الصين وروسيا تشككان في جدوي العقوبات وتدعوان للحوار مع بيونج يانج قبل ساعات من اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة التهديدات الصاروخية لكوريا الشمالية، أعلنت كوريا الجنوبية أنها رصدت مؤشرات تفيد بأن الشمال يعد لعملية إطلاق صاروخ باليستي جديد قد يكون صاروخا عابرا للقارات. وكانت بيونج يانج قد أطلقت أمس الأول صاروخا باليستيا برأس يحمل قنبلة هيدروجينية فتاكة في سادس تجربة نووية تجريها منذ عام 2006، مما أحدث فزعا في المنطقة وسارعت بلدان العالم أجمع بالتنديد بالتجربة وإدانة نظام الزعيم »كيم جونج- أون». وقالت سول أن التجربة النووية لبيونج يانج بلغت قوتها 50 كيلوطن، أي أقوي بخمس مرات من التجربة النووية الخامسة التي أجرتها في سبتمبر 2016، وبأكثر من ثلاث مرات من القنبلة الأمريكية التي دمرت هيروشيما عام 1945. وأعلنت وزارة الدفاع في سول أنه بالتعاون مع الولاياتالمتحدة سيتم نشر مزيد من الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ، موضحة في بيان إن »أربع قاذفات متبقية من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي ثاد ستنشر قريبا بصورة مؤقتة في موقع »سيونججو» جنوبي سول وذلك للتصدي للتهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من الشمال». كما أعلنت سول أيضا أنها اطلقت أمس عددا من الصواريخ الباليستية - قصيرة المدي من نوع »هيونمو» - في إطار مناورات عسكرية بالذخيرة الحية لصد هجوم وهمي من الشمال. كما نشرت السلطات تسجيلا مصورا تظهر فيه طائرات »إف-15كي» تطلق صواريخ جو أرض. وفي اليابان، قال رئيس الوزراء »شينزو آبي» أمس ان بلاده ستبذل قصاري جهدها بالتعاون مع الولاياتالمتحدة لزيادة قدراتها الدفاعية الصاروخية. كما أعلن وزير الخارجية الياباني »تارو كونو» إنه اتفق مع نظيره الأمريكي »ريكس تيلرسون» علي التعاون لتصعيد الضغوط علي كوريا الشمالية من خلال الأممالمتحدة. في حين ذلك يستعد مجلس الأمن الدولي للانعقاد خلال ساعات برئاسة مصر لمناقشة التجربة النووية لكوريا الشمالية، وذلك بناء علي طلب من الولاياتالمتحدةواليابان وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية. وتفرض الأممالمتحدة عقوبات علي كوريا الشمالية منذ عام 2006 بسبب برامجها للصواريخ الباليستية والنووية. ووسط ادانات دولية مختلفة، قالت الصين وروسيا إنهما »ستتعاملان بشكل ملائم» مع كوريا الشمالية. أما الصين فقد أعلنت أنها قدمت احتجاجات رسمية لسفارة كوريا الشمالية في بكين بعد التجربة النووية، لكن محللون نقلت عنهم »رويترز» قالوا ان غضب الصين من الغرب الذي يحملها »المسئولية وحدها عن كوريا الشمالية» يطغي علي موقفها من الأزمة، حيث شككت بكين مرارا في جدوي العقوبات الاقتصادية واعتبرت انها ليست المسئولة وحدها عن احتواء بيونج يانج، وان الدفع من أجل الحوار جزء لا يتجزأ من الحل. كما انتقدت بكين أمس تهديدات الرئيس الأمريكي بقطع المعاملات التجارية مع الدول التي تتعامل مع كوريا الشمالية – معتبرة انها »غير مقبولة وغير عادلة»، اذ تعمل الصين بشكل حثيث لحل الأزمة بينما يتم معاقبتها من ناحية أخري علي علاقتها ببيونج يانج. وفي موسكو، حذر نائب وزير الخارجية الروسي »سيرجي ريابكوف» إن أي خطوات »حمقاء» فيما يتعلق بكوريا الشمالية قد تزيد الوضع سوءا مضيفا أن هناك حاجة لحل سياسي للأزمة. وأضاف في تصريحات علي هامش اجتماعات البريكس في الصين »يجب أن يتحلي الأقوي والأذكي بضبط النفس». علي الصعيد الاقتصادي، انخفضت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة أمس عقب موجة بيع واسعة النطاق علي وقع التطورات. وفي كوريا الجنوبية، تعهد وزير المالية »كيم دونج-يونج» بتطبيق سياسات لدعم الأسواق المالية إذا ظهرت علامات علي امتداد عدم الاستقرار إلي الاقتصاد الحقيقي.