّ عندما حل اليوم الخامس للحرب أن استنجد بأمريكا لإنقاذ إسرائيل واستدعيت السفير الأمريكي لأسأله عن الجسر الجوي، كان الوقت متأخرا وقال لي عند الصباح أخبر القيادة الأمريكية وهنا صرخت.. الصباح .. الآن إسرائيل في خطر ولم أهدأ إلا بعد أن أتم المكالمة. وتقول مائير: أكتوبر حرب شنت علينا بأسلحة مفزعة خاصة الصواريخ المضادة للدبابات التي تحيلها في لحظة للهيب مشتعل تعجن داخلها أطقمها من الضباط والجنود. اعترافات مائير هي أكبر رد علي المشككين في الانتصار والادعاء أنها كانت تمثيلية وأقوي دليل علي حجمه الذي تحقق بخطة خداع أذهلت العالم ومازالت كلمات الرئيس الراحل البطل أنور السادات وهو يقول في خطاب النصر في 16 أكتوبر أن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلا أمام عملية يوم السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من عبور مانع قناة السويس الصعب واجتياح خط بارليف المنيع وإقامة رءوس جسور لها علي الضفة الشرقية للقناة بعد أن أفقدت العدو توازنه في 6 ساعات، ما أحلي ذكري أكتوبر. الفرحة الباكية ما أحلاها تلك الفرحة الباكية التي عشناها عشية مباراتنا مع الكونغو.. انفجرنا كلنا في حالة من البكاء الشديد ولا يقول أي مكابر إنه لم يحدث له هذا بعد هدف محمد صلاح الذي صعد بنا إلي نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 بعد ست دقائق كاملة من القلق والخوف والدعاء.. بكينا ولا نعرف سر البكاء.. هل هو بكاء الفرحة أم هو بكاء الرعب خوفا من ضياع الحلم الذي كان قريبا وكاد يضيع بهدف ملعوب في مرمانا يأتي في الدقيقة 88 وقبل النهاية بدقيقتين فقط وكاد أن يطيح بآمالنا.. أوقع الهدف الرعب في قلوب المصريين.. وكاد أن يوقف قلب مصر كلها خاصة المحبين لبلدهم.. أدار أغلبنا ظهره حتي لا يري صلاح وهو يسدد ضربة الجزاء بعد أن سقط أغلبنا من هول الصدمة بدخول الهدف لمرمانا.. الدقائق الست القاتلة من اليأس الذي كاد يتسلل لقلوبنا وهدف الانتصار هي سر هذا الشعب المصري هي نفسها ما أطلقنا عليه روح أكتوبر في حرب رمضان في عام 1973 عندما حققنا معجزة بكل المقاييس العسكرية. اللقطة التي أعقبت هدف الكونغو وسقوط محمد صلاح البطل علي الأرض حزنا ثم نهوضه منتفضا وحثه الجماهير علي التشجيع بحرارة وهو يحبس الدموع في عينيه هي التي ولدت فينا روح عدم الاستسلام لنحقق قبل 53 ثانية فقط من صافرة النهاية الانتصار الذي ظننا أنه مستحيل. ما أروعنا عندما نتحلي بروح التحدي. يدي في يد الكابتن صالح أنا زملكاوي شديد الهوية، أعشق الفانلة البيضاء منذ وعيت علي لعب الكرة وبالتحديد عام 1961 وبعد أن أتاح دخول التليفزيون الفرصة لمتابعة المباريات. عشقت لعب حمادة إمام وسمير قطب وسمير محمد علي وعلي محسن وعبده نصحي والداهية عمر النور وزاد من هذا العشق تحقيق البطولات وصرت أباهي بهذا أمام أعتي الأهلوية ومرت الأيام ويزداد حبي للزمالك وفي أوائل الثمانينيات من القرن الماضي تزوجت وأغرتني زوجتي بعضوية النادي الأهلي ولا أعرف السبب في أنني لم أتردد. كانت علاقتي بأساتذتي في الأخبار تترسخ يوما بعد يوم ومنهم الكبيران مقاما وقامة الكابتن عبد المجيد نعمان وأستاذنا فاروق الشاذلي كبير المحررين العسكريين وهما من الأقطاب الأهلوية الكبري وسألت فاروق كيف انضم لعضوية الأهلي وإذا به يصطحبني إلي مكتب أستاذنا نعمان ليقول له أسامة عايز عضوية الأهلي، مراته عضوة هناك وإذا بالكابتن نعمان يضحك من قلبه زملكاوي وعايز عضوية الأهلي وأجابه فاروق البلد اللي فيها مراته وعاد الكابتن نعمان ليقول أحسن تأثر عليك، علي العموم ندرس الأمر وسرح برهة وعاد وكنا في المساء ليقول وراكم حاجة وقال فاروق لا كنا نازلين البنتاجون وهو الاسم الكودي كناية عن القهوة التي نجلس عليها أمام الجريدة فقال لأ أنا رايح النادي عندي ميعاد مع الكابتن صالح سليم تعالوا معايا وبعد أقل من نصف الساعة كنا في حضرة الكابتن صالح بالدور الثاني بالتراس صافحه الكابتن نعمان ثم فاروق ومددت يدي لأسلم عليه وإذا بالكابتن نعمان الكبير مقاما يقول له زميلي وابني أسامة شلش ورحب الكابتن صالح بنا جميعا وإذا بفاروق يقول لكنه زملكاوي متعصب ورد الكابتن صالح مرحبا به في عقر دار الأهلوية وبادره الكابتن نعمان بتعزيز طلب العضوية بعد أن أخبره أن زوجتي عضوة عاملة وضحك الكابتن صالح وقال ألا تخاف أن تحولك لتشجيع الأهلي؟ وقلت أنا معجون بالزمالك ولا يمكن لأي حد يغير حبي له وإذا به يستدعي مدير النادي لتبدأ إجراءات العضوية لأصبح عضوا بالنادي بمباركة تلك القامات الأهلوية الكبيرة رحمهم الله جميعا. لاءات سكان المعادي استوقفتني الرسالة التي كتبت بعناية فائقة من بين عشرات الرسائل التي تصلني من القراء ولأنها تخص حي المعادي الذي كان من أرقي الأحياء قبل أن تدمره آلة الإهمال. الأستاذ: نحن سكان حي المعادي سابقا حي التكاتك والعشوائيات والكافيهات حاليا فمع كل التدهور غير الطبيعي الذي وصل إليه الحال الآن أعتقد ان التسمية الأخيرة هي ما تتمشي مع الوضع الحالي، المعادي منطقة حماية لها أعرافها الخاصة ومع الأسف تم انتهاكها وتخيلوا صديقتي التي عادت من الخارج منذ فترة لم تتعرف علي المنطقة من كثرة ما حدث فيها من تخريب متعمد ولم تستطع الوصول إلي منزلها، ما حدث للمعادي أسسنا لمواجهته حملة أطلقنا شعارها نقاطعهم حتي نزيلهم ونبذل فيها كل القوة لمواجهة تلك الحملة الشرسة التي تتعرض لها تلك البقعة الجميلة وكان ذلك بفضل من الله والمجتمع المدني وكان لدينا وقتها رئيس حي نشط شرحنا له وجهة نظرنا وتجاوب معنا ونجحنا في العديد من المواجهات وأزلنا العشرات من الكافيهات غير المرخصة والمخالفة حتي لقانون البيئة، ولكن ذهب الرجل بقرار غريب ونقل بلا سبب معروف ومنذ ذلك الوقت والحال من تدهور إلي تدهور خاصة خلال العام الماضي حتي وصل ترتيب الحي إلي المركز ال22 وفقدنا كل صور التعاون مع الحي أو رئيسة والمجتمع المدني وتلمس ذلك في عدم وجود أي استجابة لشكاوي المواطنين. أكوام القمامة منتشرة في الشوارع بلا خجل وصار من السهل علي أي إنسان أو مقاول أن يهدم الفيلات أو يقوم باستقطاع أجزاء من الأرصفة لإقامة أي جراجات أو مبان ورغم إرسال العديد من الصور لرئيس الحي ولكن دون جدوي تخيلوا الناس في الحي تتندر بعد أن صار بين كل كافيه وآخر كافيه ثالث ورابع وأغلبها بلا أي ترخيص بل وبعضها مشبوه والله وحده يعلم ما يتم داخلها. المعادي بحدائقها التي كانت صارت من القبح بما لا يمكن قبوله وأنا علي يقين أن أحدا لو استقل المترو ونزل في محطة المعادي سيدير ظهره ليعود إلي المحطة مرة أخري شكا أنه هبط في العتبة وليس في المعادي من كثرة الاشغالات حولها. سيدي سنستمر في حملتنا التي تستهدف كل ما هو سلبي سنقول لا لأعمدة الإنارة التي ترتفع كالأشباح، وسنقول لا للمخالفات الصارخة في المباني والارتفاعات التي لا تتفق مع أسلوب الحي، سنقول لا لهدم التراث الحضاري، وألف لا لأكوام القمامة التي تحتل كل الأرصفة، ولا لاستغلال ممرات العمارات في أغراض تجارية أو إنشاء الحضانات التي تؤوي أطفالنا وهو ما يخالف قوانين الحماية الاجتماعية، ناهيك عن البلطجة ممن يفرضون الأتاوات بحجة أنهم سياس الشوارع. سيدي هذا هو حال المعادي الآن مع الأسف في ظل غياب المسئولين. التوقيع بيجي شاهين، ولا تعليق. مرة ثانية أنابيب البوتاجاز والصامولة أسعدني الرد الذي تلقيته حول ما كتبته في يوميات سابقة تحت عنوان أنابيب البوتاجاز والصامولة كتبت أتساءل عن السبب في وجود أنابيب بوتاجاز بمنطقة الساحل الشمالي غير صالحة بسبب تلف سن قلاووظ التجميع الخاص بها بما يصعب معه الاستخدام وأن الأهالي هناك يلجأون إلي استخدام الصامولة وهو اختراع مصري عجيب. الرد الذي أرسله رئيس شركة بتروجاس المهندس عادل السيد الشويخ باعتبارها المسئولة والراعية لسلامة الأنابيب سرد ما تقوم به الشركة من جهد لصيانة وإصلاح الأنابيب علي مستوي الجمهورية بمحطات التعبئة العشرة حيث يتم تجنيب الأسطوانات غير الصالحة وإرسالها إلي مصانع الإصلاح. جميل أن يسرد المسئول جهد شركته ولكن فاتة أن يقول لنا طالما أنه يتم استبعاد الأنابيب غير الصالحة فكيف وصلت ببرشام الشركة إلي الساحل ورأيتها بعيني؟ ردود المسئولين يجب أن تكون من أرض الواقع مش برد كله تمام. خدمة vip أتساءل هل من حق شركة أتوبيس شرق الدلتا أن تزيد أسعار تذاكر الرحلات بين المحافظات؟ وإذا كان هذا حقها بحجة أنها تقدم خدمة بأتوبيسات vip فإنها مطالبة أن تكون الخدمة اسماً علي مسمي وليست مجرد جمع أموال، ذهبت زوجتي إلي الإسماعلية بتذكرة vip ودفعت 25 جنيها علي أساس أنه أتوبيس فاخر فإذا به أتوبيس درجة ثانية، حدث هذا يوم الثلاثاء 25 سبتمبر الساعة 11 إلا ربع ظهراً.