الإسكندرية ليست مجرد مدينة ساحلية.. ولكنها تمثل حالة عشق لكل من قرأ عنها أو زارها، فما من أحد وطأت قدماه شوارعها إلا وفتن بحبها وسحرته شواطئها. » عروس البحر المتوسط».. التي كانت قديما عاصمة للثقافة والفلسفة في العالم وضمت بين جنباتها شعراء وفلاسفة من شتي أنحاء المعمورة وتغني بحبها الشعراء لم تعد كما كانت. فمبانيها الرائعة التي طالما شكلت لوحة فنية تبهر الناظرين أصبحت اليوم تأن تحت وطأة الإهمال والفساد بكتل صماء بنيت في خلسة من الزمن لتشوه ثوب المدينة الجميل. بين أمس عظيم.. وحاضر غير مرض.. ومستقبل واعد تنتظر مدينة الإسكندر الأكبر عددا من المشروعات تمثل طوق نجاة يعيد لها أمجاد الماضي بجماله وسحره. »الأخبار» تحدد المشكلات والانجازات علي أرض العاصمة الثانية وتستعرض التحديات والفرص التي من الممكن أن تعيد لعروس البحر المتوسط مرة أخري إلي الماضي الجميل. ثروة تاريخية هائلة تمتلكها مدينة الإسكندرية..وتحويها في أعماقها في انتظار خروجها للنور..ولكن استخراج الإسكندرية لآثارها الغارقة قد طال كثيرا وتشتت الآراء حول التعامل الأفضل معها.. ففي عمق منطقة السلسلة والميناء الشرقي وحتي قلعة قايتباي..تقبع هناك قرابة 4 الاف قطعة أثرية في قاع البحر..وفقًا لموقع اليونيسكو..مصيرها مازال مجهولا..هذا بجانب آثار خليج أبي قير ومدينة هرقيلون ويعود حلم اكتشاف الآثار الغارقة تحت الماء إلي أوائل القرن العشرين، منذ عام 1910، كان مهندس الموانئ الفرنسي »جونديه» Jondet مكلفًا بإجراء توسعات في ميناء الإسكندرية الغربي حيث اكتشف منشآت تحت الماء تشبه أرصفة المواني غرب جزيرة فاروس. وفي عام 1933 لعبت الصدفة دورًا في اكتشاف أول موقع للآثار الغارقة في مصر، وذلك في خليج أبي قير شرقي الإسكندرية، حيث خرجت رأسًا من الرخام للإسكندر الأكبر محفوظة الآن بالمتحف اليوناني الروماني بالاسكندرية.. واستمرت بعدها سلسلة الاكتشافات المثيرة والمستمرة. متحف الميناء الشرقي ودرست إدارة الآثار الغارقة المصرية بمشاركة د. محمد مصطفي مدير الآثار الغارقة السابق مشروعات إقامة المتحف والحفاظ علي الآثار..كما حاولت اليونسكو تدعيم مشروع إقامة متحف تحت الماء فنظمت مع وزارة الثقافة في عام 1996 حلقة عمل دولية لدراسة إمكانية إنشاء متحف تحت الماء، وأسفرت هذه الحلقة عن التوصية بضرورة إجراء دراسة جدوي بهذا الشأن.. وفي عام 1998 أوفدت بعثة ثانية أوصت بتطوير موقعي قلعة قايتباي والميناء الشرقي وتهيئتهما لإقامة متحف تحت الماء.،وبدأت دراسة الجدوي في عام 2009 وهي تبحث من الوجهة العملية إمكانية إنشاء متحف يقع جزئياً تحت الماء ويتاح فيه عرض تراث خليج الإسكندرية في موقعه الأصلي..أنشأت اليونسكو لجنة استشارية علمية دولية تضم عددا من الخبراء الدوليين المرموقين لمسايرة إعداد دراسة الجدوي، إلا ان هذا المشروع مازال معطلا حتي الآن ولاقي بعض الاعتراضات سواء علمية أو مالية أو صعوبات بيئية وأمنية متحف الفنار القديم ومن جانبه تقدم د. أسامة النحاس مدير إدارة الآثار الغارقة بالإسكندرية بمقترح لإقامة مشروع إضافي بإقامة مركز متكامل للآثار البحرية والتراث الثقافي الغارق في موقع الفنار القديم كما طالب بإنشاء حديقة متحفية تحت الماء أمام قلعة قايتباي أي في موقع فنار الإسكندرية القديم أحد عجائب الدنيا السبع القديمة،ويتضمن السيناريو عرضا متحفيا ويسمح للزوار بالغوص أو استخدام السفن الزجاجية، بجانب إنشاء أول متحف بحري. متحف مجمع للكنوز المستخرجة علي الجانب الآخر يري خبير الآثار الغارقة الدكتور عماد خليل أن فكرة بناء متحف مائي في منطقة الميناء الشرقي غير مناسبة، لعدة اسباب أبرزها أن معظم الاثار المهمة قد سبق انتشالها بالفعل وإن فكرة طرح إعادتها للماء مرة أخري غير مناسبة ويفقدها معناها الاصلية، والهدف الأصلي بعرض القطع الأثرية في مواقعها كما هي منذ آلاف السنين وبدون تدخل بشري متعمد، لافتا إلي ان محاولة تنفيذ المتحف الذي اقترحه المكتب الهندسي الفرنسي ومعروض حاليا علي موقع اليونسكو يتكلف المليارات ويتطلب تجهيزات ضخمة، ووقتا طويلا لتنفيذها.. ومن الممكن استغلالها في إنشاء متاحف أكثر تميزا ومتفقة مع معايير المتاحف العلمية والعالمية بالفعل وأشار »خليل» إلي انه من الأجدر إنشاء اول متحف يخص التاريخ البحري في مصر مؤيدا اقتراح استغلال صحن قلعة قايتباي في ذلك خاصة انها جزء من تاريخ الموقع ومقامة علي صخر فنار الإسكندرية القديم.