سعدت كثيراً أن توجد في مجتمعنا مؤتمرات للحوار الوطني وهي ظاهرة صحية وجديدة في نفس الوقت علي المجتمع المصري الذي افتقد الحوار لسنوات طويلة ضاعت فيها كل معالم شخصيته وكان يقتصر دوره علي المتلقي فقط.. كان هناك من يفكر ويخطط ويدبر وينهي كل شئ بدعوي أنهم الاقدر والأكثر حرصاً علي مصالحنا منا. مؤتمر للحوار الوطني يشارك فيه كل اطياف الشعب المصري من السياسيين والقانونيين وذوي الخبرة في مختلف المجالات والشباب لتبادل الآراء والمشاركة في صنع القرار. ولكن ما حدث مؤخراً في مؤتمر الحوار الوطني من مناوشات وخلافات وانسحابات وانفلات في لغة الحوار من البعض رغم أهمية ما يتناوله الحوار في محاوره من الديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية الاقتصادية والتنمية البشرية وثقافة وحوار الاديان ومعالجة مشكلة الفقر وكوتة المرأة. ماحدث اشعرني بخيبة الأمل واتضح فيه اننا نفتقد لغة الحوار وفي حاجة شديدة إلي التدريب علي فن ولغة الحوار وفي حاجة إلي المزيد من الوعي لممارسة الديمقراطية وفي حاجة شديدة لمزيد من تقبل الآخر وآرائه. وهنا لابد من القول لماذا لا يكون هناك حوار واحد بدلاً من حوار الوفاق الوطني والحوار الوطني.. حوار يضم كل الاطياف من الشعب المصري يشاركون في صنع القرار.. حوار يخرج توصيات واحدة ويضع آليات وبرامج وحلولا للقضايا المعروضة.