كانت مدينة كرانيس مزدهرة ونابضة بالحياة قبل 5850 عامًا خلال حكم الملك امنمحات الثالث، وأصبحت مصدر المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في أيام الإغريق والرومان، ثم أصبحت مهجورة مع تعاقب القرون عليها،وخاصة بعدما طمست العواصف الرميلة معظم أجزائها، ورأت المدينة النور مرة أخري علي يد بعثة استشكافية أمريكية نيوزيلاندية هولندية من جامعات كاليفورنيا وأوكلاند وغرونينغن،حيث تم كشف بقايا معبدين كانا مكرسين لعبادة الإله سوبك »التمساح»، الذي كان يعبد في الفيوم إبان العصور الفرعونية. ويشير سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم إلي أن كافة العصور عاشت فيها، وكان من أشهر شوارعها»الشارع الملكي»، وتميزت بمنازلها المشيدة من الطوب اللبن أو الحجر،والمكونة من طابق واحد وكل واحد منها مستقل بدون جدران مشتركة،وكان من أكبر الاشارات علي أهميتها الزراعية تلك الرسوم علي الحيطان لأوراق وعناقيد العنب وطواحين الغلال، ويوضح أن أول أعمال الحفائر بها بدأها العالم الأثري »هانت» في عام 1895،وتوالت بعدها البعثات الاستكشافية التي عثرت علي حي قائم بذاته في أقصي أطراف القرية من الشمال الغربي والجنوب الشرقي به مطحن ومخبز ومخزن للغلال، بالإضافة إلي حمامين من العصر الروماني،كما تم كشف تمثال لحصان من الفخار عليه نقوش إسلامية، بالإضافة إلي ميدالية من الزجاج الأزرق مازالت تحتفظ بلونها الطبيعي حتي الآن مرسوم عليها هلال وسط مجموعة من النجوم،ونحو 100 مقبرة سطحية ترجع للعصرين الروماني والقبطي ما يدل علي أن كافة العصور عاشت في تلك المدينة الرائعة.