هل كانت باكستان تعلم بمكان بن لادن وأنه أقام علي بعد خطوات قليلة من اكاديميتها العسكرية بل ومن قاعدة عسكرية باكستانية كبري؟ في تقديري نعم. فلا يعقل ان يسكن بن لادن في احضان الاكاديمية في دولة عسكرية مثل باكستان يسقط چنرالاتها قتلي علي ايدي متطرفي القاعدة وتتعرض مقار قياداتها العسكرية لهجمات مستمرة دون ان تعرف المخابرات الباكستانية هوية جيرانها. بل المؤكد في رأيي ان المخابرات العسكرية الباكستانية »ISI«- التي تصفها امريكا في السر بانها منظمة ارهابية طبقا لوثائق ويكيليكس- أمنت لبن لادن الحماية ايضا. ولكن هل كانت باكستان علي علم بعملية اغتيال بن لادن؟ بالتأكيد لا لعدم ثقة امريكا في حليفتها في الحرب ضد الارهاب وخوفها من تحذير »ISI« لبن لادن . اغتيال بن لادن سلط الضوء علي عمق الخلافات بين باكستان وامريكا وحجم التوتر في علاقتهما.. فانتهاك امريكا لسيادة باكستان ودخول 4 طائرات هليكوبتر امريكية للاراضي الباكتسانية دون علمها والقيام بعملية بلطجة وقتل بدم بارد لبن لادن وابلاغ باكستان بالعملية بعد انتهائها، اهانة كبيرة وضياع لمصداقية باكستان كحليف لامريكا. لقد دفعت باكستان ثمنا باهظا لوقوفها الي جانب امريكا في حربها ضد الارهاب.. وقد دخلت مرغمة بعد ضغوط وتهديدات امريكية بتدميرها واعادتها للعصر الحجري ان لم تستجب.. كانت باكستان هي اولي ضحايا الارهاب.. فقد أوت علي ارضها ملايين اللاجئين الافغان وسقط 43 الف باكستاني قتيل في الهجمات الارهابية علي اراضيها وبلغت خسائرها الاقتصادية 85 بليون دولار.. دمرت البلاد وشردت مئات الالاف من السكان، وانهارت الدولة.. واصبحت باكستان تعتمد بالكامل علي المساعدات الامريكية التي بلغت 02 بليون دولار منذ هجمات 11 سبتمبر 1002. اكبر خطر تواجهه باكستان هو سيطرة مخابراتها العسكرية »ISI« علي زمام الامور وتحولها إلي دولة داخل دولة. بعد اغتيال بن لادن تبادلت باكستان وامريكا الاتهامات.. طلبت امريكا من اسلام اباد الكشف عن هوية بعض كبار المسئولين في المخابرات الباكستانية لمعرفة ان كان لهم علاقات مع بن لادن.. واتهمت باكستان بانها تحمي طالبان افغانستان وتؤوي الملا عمر وبعض قيادات طالبان علي اراضيها في منطقة القبائل علي الحدود الباكستانية- الافغانية.. وان باكستان تعارض استخدام امريكا للطائرات بدون طيار في المناطق الحدودية لحماية قيادات طالبان والقاعدة .. واتهمت أمريكا »ISI« بمساعدة جماعة جلال الدين حقاني زعيم المجاهدين السابق وميلشياته الذي تتهمه امريكا بصلته بالقاعدة.. كما اتهمت باكستان بشن هجمات ضد قواتها في افغانستان.. وبفشلها في بناء استراتيچية للقضاء علي المتطرفين بينما ادي فشل السياسة الامريكية في باكستان الي تحويلها لمعقل للارهاب. اما باكستان فقد ردت علي عملية اغتيال بن لادن بالكشف عن هوية رئيس مكتب المخابرات الامريكية »سي اي ايه« في باكستان. كانت العلاقات بين البلدين قد توترت بعد قيام عميل امريكي للسي اي ايه بقتل مدنيين باكستانيين في يناير الماضي في لاهور وافلت من العقاب لتمتعه بحصانة دپلوماسية.. وبعدها طلب قائد الجيش الباكستاني من امريكا ان تخفض وجودها العسكري في باكستان لادني حد ممكن كما طلب العسكريون الباكستانيون من امريكا سحب 04٪ من عملاء السي اي ايه المتواجدين داخل الاراضي الباكستانية دون علم مخابراتها. وبقائمة بأسماء رجال السي أي أيه في البلاد. الامل في استعادة باكستان لسيطرتها علي الدولة هو في انسحاب امريكا من افغانستان ومن باكستان.. والسماح لهذه الدول ان تستعيد سيادتها علي اراضيها.. كان الله في عون باكستان.