عويصة مشكلة الدقهلية، محافظة في قلب الدلتا،لا تستطيع الاستفادة من فكرة التمدد عبر ظهير صحراوي، الحل المتاح أن تتوسع شمالاً. الحلم القديم يعود إلي نحو نصف قرن،في أواخر عهد عبد الناصر، وبالفعل تم وضع حجر الأساس، ثم »نام» أربعة عقود، حتي عاد ليناوش عقل المحافظ سمير سلام في 2009، وما لبث أن دخل سباتاً عميقاً، وعندما اقترب حلم المنصورة الجديدة من التحقق ولد منقوصاً تقزم الي ربع المساحة التي كانت مقررة! الدقهلية مخنوقة تماماً، ومع زيادة رهيبة في سكانها، أدي إلي الجور علي الكثير من مساحاتها المزروعة، ومع تشبع معظم مدنها وحتي قراها علي كل الاصعدة كان الأمل أن يولد الحلم، كما بدأ عملاقا، ليستوعب استثمارات متعددة، توفر لابناء الدقهلية، إحدي اكثر المحافظات كثافة فرص عمل دون أن يصبحوا عبئا علي مدن أخري بالكاد تتحمل ابناءها. تضاءل الحلم من 20 ألف فدان قبل 50 عاما تقريبا، إلي 5 آلاف فدان في النسخة المعدلة للمنصورة الجديدة، رغم أن المنطق يذهب بنا إلي مضاعفة المساحة لا الانتقاص منها. وكأن »الكعكة في إيد اليتيم عجبة» إذ تكاثر علي المساحة المخصصة للمنصورة الجديدة جهات عدة ترغب في استقطاع ما تتصوره نصيبها! وفي سبيل ضمان انطلاق الحلم، وتحوله إلي حقيقة توالت التنازلات، ولا أحد يعرف لماذا؟ ولا إجابة علي سؤال يفرض نفسه : هل ثمة فرصة اخري للدقهلية في التوسع يعلمها من يستكثرون ما تم تخصيصه لها، فإذا بهم يجنبون من هنا، ويقتطعون من هناك؟ ابناء الدقهلية ينتظرون إجابة شافية بعيدا عن التبريرات الواهية، والعبارات الانشائية التي لا تقنع حتي متوسطي الذكاء!