هل تصدق أن 93 في المائة من المواطنين بالمنطقة العربية محرومون من مشاهدة البطولات الرياضية الهامة التي تشارك فيها منتخبات وأندية عربية؟! هذا التساؤل الاستنكاري يطرح قضية تشفير المباريات والأحداث الرياضية الكبري التي تتابعها الجماهير بشغف كبير.. وقد حاولت جامعة الدول العربية التصدي لها من خلال وضع مبادئ لتنظيم البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني بالمنطقة العربية في فبراير عام 2008، وبذل اتحاد إذاعات الدول العربية جهوداً مكثفة في هذا الشأن تحت شعار »لنعمل معاً علي جعل الحقوق الرياضية متاحة للمشاهد العربي مجاناً ودون تشفير».. وهذه القضية فرضت نفسها علي الساحة الإعلامية في السنوات الأخيرة بعد أن تصاعدت تكلفة البث المشفر المادية علي الفرد والمجتمع إلي مستويات غير مسبوقة وغير محتملة في مشهد تجاري غير أخلاقي يستثمر الرياضة استثماراً تجارياً صرفاً ويبتعد بها عن أهدافها الأساسية ليحولها إلي سلعة حقيقية يحتكر ملكيتها ومشاهدتها الأثرياء! ولمواجهة هذا الواقع الصعب يطالب اتحاد الإذاعات العربية- ونحن معه- بضرورة العمل علي سن تشريعات محلية وطنية تكفل حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الرياضية الكبري عبر قنوات مفتوحة غير مشفرة علي غرار ما تم تطبيقه في عدد من البلدان الأوروبية التي اعتمدت علي توجهات محكمة العدل الأوروبية في وثيقة مهمة عام 2010 والتي قالت: »إن كل دولة عضو بالاتحاد الأوروبي بإمكانها اتخاذ تدابير وإجراءات وفقاً لقانون الاتحاد يضمن لها عدم احتكار قناة أو هيئة تلفزيونية للأحداث الرياضية». ومن حق المؤسسات الإعلامية الوطنية طلب حق البث الأرضي داخل حدودها وتلزم الجهات الدولية المالكة للحقوق الرياضية بميثاقها الذي يلزم هذه المنظمات بتوفير حق المشاهدة المجاني للجمهور. وقد بحث المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام في مصر هذه القضية في اجتماعه الأخير، ووافق علي خطة اتحاد إذاعات الدول العربية بالمطالبة بسن تشريعات وقوانين وطنية وإقليمية تحمي المشاهد العربي من خلال توجيهات تصدر عن جامعة الدول العربية ومجلس وزراء الإعلام العرب تتبني ضمان حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الرياضية الوطنية والإقليمية والدولية التي تشارك فيها فرق أو منتخبات أو عناصر وطنية. وتشمل قائمة الأحداث الوطنية والعربية والدولية الكبري التي تخضع للحماية بطولات الأندية والمنتخبات العربية لكرة القدم والدورات الرياضية العربية والبطولات الإفريقية والآسيوية لكرة القدم وبطولات كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأوليمبية. وهذا الأمر يتطلب القيام بحملة دعائية وتشمل كافة وسائل الإعلام العربية والجمهور العربي لتعريفه بحقوقه المشروعة في متابعة الأحداث الرياضية الكبري من خلال البث الأرضي عبر إشارة مفتوحة وغير مشفرة. »ولنا عودة»