منذ مطلع القرن العشرين بدأ الأكراد محاولات للاستقلال وإقامة دولة لهم خاصة بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية، وقد وضعت معاهدة سيفر التي وقعها الحلفاء المنتصرون مع الخلافة العثمانية عام 1920 إطارا عاما لهذه الدولة، إلا أن توقيع معاهدة لوزان الثانية عام 1923 بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان ورومانيا من جانب وتركيا من جانب آخر أبطل معاهدة سيفر وحطم آمال الأكراد في إقامة دولتهم المستقلة بسبب ضم مساحات شاسعة من الأراضي الكردية إلي حدود تركيا الحالية هذا وينتشر الأكراد في المنطقة الجبلية الممتدة علي حدود تركياوالعراقوإيران وسوريا وأرمينيا ويقدر عددهم بحوالي 40مليون نسمة، وتصل مساحة الأراضي التي يشغلونها حوال نصف مليون كيلو متر مربع.. وعلي الرغم من نجاح الدول الثلاث تركياوإيرانوالعراق في سحق كافة المحاولات التي قام بها الأكراد لتأسيس دولتهم المستقلة إلا أن الظروف الدولية والإقليمية خلال العقد الأول من هذا القرن وحتي الآن ساعدت الأكراد - خاصة في العراق - علي اتخاذ خطوات إعلان دولتهم المستقلة وكان الاستفتاء الذي دعا إليه مسعود برزاني ريئس إقليم كردستان العراق الاثنين الماضي هو بحق التحول الأعظم في هذه المسيرة.. ومن بين العوامل التي شجعت الأكراد علي إعلان الاستقلال الاحتلال الامريكي للعراق والتوتر المتصاعد في العلاقات الأمريكيةالإيرانية والإصرار الصهيو أمريكي علي تقسيم كل من العراق وسوريا لتخرج البلدان من حسابات القوة العربية في مواجهة إسرائيل. هذا فضلا عن الخلافات التركية الأمريكية حول الترتيبات المستقبلية للمنطقة والتي تتعارض مع التوجهات التركية. وأخيرا وليس آخراً اصطناع عدو جديد لكل من إيرانوتركياوالعراق يقوي شوكة إسرائيل في مواجهة إيران. الخلاصة ان الدولة الكردية أصبحت أمرا واقعا وستعترف بها اسرائيل وبريطانيا وأمريكا فور إعلانها ولا عزاء للجهود الرامية إلي الحفاظ علي وحدة العراق وسوريا ولا يلوم العرب أحدا إلا أنفسهم وبإقامة الدولة الكردية يكون مخطط الفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الجديد قد بدأ في تحقيق أهدافه وأتي ثماره.