مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    باستثناء الكندوز، انخفاض ملحوظ في أسعار اللحوم اليوم بالأسواق    إعلان نيويورك، خطوات ملموسة وإجراءات محددة زمنيا لتنفيذ حل الدولتين    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن لعقد لقاءات ثنائية مع مسؤولي إدارة ترامب وأعضاء الكونجرس    فندق إقامة بعثة المصري بتونس يهدي الفريق تورتة اعتذارا عن أحداث لقاء الترجي    مصرع عامل سقط من الطابق الرابع أثناء تركيب «دِش» في شبين القناطر    الجمعة.. عرض «أنتِ السما وأنا الأرض» يشارك في المهرجان القومي للمسرح    رئيس مبيعات الركوب ب"جي بي أوتو": طرح 5 طرازات تؤكد ريادة شيري في السوق المصري    استئناف معسكر منتخب الشباب بمشاركة 33 لاعبا استعدادا لكأس العالم    وكيله ل في الجول: أحمد ربيع لم يفقد الأمل بانتقاله للزمالك.. وجون إدوارد أصر عليه منذ يومه الأول    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أخبار كفر الشيخ اليوم... إصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص    انخفاض الحرارة 5 درجات.. "الأرصاد" تزف بشرى سارة بشأن طقس الساعات المقبلة    خالد أبوبكر للحكومة: الكهرباء والمياه الحد الأدنى للحياة.. ولا مجال للصمت عند انقطاعهما    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    التجهيزات النهائية لحفل ريهام عبد الحكيم باستاد الإسكندرية.. صور    الدكتورة ميرفت السيد: مستشفيات الأمانة جاهزة لتطبيق التأمين الصحي الشامل فور اعتماد "Gahar"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. كاتب إسرائيلى: تجميل إسرائيل إعلاميا سيفشل ولا تبرير لتجويع غزة.. ودولة الاحتلال تعترض صاروخا أطلق من اليمن وتهاجم لبنان 500 مرة خلال فترة الهدنة    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    حقيقة اهتمام ريال مدريد بالتعاقد مع رودري نجم مانشستر سيتي    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    خبير بيئي: حرائق قرية برخيل ناتجة عن اشتعال ذاتي بسبب تخمر بقايا المحاصيل والقمامة    مدرب إنبي: فلسفة ريبييرو واضحة    مفاجأة ممدوح عباس.. الزمالك يتحرك لضم ديانج.. تقرير يكشف    نجم بيراميدز يطلب الانتقال ل الزمالك وحقيقة «كوبري» وسام أبو علي.. تقرير يكشف    «مهلة لنهاية الشهر».. إعلامي يكشف قرار المحكمة الرياضية في شكوى سحب الدوري من الأهلي    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    عيار 21 الآن يسجل رقمًا جديدًا.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 30 يوليو بعد الانخفاض بالصاغة    رئيس وزراء فلسطين يبحث مع وزير الخارجية السعودي تنسيق المواقف المشتركة    الجامعات الأهلية الأقل تكلفة في مصر 2026.. قائمة كاملة بالمصروفات ومؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    أطلقه بالخطأ أثناء تنظيف السلاح.. عامل ينهي حياة ابنه بطلق ناري في كفر الشيخ    إصابة 10 أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص على «الدولي الساحلي» بكفر الشيخ    التفاصيل الكاملة لسيدة تدعي أنها "ابنة مبارك" واتهمت مشاهير بجرائم خطيرة    مصرع شاب سقط من علو في أكتوبر    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. موعد الانطلاق والمؤشرات الأولية المتوقعة للقبول    ماذا جاء في البيان الختامي لمؤتمر نيويورك لحل الدولتين؟    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    أحمد فؤاد سليم: مدرس سابق عصره أشعل شرارة التمثيل بداخلي منذ المرحلة الابتدائية    مي فاروق تكشف موعد طرح أحدث أغانيها«أنا اللي مشيت»    خبير ل ستوديو إكسترا : مصر مركز المقاومة الحقيقي وهناك محاولة متعمدة لإضعاف الدور المصري    زيلينسكي: سيتم توسيع برنامج تجنيد الشباب في القوات الأوكرانية بالتعاقد    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    خالف توقعات الأطباء ومصاب بعيب في القلب.. طفل مولود قبل أوانه ب133 يومًا يدخل موسوعة «جينيس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    «السياحة والآثار»: المتحف القومي للحضارة شهد زيادة في الإيرادات بنسبة 28%    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    محافظ الدقهلية يهنئ مدير الأمن الجديد عقب توليه منصبه    بدء انتخابات التجديد النصفى على عضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية    قبل الصمت الانتخابي.. أضخم مؤتمر لمرشحي مستقبل وطن في استاد القاهرة (20 صورة)    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    برلمانية تطالب بإصدار قرار وزاري يُلزم بلم شمل الأشقاء في مدرسة واحدة    20% من صادرات العالم.. مصر تتصدر المركز الأول عالميًا في تصدير بودرة الخبز المُحضَّرة في 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير الاستشارات المالية عادل عبدالمنعم يفتح قلبه ل »الأخبار«:
أعوان وزير الاستثمار السابق سرقوا مشروعي وقدموه لهيئة المعونة الأمريكية ضمن برنامج »جمال« الرئاسي! بطبق الگشري نغزو الصين وآسيا وأوروبا
نشر في الأخبار يوم 24 - 05 - 2011

أحذر: »المعونة الأمرىكىة« مدخل لاختراق أجهزة الدولة وسرقة المعلومات اسمه عادل عبدالمنعم عبدالحليم.. عمل 61 عاما بالولايات المتحدة في العديد من الشركات المتخصصة في الاستشارات المالية.. ولخبرته استعانت به بعض الجامعات الامريكية للتدريس بها.. عاد الي مصر مع بداية عام 0102 ليقدم خبرته للمساعدة في تنمية الاقتصاد المصري.. افكار كثيرة كانت تدور في رأسه علي رأسها مشروع تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة الذي يتحدث عنه الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء كثيرا هذه الأيام.. بمجرد ان عرض المشروع علي احد المقربين من الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار السابق طلب منه ان »يكفي علي الخبر ماجور« لان هذا المشروع يمكن ادخاله ضمن البرنامج الانتخابي لجمال مبارك.. وعندما قال ان المشروع يحتاج الي تمويل قالوا له ان جمعية سوزان مبارك بمصر الجديدة قادرة علي تنفيذ اي فكرة تساعد علي انجاح برنامج جمال الانتخابي.. كما ان المعونة الامريكية يمكن ان تصرف علي المشروع.. وعندما اعترض علي تدخل المعونة الامريكية في مشروع يتعلق بالبنية التحتية للاقتصاد المصري.. قالوا له: »ما هو لو انت ما كنتش امريكي ما كناش هانسمح لك تقعد معانا«!!
منذ اللحظة الاولي شعرت كم هو عاشق لمصر.. وكم يتمني ان تتحول افكاره إلي واقع لثقته ان افكاره لن تساعد مصر فقط علي النهوض باقتصادها، بل انها يمكن ان تجر وراءها كثيرا من دول المنطقة العربية والافريقية.. وفوق كل هذا فإنها تقدم فكرا اقتصاديا يتخطي موضوع الحساسية الموجودة عند الكثيرين من مسألة فوائد البنوك وهو الامر الذي يمكن ان يجتذب استثمارات كثيرة وثروات كانت مدفونة »تحت البلاطة«!
سألته: نبتدي منين الحكاية؟
قال: منذ عام 0102 بعد عودتي من امريكا لأستقر في القاهرة حيث بدأت ارتب افكاري واستجمع خزين خبرتي للمساعدة في تنمية اقتصاد بلادي.. سعيت بعد ذلك لتوصيل افكاري الي وزارة الاستثمار وخلال احد المؤتمرات عرفني واحد من المقربين من الدكتور محمود محيي الدين بالوزير السابق ولما طلبت من الوزير ان يحدد لي موعدا لعرض افكاري نادي علي شخص يدعي الدكتور اشرف جمال الدين الذي فهمت انه ابرز مساعدي الوزير السابق وقال لي ان هذا الرجل هو الذي سيسهل لك كل الامور وانه سيكون حلقة الاتصال بيني وبينك .. وقال لي بالحرف الواحد: »انا سمعت عن افكارك كتير وعاجبني كتير منها.. اتكلم مع اشرف وكل شيء هيوصلني«.
الدكتور اشرف كما علمت كان صديقا لجمال مبارك في الفترة التي قضاها جمال في لندن وهو للعلم مازال من اقوي الشخصيات حتي الان في وزارة الاستثمار بدليل انهم اطاحوا الاسبوع الماضي بأحمد رجب أشهر مستشاري الوزير الذي كان منتدبا من وزارة الخارجية وفصلوه من الوزارة بأثر رجعي، اما الدكتور اشرف جمال الدين صديق جمال مبارك فمازال في موقعه حرا طليقا حتي الان!
المهم.. في البداية تفاعل معي الدكتور اشرف الذي يتولي مسئولية المدير التنفيذي لمركز يسمي مركز المديرين المصري وقال لي »احنا عايزين حاجة نخدم بها البلد« وطلب مني اعطاء كورسات عن ادارة المخاطر في الشركات، وقال انهم بصدد تنظيم دورة مع بنك مصر لاحظت انهم في هذا المركز يصرفون علي الدورات ببذخ شديد حتي انهم اعطوا احد العاملين بالمركز مبلغ 57 ألف جنيه لدورة نظمها عن نظم المراجعات الداخلية، مع ان الكورس كان في تقييمي لا يرقي الي هذه القيمة وكانت المادة المقدمة ضعيفة.
في مرة من المرات اخبروني ان هيئة المعونة الامريكية ارسلت خبيرا لدراسة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فقلت لهم ان عندي افكارا افضل من افكار هيئة المعونة الامريكية وبدلا من ان نأخذ مشروعات امريكية ونكبرها لماذا لا نعطي الفرصة لمشاريع مصرية يمكن لها ان تنتشر في العالم وليس في المنطقة العربية أو الافريقية وحدها.
غزوة الكشري
قلت له: اريد امثلة؟
قال: عندك مثلا مشروع الكشري.. الكشري عبارة عن ارز وعدس والصينيون وسكان اسيا يعتمدون في حياتهم بشكل اساسي علي وجبة الارز.. لماذا لا نقدم لهم وجبة الارز والعدس كمشروع مصري لوجبة لذيذة الطعم يمكن ان نغزو بها الصين واسيا، وعددت نماذج لتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة أمام الدكتور اشرف الذي انبهر بالافكار وقال ان هذا الموضوع يمكن ادخاله في البرنامج الانتخابي عند ترشح جمال مبارك في انتخابات الرئاسة القادمة.. ولما بدأت التحدث عن طريقة التمويل قال: لا تقلق علي التمويل فجمعية مصر الجديدة ترأسها سوزان مبارك علي استعداد لتمويل اي فكرة تساعد »جمال بيه« مهما كانت تكلفتها.. واخبرني ايضا ان هيئة المعونة الامريكية سوف تساهم في انجاح المشروع.. وعندما جاء ذكر المعونة الامريكية توقفت عن الكلام وقلت للدكتور اشرف: انا اتكلم معك عن بنية تحتية للاقتصاد المصري وامور حساسة »ما ينفعش« ندخل الامريكان فيها.. فابتسم وقال: »ما هو لو انت ما كنتش امريكي ما كناش هانسمح لك تقعد معانا«!
وكيف استقبلت هذا الكلام؟
قال: بصراحة كانت صدمتي كبيرة وزاد من شدة الصدمة عندما اخبرني الدكتور اشرف ان شخصا امريكيا يدعي »دان« عمل لفترة في المخابرات الامريكية CIA موجود في القاهرة لالقاء محاضرات حول تنمية المشاريع.. وعندما استمعت الي »دان« هذا اكتشفت ان كل كلامه عبارة عن فقرات مأخوذة من »النت« عن كيفية الاقتراض من البنوك.. وبمتابعة الرجل الامريكي اكتشفت انه يسعي للحصول علي معلومات بأي طريقة عن اساليب تعامل البنوك المصرية وكيف انها استطاعت ان تتجاوز الازمة المالية العالمية؟
تأكدت من ذلك عندما علمت من احمد عيد احد مساعدي الدكتور اشرف جمال الدين ان »دان« منذ وصوله للقاهرة وهو يطلب معلومات عن بنوك مصر والقاهرة والاسكندرية والاهلي ويطلب مساعدته في توصيله بالمسئولين عن هذه البنوك للتعرف علي وسائل الاقراض واساليب عمل البنوك المصرية بحجة انه يحتاج هذه المعلومات في المحاضرات التي سيلقيها.. ومن واقع خبرتي وتعاملاتي خلال فترة تواجدي في امريكا تأكدت ان هذا الرجل يجمع معلومات لاغراض اخري، ولما قابلت الدكتور اشرف انفعلت عليه وقلت له: انكم تساعدون هذا الامريكي »دان« علي سرقة اسرار البلد.. فرد قائلا: هذه سياسة اكبر مني ومنك.. وقد تأكد صدق توقعي حول مهمة هذا الامريكي الذي سبق له العمل في ال CIA عندما كنت اتحدث مع بعض المسئولين بهيئة المعونة الامريكية عن مشروعاتهم في مصر ففوجئت بهم يقولون انهم يريدون معلومات ودراسات عن نظام البنوك.. فئات المواطنين التي تتعامل معها.. ومعلومات اخري كثيرة اري انها يمكن ان تستخدم لمعرفة نقاط الضعف والقوة في نظام عمل البنوك المصرية وايجاد خطة لتدميرها اذا ارادو ذلك.
خطورة المعونة
اراك متحيزا ضد هيئة المعونة الامريكية مع ان الامر الظاهر انها تقدم مساعدات وتطور مشروعات؟!
قال: هنا مربط الفرس ومكمن الخطورة.. الذي لا يفهمه الكثيرون ان المعونة الامريكية هي فقط مجرد مدخل امريكي لاختراق الاجهزة والوزارات والهيئات للحصول علي معلومات وهذه هي مشكلة امريكا الان.. المعلومة.. امريكا بعد حرب العراق آمنت انه لا جدوي من استخدام السلاح لتدمير الشعوب.. الارقام اقوي من القنبلة الهيدروجينية في التدمير.. فعن طريق الارقام تستطيع الاجهزة الامريكية تسيير الامور في الدول حسب مشيئتها.. ان ارادتها يسارا تتجه يسارا وإن ارادتها يمينا تكون كما تشاء.. وهذا في رأيي كان »بلوة « عهد حسني مبارك.. امريكا لا تدفع إلا لكي تحصل علي ثمن ما تدفع.. معونات امريكا كلها مشروطة.. لذلك فإنني احذر من الانخداع بكلام اوباما عن دعم مصر.. اوباما يتكلم الان عن دعم مصر حتي يحافظ علي استمرار الوضع كما كان وانا انصح الحكومة ليس برفض المعونة، ولكن بفرض الشكل الذي تتلقي به مصر المعونة.. نحن لا نريدها دولارات ولكن نريدها مشروعات واستثمارات نحن الذين نحدد هويتها لا كما كان يحدث من قبل مشروعات مفروضة علي مصر لتشغيل المصانع الامريكية وتوفير فرص عمل للعاطلين الذين كانوا يحضرون الي مصر كخبراء رغم ان اقل فني في مصر اكثر منهم خبرة، وقد لمس كثير من المصريين ذلك في عهد مبارك ولكن احدا لم يكن لينطق وإلا» راح وراء الشمس« وحتي اذا تجرأ ونطق كان يقال له كما قيل لي »هذه سياسة اكبر مني ومنك«.. يعني خلاصة الكلام مصر كانت متباعة!
رغم انك عشت 61 عاما في امريكا اراك غارقا مثلنا في نظرية المؤامرة؟!
قال: المؤامرة فعلا موجودة وسأؤكد لك كلامي بمثال اخر.. من ضمن الافكار التي عرضتها علي وزارة الاستثمار فكرة مشروع انشاء مركز معلومات عن السيارات.. نحن نملك ثروة من السيارات والمشروعات المرتبطة بها ولا نملك أي معلومات عنها.. مثلا: نحن لا نعرف كم عدد السيارات التي تسير في شوارعنا بدقة.. وكم من الورش ومراكز الصيانة نملك.. وكم محل قطع غيار؟.. اي ان هناك نقصا كبيرا في المعلومات الدقيقة حول هذه الثروة، لذلك فإن مركزا معلوماتيا حول هذا الموضوع هو امر ضروري.. تخيل انه بمجرد ان طرحت هذه الفكرة علي الدكتور اشرف مساعد وزير الاستثمار السابق ماذا كان تعليقه.. قال: ياااه هذه فكرة رائعة.. والامريكان لو عرفوا بها سيدفعون فيها ملايين بل مليارات.. هل فهمت الان الخط الذي تتحرك فيه المعونة الامريكية بوضوح؟!
عائلات »البيزنس«
وماذا عن افكارك الاخري؟
قال: طرحت فكرة انشاء مركز مصري للشركات والمستثمرين يكون بمثابة حلقة وصل بين الطرفين.. هذا المركز تصب فيه جميع المعلومات التي تتعلق بالبيزنس ويكون بمثابة مركز للاستشارات المالية والضرائبية والمحاسبية.. هذا المركز ينشيء كلية صغيرة لتدريب عائلات رجال الاعمال.
قلت: ماذا تقصد بعائلات رجال الاعمال؟
قال: تذكر انني اتكلم عن تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة وليس الكبار من رجال الاعمال.. تخيل مثلا عائلة ابوطارق التي اصبحت مشهورة في صناعة الكشري.. نجيب اولاد ابوطارق وجميع اقربائه المهتمين بقصة الكشري وغيرهم من العائلات التي تعمل في بيزنس الكشري وندخلهم هذه الكلية الصغيرة وندربهم علي كيفية تنمية وتطوير صناعة الكشري لنغزو بها العالم.
ولماذا »العيلة«؟
قال: حتي يظل »بيزنس الكشري« مستمرا بالعيلة ولا يتوقف أو يتعطل لغياب كبير العائلة لاي سبب من الاسباب.. »مؤمن« كان صغيراً وكبر.. لماذا لا نأخذ العقلية الاقتصادية لمشروع »مؤمن« من اجل ان نطور ابوطارق وانا هنا اقصد تطوير الاقتصاد ومن منظور اسلامي.. وعلي فكرة عندما اقول »اقتصاد اسلامي« ليس معناه ان يعمل فيه المسلمون فقط ولكن المسلمين والمسيحيين معا ولكن من خلال رؤية خاصة بمنطقتنا بعيدة عن الاسلوب الغربي في ادارة الاقتصاد.
انت تعلم حساسية كثير من المسلمين من فوائد البنوك؟
قال: هذا هو لب الموضوع الذي اريد ان اتكلم فيه.. انا لا اريد تمويلا أو قروضا للمشروعات بفوائد البنك، لان تمويل المشروعات بنظام الفائدة طبقا لثقافتنا يعطل المشروع ولا يساعده علي النمو.. لذلك فأنا أطرح هنا فكرة التمويل بالمشاركة.. تشارك ب 02٪ من رأس المال تحصل علي 02٪ من الارباح.. نحن عندنا مشاريع.. وعمالة وارض خصبة للاستثمار.. هذا الامر يمكن ان يجعلنا بديلا للصين.. لكن المسألة عايزة توجيه صح.. وعايزة اهتمام حقيقي بموضوع الضرائب خاصة بالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لانه ليس منطقيا ان تدفع مثل هذه المشاريع 02٪ ضرائب ويدفع مثلها اباطرة البيزنس الكبار.. هذا ظلم.. وانت بهذا الاسلوب اجبرت اصحاب المشروعات الصغيرة مثل المحلات والورش البسيطة علي الغش في الضرائب. ونفس الشيء ينطبق علي الضرائب العقارية لانه ليس منطقيا ان الذي عنده شاليهات وقصور يدفع نسبة من عنده مجرد شقة يستر فيها اولاده.. الخلاصة ان النظام الضرائبي محتاج الي اعادة نظر لما يتسم به من عدم العدالة لعدم وجود نظام للشرائح.. وأؤكد لك ان هذا النظام هو الذي يقلل من حصيلة الضرائب التي تدخل خزينة الدولة بسبب كثرة التهرب وكثرة القضايا التي لا داعي لها.. هذا النظام زاد من الفجوة بين الكبير والصغير ويزيد الحمل علي الشركات الصغيرة التي من المفروض ان تحميها الدولة وتدعمها وتساعدها علي الوقوف والنمو بتقديم اعفاء ضريبي خاص بها.
حساسية الفوائد
وماذا عن افكارك الاخري لتفادي حساسية فوائد البنوك؟
قال: انني ادعو الي اصدار سندات ذات عائد متغير بحيث يحصل المستثمر في السندات علي نسبة من العائد وليس من رأس المال.. عندنا مثلا شركة رأسمالها 001 مليون جنيه وشركة اخري متوسطة رأسمالها 02 مليونا وثالثة رأسمالها 03 مليون يكون عندنا مجموعة شركات رأسمالها مجتمعة 051 مليونا.. في هذه الحالة يمكن الاستثمار في قيمة 051 مليون جنيه ويمكن تقسيم ال 051 مليونا جنيه علي مجموعة من الوثائق قيمة الوثيقة الواحدة 051 جنيها بهذه الطريقة استطيع تمويل هذه المشروعات من مال الشعب.. مواطن يشتري 01 وثائق واخر يشتري 001.. الوثيقة الواحدة تكسب مرة 02 ومرة ثلاثين اي ان المكسب يكون متغيرا وهذا الامر مريح نفسيا للمواطن الذي لا يرتاح الي الفائدة.. ومن الناحية الاقتصادية اكثر فائدة انت تشعر المواطن انه شريك معك ويتحمل المخاطر معك دون وجود نسبة ارباح ثابتة محل شك.. وحتي لو حدثت خسارة في مرة من المرات فإنه علي المدي الطويل فإن الربح »يشيل« الخسارة.. وأنا متأكد ان هذا الفكر سوف يخرج الثروات الموجودة »تحت البلاطة« التي ترفض التعامل في البنوك.. وهذا لن يجتذب مواطنينا فقط ولكن يمكن ان يجتذب مواطني الدول المحيطة بنا التي تحركها نفس ثقافتنا.. هذا الفكر سيساعد علي تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو الفكر الذي ساعد بالفعل علي ارتقاء اقتصاديات تركيا وسنغافورة والبرازيل وبهذا الاسلوب نجحوا وتقدموا .
سرقوا مشروعي
وماذا فعلت وزارة الاستثمار السابقة بالمشروع الذي قدمته لتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة؟
قال: قدمت نسخة من المشروع للدكتور اشرف جمال الدين حسب تعليمات وزير الاستثمار السابق.. بعدها طلب مني ارسال نسخة بالبريد الاليكتروني لتقديمها للوزير ولم افهم السبب في ذلك رغم انني اعطيت له نسخة مكتوبة.. ولما سألته قال: اريد نسخة يمكن التعديل فيها لعدم وضوح بعض الاصطلاحات.. ولانني كنت قد صليت العصر مع الرجل لم اكن اتوقع اية خيانة.. بل انني طلبت منه ان يوضح للوزير ان مشروع التطوير سيؤدي الي تفعيل حقيقي لدور الجامعة وربطها بالمشروعات الصناعية وسيؤدي الي تشجيع الصناعة المصرية.. الناس كلها هاتشتغل وهتنتج وهاترتفع قيمة الجنيه والناس لما تشتغل هاتقل الجريمة تماما.
بعد ان ارسلت نسخة بالبريد الاليكتروني للدكتور اشرف جمال الدين لم يعد يرد بعدها علي تليفوني.. وبعد اسبوعين رد علي رسالة بالبريد الاليكتروني قائلا ان الوزير رفض الفكرة ولكنه لحرصه عليها عنده اقتراح اخر لتطوير الفكرة يجعلها مقبولة عند الوزير!
بعدها تلقيت اتصالا من شخص يدعي الدكتور اسامة يعمل في هيئة المعونة الكندية يخبرني ان مشروعي تم تقديمه لهيئة المعونة الامريكية بأسماء اشخاص اخرين.. وللتأكد من كلامه دخلت علي النت لقيت مشروعي بالتفصيل وكل افكاري موقع عليها من خلال مذكرة تفاهم بين المعونة الامريكية والدكتور اشرف جمال الدين دون ذكر اسمي علي الاطلاق.. ساعتها »شديت في شعري«!
اتصل بي اشرف يطلب مني الحضور للوزارة.. ووجدته يخبرني »باستعباط« ان المعونة الامريكية طلبت بعض الايضاحات حول مشروع تطوير الصناعات الصغيرة وربطه بالجامعات.. قلت له انا عندي استعداد للحضور بشرط ان يكون كل الفريق الخاص به موجوداً لطرح الاسئلة كلها ثم اجيب عليها؟ ولما حضرت قلت له في البداية انا الذي اريد ان اسأل سؤالا محددا؟ هل قمت فعلا بعرض الفكرة علي الوزير.. قال: طبعا.. وهنا اكمل الكلام شخص يدعي احمد عيد وقال عشان كده وقعنا مذكرة.. ثم لم يكمل الكلام بعد ان ضغط الدكتور اشرف علي يده ومنعه من استكمال الكلام!.. سألته: وهل الفكرة خرجت الي جهات اخري خارج الوزارة؟ .. قال: لا! فرد شخص اخر وقال مستنكرا: »ازاي دا احنا موقعين مذكرة تفاهم مع هيئة المعونة الامريكية بخصوص الفكرة!«
فقلت لكل الحاضرين: يا جماعة الراجل بتاعكم سرق فكرتي وقدمها باسمه لهيئة المعونة الامريكية!
ثم وجهت اليه حديثي قائلا »دا انت قلت لي ان الفكرة هاتدخل البرنامج الانتخابي لجمال مبارك وبعدين تضحك عليه وتسرقها« فتغير وجهه وقال: »طب لو اعتذرت لك تستمر معانا.. انت هاتشتغل معانا«. قلت له: »لو ده اسلوبكم ما يشرفنيش اشتغل معاك« ثم تركت القاعة وخرجت.
قلت: وبماذا تفسر ما حدث؟
قال: لقد فهمت من اصراره علي حضوري وسعيه بكل الطرق لترضيتي ومصالحتي ان موافقة هيئة المعونة الامريكية علي صرف ميزانية كبيرة خاصة بالفكرة كانت متوقفة علي الاجابة علي بعض الاسئلة، حتي انه استدعي خبراء متخصصين من الهند علي حساب الوزارة ليجيبوا علي اسئلة هيئة المعونة الامريكية ولكنهم فشلوا لان احدا لم يستوعب الافكار التي كتبتها.. ولهذا السبب اعلنت المعونة الامريكية انسحابها من المشروع.
لا تخافوا من الضرائب
والان.. ماذا تطلب من الدولة؟
قال: ضرورة ان تقترب اكثر واكثر من اصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطمئنهم بأنه لا توجد مشكلة في التمويل، وان الدولة ستقف بقوة الي جوار اصحاب المشروعات وتقول لهم لا تخافوا من الضرائب وسنساندكم بالشكل الذي تريدونه ونخفف عنكم الاعباء لان دوركم مهم جدا في دفع عجلة الاقتصاد.. وصدقني عندما تعطيهم الدولة هذه الثقة سوف يفتحوا لها دفاترهم بكل اطمئنان.
الامر الثاني الذي اطلبه من الدولة هو ضرورة ربط النظام التعليمي الجامعي باحتياجات الاقتصاد لدفع عجلة الانتاج فمثلا طالب السياحة والاثار ماذا يدرس وهل تتفق دراسته مع احتياجات السوق السياحي.. واعطيه المناهج التي تؤهله للعمل فور التخرج.. وهكذا في كل المجالات بدلا من تخريج غرباء علي سوق العمل يقولون ان ما درسناه شيء وما نعمل به شيء مختلف تماما!
الامر الثالث هو ضرورة قيام الدولة بعمل حصر للسلع التي نستوردها وتشكل عبئا علي الاقتصاد المصري.. ثم تقوم بتشجيع الشركات المحلية علي تصنيع السلع التي نستوردها بكل الطرق حتي يتحقق الاستقلال التام لان الثورة لن يتأكد نجاحها إلا إذا تحقق هذا الاستقلال بانتاج كل ما نحتاجه في يومنا بايدينا.. وهنا اطالب اصحاب الشركات الكبيرة - ساويرس مثلا- بتبني الشركات الصغيرة.. يعلموهم ازاي يكبروا واتمني لو كل رجل اعمال كبير يتبني 02 شركة صغيرة.. هذا سيحرك الاقتصاد بسرعة نحو النمو.
الجنيه والدولار
وفي النهاية اريد ان انبه الي كارثة ربط الجنيه المصري بالدولار.. هذه مصيبة كبيرة.. فكلما صعد الدولار »وقع« الجنيه.. وعندما يهبط الدولار لا يصعد الجنيه لان المشكلة في نسبة الصادرات والواردات التي لا تتغير.
قلت: والحل؟
قال: انها فرصتنا الان لفصل الجنيه عن الدولار.. ايراد قناة السويس مثلا لماذا لا يكون بالجنيه.. الايراد شهريا في حدود 054 مليون دولار.. لو حصلت هذا المبلغ بالجنيه بالتوافق مع فصل الجنيه عن الدولار سيؤدي هذا الي زيادة الطلب علي الجنيه المصري وبالتالي سيرتفع سعره وتزداد قيمته.. هذا مثل واحد من فوائد تحصيل الايرادات بالجنيه.. قس علي هذا دخل السياحة والتصدير وغيرها من المجالات التي نحصل فيها علي موارد بالدولار.. وعندما يعلو الجنيه سوف يساعد هذا المنتج المحلي علي النمو اكثر.
قلت: ولماذا لم تقدم افكارك هذه للحكومة؟
قال: للاسف ظروف رئيس الوزراء صعبة وقد ذهبت لمكتب الدكتور احمد السمان المستشار الاعلامي للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وتركت ملخصا لمشروعي لتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة عن طريق بريد رئيس الوزراء ولم اتلق اي رد.. وحاولت الاتصال عن طريق البريد الاليكتروني لرئيس الوزراء دون جدوي.. واضح ان الظروف الصعبة لا تعطي الوقت أو الفرصة لرئيس الوزراء لسماعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.