منذ نجاح ثورة يناير في الاطاحة بالنظام السابق كلما خرجنا من "نقرة" وقعنا في "دحديره".. فما حدث امام كنيسة مارمينا لم يكن صدفة او بحسن نية.. واحراق كنيسة العذراء لم يكن رد فعل لشائعة حرق المساجد.. والاندفاع إلي الاعتصام السريع امام مبني التليفزيون قبل ان نعرف الظالم من المظلوم لم يكن ممن لهم ناقة او جمل في الاحداث.. فحكاية »ياسين وعبير« ورقة صغيرة من سلسلة اوراق مؤامرة لهدم المعبد علي رءوسنا جميعا مسلمين ومسيحيين! لا اعتقد ان ما نعيشه الأن من فوضي ومشكلات امنية واقتصادية سببها عدم عودة الشرطة بكامل طاقتها أو بسبب المظاهرات والمطالب الفئوية.. ولكنه بفعل متآمرين واصحاب اجندات داخلية قبل أن تكون خارجية.. فالصورة أعقد من أن تكون مطالبات بزيادة في المرتبات أو وقفات إحتجاجية لمحاربة الفساد.. فالحكاية مخططة ومدروسة، بدأت بمحاولات للوقيعة بين الجيش والشعب بعد ان اصبح وجه ضباط امن الدولة في الحيط.. وظهورهم للشعب الغاضب من تجاوزات العهد البائد.. وفقدان رجال الشرطة الشرفاء للكثير من ادوات ووسائل عملهم.. استهدف المتآمرون جر "رجل" الجيش حامي الثورة في تصادم مع الشعب وشباب الثورة حتي يسقط ضحايا من الطرفين ويصبح هناك ثأر ودماء بين الشعب وجيشه.. وفوضي تحول اصابع اليد الواحدة الي خصوم وتصبح بلدنا وكالة بدون بواب لكل من هب ودب.. وعندما سقطت ورقة التوت وفشلوا في الوقيعة- وان كانت محاولاتهم مازالت مستمرة- كانت محاولة شرخ الصفوف واظهار الانقسام تارة بالشائعات عن رغبة الجيش في البقاء بالحكم و»تدليعه« واحتضانه للتيارات الدينية.. وتارة اخري بالتظاهر بالملابس العسكرية والحديث عن حقوق المجرمين والقاضي الطبيعي والعسكري.. واخيرا وليس اخرا عن وضعه نصا في تعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية للسماح بتصويت افراده والشرطة في الانتخابات.. وبعد سقوط الورقة الثانية من أوراق المؤامرة وعودة الشرطة لممارسة عملها بقوة بمعاونة الجيش كان اطلاق البلطجية واغراء العاطلين عن العمل بقطع الطرق وترويع المواطنين الآمنين والسرقة والنهب.. وتضخيم الاحداث وبث الرعب في نفوس الناس.. ومع اختفاء امن الدولة وبدء عمل الامن الوطني لعب المتآمرون بورقة ذكرتنا بالسيل المنظم والذي حدث اثناء ثورة 52 يناير من هجوم علي اقسام الشرطة وتهريب الخارجين عن القانون.. بهدف انهاك الشرطة والقضاء علي اي امل في عودة الحياة الي طبيعتها.. ثم اكتملت الصورة بالترويج للشائعات التي تمزق النسيج الوطني وتحدث فتنة طائفية تأكل الاخضر واليابس بالحديث عن اسلمة فلانة او تنصر فلان وساعد علي إشعالها اعواد الثقاب من بعض الفئات المتشددة من المسلمين والمسيحيين سواء بسوء نية او بتصرفات تنم عن جهل وفردية. فصول المؤامرة لم تنته بعد.. وحكاية عبير وزوجها المسلم ياسين رغم تفاهتها مصنوعة.. وحسنا فعل المجلس العسكري عندما اعلن عن تسخير كل إمكانياته وقدراته ضد الفئات الضالة التي تعرض أمن المجتمع للخطر وقوله انه سيقضي نهائيا علي هذه الظاهرة في أسرع وقت.. فالحرية ليست سياسية فقط بل ايضا دينية.. وحريتي الدينية تتوقف عند حرية الاخرين.