علي وقائع فيلم الرصاصة لاتزال في جيبي للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس أتمني أن نتذكر دائما وألا ننسي حرب اكتوبر المجيدة وبطولاتها وأبطالها، ولا لحظات العبور واقتحام القناة واعتلاء الساتر الترابي والاستيلاء علي نقط العدو الاسرائيلي الحصينة في خط بارليف. 44عاما بالتمام والكمال تمر هذا العام علي الانتصار واستعادة الكرامة، المعركة التي خاضها الجيش المصري لاستعادة الارض تحت شعار ونداء الله أكبر، النصر أو الشهادة وصدق وعده فحقق ماأراد علي القوة التي كانت تتباهي بأنها الجيش الذي لايقهر فحوله أبطالنا إلي أسري وقتلي وسط حطام معداته الذي زودته به امريكا من ترسانتها الحربية الرهيبة لتكسر شوكتنا. بصراحة الاحتفالات بالذكري صار روتينيا ولوأن هناك وقائع رسمية تقوم بها الدولة، ولكن أين الشباب من تلك الاحتفالات، الحرب مرعليها كل تلك السنوات وهي فترة تمثل مايقارب عمرجيليين وفي رأيي انها كفيلة قطعا بفعل الاحداث والزمن والتطورات الرهيبة في وقائع الحياة اليومية والانشغال بمؤثراتها علي الجميع دون رحمة ان تجعل الاحتفال بالذكري يخفت عاما بعد الآخر، وهنا الخوف ،فالشباب غائب عن معرفة ماتم في الحرب ولا يحاول المعرفة ونحن السبب مع الأسف فلا قدمنا له افلاما روائية تحكي الصور المضيئة التي حوتها يوميات الحرب من سجلات الجيش المصري الرسمية وكلها تصلح لتكون مادة فيلمية رائعة خاصة في ملحمة العبور التي وصفها الخبراء العسكريون بالمستحيلة مع الاستحكامات التي اقامتها اسرائيل علي ضفة القناة وخطها المنيع الذي كان في رأي المختصين يحتاج إلي قنبلة ذرية لازالته ولكن بفعل الارادة المصرية ونداء الله أكبر والاستعداد الجيد للمعركة التي سبقها خطة خداع استراتيجي أعمت عين العدو ومخابراته وحلفائه عن اكتشاف نية المعركة، فكانت المفاجأة المذهلة والصدمة التي ساهمت في نجاح العبور وفي خلال ساعات كانت كل حصون بارليف تحت قبضة جنودنا البواسل واكثر من 80 ألف جندي علي الضفة الشرقية للقناة قبل حلول الليل. 44 عاما وليس لدينا أفلام روائية إلاما يقارب مايعد علي أصابع اليد الواحدة وعلي رأسها الرصاصة لا تزال في جيبي وهو الوحيد الذي يذكرنا بالحرب ومجموعة من الافلام التسجيلية التي تقدمها القوات المسلحة في الذكري وتذاع وفقط في يوم الذكري. اكتوبر مليء بالبطولات وكم أتذكر ماكان يحكيه لي أستاذي الراحل الاديب الكبير جمال الغيطاني وكان المحرر العسكري للاخبار في الحرب وعندما اتيحت له فرصة لجمع البطولات أخرج مجموعات أشرف عليها في سلسلة كتب اطلق عليها أدب الحرب، كانت كل قصة منها كافية لإنتاج فيلم يروي قصة شعب حقق المعجزة بانتصار أكتوبر. الواقع والحقيقة يؤكدان أن البطولات مسجلة بدقة خاصة في سجلات القوات المسلحة وتم ذلك منذ اللحظة الاولي للعبور واكتمل في اليوبيل الفضي عندما دعت أبطال الحرب لتسجيل ذكرياتهم في الحرب صوتا وصورة، وكم أتمني ان تخرج تلك التسجيلات خاصة بعد مرور كل تلك الفترة علي الحرب علي هيئة كتب او سيديهات ليراها الجميع ونذكر بها الشباب الذين لم يعيشوا المعركة، تلك التسجيلات هي ملك الشعب وحدة من عاش الحرب ومن ولد بعدها وحتي الآن ليتعلم الجميع درسا في الوطنية وروح أكتوبر التي مع الأسف كانت حقيقة نتباهي بها وحولناها إلي ذكري نلتمس عودتها عند كل شديدة أو موقف صعب رغم أننا لو اتخذناها شعارا لأصبحنا أعظم الامم ، وكم اتمني أن يكون تحت يدي المجلدات التي أصدرتها القوات المسلحة في يوبيلها الفضي لأحكيها لأولادي ومن في سنهم وأستمتع بالعيش مع الذكري. أنا أحيي ما أعلنه زميلي وأخي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم من أن سلسلة كتاب اليوم ستصدر في احتفالات أكتوبر القادمة مذكرات اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية في حرب أكتوبر وأحد قادتها ، الكتاب اضافة إلي المكتبة العسكرية التي تحتاج إلي المزيد. أكتوبر يجب أن يكون حاضرا دائما.