كلما تردد في الشارع الكروي والرياضي أن حلم التأهل لمونديال موسكو علي الأبواب، وأن الطريق ممهدة للعودة لكأس العالم بعد غياب أكثر من ربع قرن.. وأنه فاضل علي الحلم.. دقة.. كلما زاد هذا الكلام عن الحد.. أشعر بالحزن والقلق لأن التجارب السابقة كلها كانت تشير إلي أن أحفاد الفراعنة هم الأقرب من غيرهم في الوصول إلي النهائيات.. وفي الخطوة الأخيرة، أو عند قرب انتهاء السباق تقع الكارثة أو المصيبة!! المصريون لم يتعلموا من دروسهم الماضية.. ليس في مجال كرة القدم أو الرياضة عموما.. وانما في كل المجالات، وكأنها عادة عندهم لايشتروها. يجب أن تتغير نغمة التسهيل أكثر من اللازم، أو أسلوب الاستهانة بالآخرين، أو الغرور دون منطق أو مبرر. مطلوب أن ينقلب الوضع تماما.. كأن يقال أن المشوار صعب، وأن مسألة التأهل لن تحسم إلا في الجولة الأخيرة، وأن كرة القدم مجنونة، ومفاجآتها بالهبل وأن الحسابات الفلكية تقول أن أوغندا تحمل نفي الآمال والطموحات.. وأن غانا لن تفتح مرماها لمنتخب مصر اذا كانت نتيجة مباراتهما الأخيرة في التصفيات غير مؤثرة في موقف النجوم السوداء. والله.. هذا هو الواقع! ثم لماذا يحلم المصريون بأن يفوزوا علي الكونغو.. أو يتحدثون عن أن هذا الفوز مضمون.. في وقت لايشار إلي أن الأمر فنيون يفكرون بنفس الأسلوب، ويتطلعون أو يحلمون بأنه يخسرت منتخب مصر أمام الكونغو وأمام غانا.. ويفوزون هم بمقعد المجموعة.. ويطيرون إلي موسكو. المسألة ينبغي أن تؤخذ بعناية ورعاية واهتمام.. وبموضوعية.. أمنا “هوجة” الأحكام بالمشاعر، فلن توصل إلا اذا فشل. نعم.. الفرصة مواتيه وقائمة، وربما كانت بنسبة أكبر في صالح المصريين.. ولكن من يضمن ان تأتي الرياح دائما بما تشتهي السفن. كنت دائما.. ومازلت من المؤيدين لكوبر وجهازه.. ولكن هذا لايعني عدم الاشارة إلي اخطاء فنية يقع فيها.. وهنا الفارق كبير بين أن توجه نقدا لمسئول بهدف تصحيح هذه الأخطاء، فريق ان تذبحه اما لعدم قناعة به، أو لمصلحة آخرين.. أو لأنه دمه ثقيل علي قلب سيادتك: محصلة نتائج كوبر جيدة، بل تكون ممتازة علي ضوء الظروف التي عمل ويعمل فيها.. ولكن بطبيعة الحال مايزال شكل الأداء غير مرضي، وما أتوقعه هو أن كوبر بعد ان يتأهل للمونديال ان شاء الله.. ستتغير الصورة تماما، لأن الضغوط عليه ستكون أقل. كوبر يدرك أن الشارع الكروي المصري يحلم بالتأهل لكأس العالم.. التأهل والسلام دون طموحات أكبر في النهائيات.. لذلك يلعبها بالأرقام والنتائج. إلي من يروجون للاستغناء عن خدمات كوبر بعد مباراتي الكونغووغانا: تبقي مصيبة.. وجهل.. وعدم دراية أو فهم.. وندالة!